بستان الملة’ العوسج

في البادية عائلة تعتاش من تربية الحلال أي الأغنام والماعز وفي سنين الوفرة.. المطر والعشب إنتعشت تلك العائلة وأصبحت ثرية وقررت الإنتقال للمدينة وأشترت بستان تزاول عملها السابق بالإضافة لكي يكون لها إسم في المدينة مثل بقية التجار وإذدهرت التجارة وإستأجر الملة له خان في السوق وأصبح تاجرا مرموقا في المدينة يقصده التجار والموظفين الحكوميين والسابلة وأصحاب دكاكين الصرافة والقروض, وإنخرط إبنه في عمل تجاري جديد إسمه السياسة فجلب تجار الكلام وبائعي الأحلام فكان دكانه أي الخان يجمع كل من التجار وأصحاب المال والحرامية والموظفين وأصحاب الأفكار اليسارية وكل بهلوانات الحي والأحياء المجاورة.

وبعد الظهر يجتمع الجميع علي لقمة الغداء ويدب الجدل وبعض الخصام والإختلاف ومن ثم الإفتراق وكان الملة يصرف الأمور, وفي الليل دعا الجميع للمزرعة للعشاء والغناء وإحتساء الشراب وإعتاد الجميع علي ذلك إسبوعيا وهكذا أصبحت عادة وتوسع ودخل فيهم بائعي الكلام من كل نوع وحتي مؤذن الجامع.

وإستمر هذا الحال ومرت السنين وتفاجئت المدينة بإنشاء سوق به عده دكاكين بناها الملة وتم الإفتتاح قبل العيد وكان لكل ضيوف الليل دكان يبيع به سلعة تجارية مختلفة وهم يرتدون ملابس فاخرة وحلي ومسابح ويعتمرون عمائم ملونة وكأنها حفلة تنكرية وعند قدوم الملة الكل يقبل يديه ويشكره علي هذه النعمة… التاجر والصراف والموظف والحرامي واليساري وبائع الكلام والإمام… جمعهم الدرهم تحت خيمة العوسج.

حكمة اليوم…. الكل يلهث من أجل الدرهم ويدعي النزاهة, فصناعة الكلام ارخص طريق للحصول علي الدراهم.

وسامحونا,,,

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.