في البادية عائلة تعتاش من تربية الحلال أي الأغنام والماعز وفي سنين الوفرة.. المطر والعشب إنتعشت تلك العائلة وأصبحت ثرية وقررت الإنتقال للمدينة وأشترت بستان تزاول عملها السابق بالإضافة لكي يكون لها إسم في المدينة مثل بقية التجار وإذدهرت التجارة وإستأجر الملة له خان في السوق وأصبح تاجرا مرموقا في المدينة يقصده التجار والموظفين الحكوميين والسابلة وأصحاب دكاكين الصرافة والقروض, وإنخرط إبنه في عمل تجاري جديد إسمه السياسة فجلب تجار الكلام وبائعي الأحلام فكان دكانه أي الخان يجمع كل من التجار وأصحاب المال والحرامية والموظفين وأصحاب الأفكار اليسارية وكل بهلوانات الحي والأحياء المجاورة.
وبعد الظهر يجتمع الجميع علي لقمة الغداء ويدب الجدل وبعض الخصام والإختلاف ومن ثم الإفتراق وكان الملة يصرف الأمور, وفي الليل دعا الجميع للمزرعة للعشاء والغناء وإحتساء الشراب وإعتاد الجميع علي ذلك إسبوعيا وهكذا أصبحت عادة وتوسع ودخل فيهم بائعي الكلام من كل نوع وحتي مؤذن الجامع.
وإستمر هذا الحال ومرت السنين وتفاجئت المدينة بإنشاء سوق به عده دكاكين بناها الملة وتم الإفتتاح قبل العيد وكان لكل ضيوف الليل دكان يبيع به سلعة تجارية مختلفة وهم يرتدون ملابس فاخرة وحلي ومسابح ويعتمرون عمائم ملونة وكأنها حفلة تنكرية وعند قدوم الملة الكل يقبل يديه ويشكره علي هذه النعمة… التاجر والصراف والموظف والحرامي واليساري وبائع الكلام والإمام… جمعهم الدرهم تحت خيمة العوسج.
حكمة اليوم…. الكل يلهث من أجل الدرهم ويدعي النزاهة, فصناعة الكلام ارخص طريق للحصول علي الدراهم.
وسامحونا,,,