بشار الأسد ما يزال حريصا جدا على اظهار هويته الاسلامية رغم محاربته للاسلام فعليا؟

Eiad Charbaji
 حدا بيعرف ليش بشار الأسد الذي دمر المساجد، وهتك اعراض المحجبات، وقتل مئات الالوف من المسلمين بدافع طائفي بحت، ورغم تمكنه من السيطرة واخضاع السوريين بالقوة، الا انه ما يزال حريصا جدا على أداء الطقوس الدينية واظهار هويته الاسلامية رغم محاربته للاسلام فعليا؟
أنا بقلكن الجواب، ببساطة لأنه يعلم جيدا ان هناك ملايين من المسلمين السنة في سورية بيقطع بعقلهن هذا الكلام، وخصوصا في المدن الكبرى وبالأخص دمشق.
رغم كل ما حصل في بلادنا فإن نسبة كبيرة من الطبقة السنية الدمشقية لم تشارك في الثورة، وهي لا تريد من هذا النظام أكثر من هذه الطقوس السخيفة لتقنع نفسها أنها تقف مع حاكم مسلم يحمي دمشق، يدعم هذا التصور شعور طبقي بالتفوق على سنة الارياف، وسلطة مشيخية وشرعية تم رعايتها مخابراتيا في معاهد أبو النور وجوامع دنكز والنابلسي والايمان والروضة وكافة الزوايا المشيخية الشامية إلا من رحم ربك.
البوطي وقبله كفتارو ليسا حالة شاذة، بل هما جماهير عريضة ومنهج عقلي وايماني ضارب في العقل السني الشامي، لذلك عرف النظام دواءهم منذ زمن بعيد، فأطلق منذ قضائه على الاخوان في الثمانينات حملة ضخمة لبناء المساجد، وأنشا معاهد تحفيظ القرآن، ودعم المشيخات والزوايا والمريدين وكذلك المشيخات النسائية الشامية الارستقراطية (القبيسيات ) حتى صار الامر ظاهرة واضحة جدا قبل الثورة، وأصبح لكل شاب وفتاة في دمشق شيخ وشيخة يتبعونهم ويعبدونهم ويتتلمذون على ايديهم.
في هذا الإطار يحب ان نذكر أن دمشق لم تنتفض ضد نظام البعث إلا مرة واحدة في تاريخها، وتحديدا في العام 1970 عند وصول حافظ الاسد للسلطة واعلانه تغيير الدستور، يومها لم يذكر الدستور أن دين رئيس الدولة هو الاسلام، فقامت قيامة دمشق واعلنت المدينة الإضراب فيما سمي ب (أحداث الدستور)…من حينها عرف نظام الأسد كيف يسيطر على الشام واهلها، فأعاد تلك المادة للدستور شكليا، وأخذ كل ما يريد من الشام وتجارها.
لست اسف ممن سينزعج من هذا الكلام…. فهذه هي الحقيقة

This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.