يقول المثل الصيني … اذا أردت ان تزرع لسنة فأزرع قمحا …
وإذا أردت ان تزرع لعشر سنوات فأزرع شجرة …!.
اما إذا أردت ان تزرع لمئة فأزرع إنسانا …!.
فالثقافة والحضارة تصنع البشر …
المدنية تصنع الآلة … الآلة هي صنيع بشري جهاز لخدمة البشر …!.
وأما البشر عندما يصنعون حضارة هذا معناه سحر البشر الحر …
وهو قوة صناعية وصياغة الأنظمة والقوانين والعلوم والآداب والشعر والفنون …
منذ سومر كتبوا على الطين ألواح مفخورة تعلن بكل فخر نحن من صنع الحرف والقلم ، وهي تلك الآلية التي صنعت الأجهزة المتطورة الحاسوب بدونها لايمكن صناعة الحلقة التالية للتطور .
الشعر ، والغناء ، والآداب ، وعكاضا كان المسرح الاول للبشرية في الجزيرة العربية ، ولم تكن صحراء وإنما خضراء ، وقد تصحرت بسبب عوامل الجو والطقس .
لقد كان سارجون الأكدي عندما يبحر في رحلته الى جنوب الجزيرة العربية من الصور والألواح التي تشير لوجود أشجار ، وأشجار مثمرة وسباع واسود وحيوانات تتغذى على المنتوج الزراعي للغابة .
وما الواحات الا هي بقايا التجمعات المائية للبيئة التي تغيرت مع الزمن ، وما يحدث اليوم من تغييرات وتصحر في العالم ، وفي أفريقيا السمراء يسير بنفس اتجاه الحياة القديمة للأرض .
الشرق والشرق البعيد ، وبلاد العرب كلها حالة حضارية ويوجد دوما في الحضارة شرخ اسمه (( دودة القز )) ، وهذه حالة تعيق الاكتمال الكامل للحضارة .
فلو اكتملت الحضارة لالغيت الحالة الألوهية للآلهة ، وهذا مستحيل ..!.
لقد زرعت تلك الحضارات البشر ليس عبر مائة سنة وإنما عبر قرون من الزمن …؟.
واليوم خرجت (( دودة القز )) اللعينة لتمزيق حضارات سادت ولم تغيب لكون سرها في روحها فهي تتشرنق عند الحاجة وتخرج من الشرنقة عندما يحين الربيع …!.
حضارات الطين هي حضارات آدم اي الزراعة …