كما نسفت اكذوبة المقاومة التي لا تقاوم بل تقصف مخيم اليرموك وتقتل الفلسطينيين بالمئات والعالم يتفرج وكما نسفت اكذوبة الممانعة والآن تم نسف أكذوبة الحرب ضد الارهاب.
لا يؤمن بأكذوبة المقاومة الا بعض الساذجين اليساريين الذين ابتلعوا اكذوبة المقاومة التي لم تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل منذ أكثر من اربعة عقود التزاما بقاعدة الرد المناسب في الوقت المناسب.
قبل عدة اسابيع ظهر لي مقال في ايلاف يتعلق بعلاقة نظام بشار الأسد بداعش والنصرة وكيف استطاعت المخابرات الايرانية والسورية من اختراق تلك الجماعات الارهابية وسخرتها لخدمة النظام. وشكك بعضهم بصحة المعلومات لأنهم لم يقرأوها في أي مكان والجواب لهؤلاء هو ان الجهل لا يلغي الحقيقة.
فضح اكذوبة حرب النظام ضد الارهاب:
وهذا كان جليا من تصرفات تلك الجماعات على الأرض فبدل من ان تقاتل النظام وجيش النظام أخذت على عاتقها محاربة الجيش السوري الحر واغتيال ضباطه واعدام عدد منهم. وتم تأكيد وجود تحالف بين نظام دمشق وتلك الجماعات من قبل قيادات عراقية بارزة ومنها وزير العدل حسن الشمري. وقبل ذلك أكد قيادي عراقي شيعي إن الخطة الإيرانية – السورية تقوم على تسهيل نقل السلاح الى “النصرة” و”داعش” وبعض المجموعات الاخرى مثل “الجبهة الاسلامية”، لأن الهدف هو تقويض قوة “الجيش الحر”. وأكد المسؤول العراقي أن بعض العناصر الأمنية السورية انضمت بالفعل الى هذه الجماعات بأوامر من قيادات أمنية رفيعة وقد أحيل هذا الملف بالكامل الى نائب رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء عبد الفتاح قدسية الذي عمل في السابق رئيساً لجهاز المخابرات العسكرية وهو من الطائفة العلوية وقريب جداً من الرئيس بشار الاسد.
ومن مظاهر هذا الاختراق هو التعاون بين الجيش النظامي والجماعات الارهابية بمدها بالسلاح والمعلومات لكي تقاتل ضد الجيش السوري الحر. وتبين ان الخطة المرسومة بتواطؤ عراقي سوري هي ان الشعب السوري سيخاف من داعش والنصرة وسينتخب بشار الأسد. هذه الخطة قد انفضحت وستفشل فشلا ذريعا في حماية نظام بشار الأسد. لاحظوا ان تلك الجماعات الارهابية ركزت جهودها على تأسيس دويلات اسلامية فاشلة في بعض المناطق للبطش بالسكان والتنكيل بهم كأن النظام يقول للعالم “هذا ما سيحدث في سوريا اذا سقط بشار الأسد” ولكن الألعوبة كشفت وفضحت ولم تعد مجدية.
اسئلة لاغبياء داعش؟
اولا: لماذا تستهدفون الجيش السوري الحر وتعتقلون وتعدمون الضباط التابعين للجيش السوري الحر؟
ثانيا: لماذا لا تقاتلون النظام وجيشه؟ اذا فعلا كنتم ضد النظام فلماذا لا تزحفون الى دمشق للقتال؟
ثالثا: لماذا لا تسقط البراميل المتفجرة فوق رؤوسكم بل تسقط فوق المدنيين؟
رابعا: ألا تعلموا انكم مخترقون من قبل المخابرات الايرانية والسورية التي توجهكم وتسهل تحركاتكم وترشدكم الى مواقع الجيش السوري الحر؟
خامسا: هل تعلموا ان الشعب السوري يرفضكم وليس لكم مستقبل في سوريا لأنكم خونة ومرتزقة وارهابيين مأجورين؟
داعش وغيرها من الفئات التي تعمل تحت راية اسلامية لا تخدم الثورة بل تقدم خدمة مجانية للنظام وهذا بات واضحا ولا جدل فيه.
أكاذيب النظام كشفت الغباء والتضليل:
والآن بعد ان حصلت الاستخبارات البريطانية والأميركية على الحقائق الموثقة التي تربط داعش بدمشق سنرى تغييرا في المواقف الأميركية والأوروبية حيث قال جون كيري وزير الخارجية الأميركي الجمعة 17 يناير الحالي أن “نظام الأسد يحاول تضليل المجتمع الدولي عندما يقول إنه يحارب الإرهاب والتطرف ويدافع عن بلاده، والصحيح أن الأسد هو من أتى بالإرهاب إلى سوريا، ولا يمكننا السماح بمثل هذا أن يحدث في المنطقة”.
وقال كيري للصحافيين في واشنطن “لن يخدع أحد” من جانب النظام السوري، مضيفاً أن الهدف من مؤتمر “جنيف 2” هو “تطبيق جنيف 1″، الاتفاق الموقع في يونيو 2012 والذي لم يتم تنفيذ بنوده التي تنص خصوصاً على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. وأهم ما قاله كيرى ايضا “لا مكان لبشار الأسد في سوريا المستقبل”.
وفي تطور آخر لافت للنظر ان ان طيران النظام لأول مرة منذ الصيف الماضي يشن غارة على موقع في الرقة حيث تتواجد داعش بعد ظهور أدلة ووثائق دامغة تثبت علاقات تعاون بين داعش والنظام.
جون كيري نسف الأكذوبة أن النظام يحارب الارهاب. لسوء حظ بشار الأسد فان كل الدعاية والاعلام وحملة العلاقات العامة والأكاذيب التي يروج لها وزير الاعلام عمران الزعبي وكوادر الكذب والتضليل من بثينة شعبان مرورا بفيصل مقداد وبشار الجعفري ووليد المعلم ورئيسهم الكاذب الأكبر بشار الأسد ذهبت هباء وانفضحت للقاصي والداني. كما يقول ميشيل كيلو في احد مقالاته الأخيرة “انكشفت لعبة التستر على إرهابيي حزب الله وأبي الفضل العباس، الذين استقدمهم النظام من خارج الحدود كي يساعدوه على قهر شعبه وتحطيم إرادة الحرية في نفسه، من خلال ذبح بناته وأبنائه وقطع رؤوسهم وتقطيعهم إلى أشلاء، واغتصابهم وسلبهم ونهبهم وقتلهم العشوائي والمجاني”.
كما كشفت معلومات دقيقة موثوقة ان وحدات من الجيش السوري استلمت اوامر من دمشق ان تسهل مررور كوادر داعش وتزويدهم بما يحتاجونه من طعام وسلاح ومعلومات عن تحركات الجيش السوري الحر.
وسنتوقع المزيد من المعلومات من منشقين عن العلاقة الوطيدة بين داعش وبشار الأسد. لا مكان للاختباء من الحقائق
لندن
منقول عن ايلاف