بدل زينة الميلاد، اتزيّنت الحارة بصور القائد الأب و الراحل الابن و الخلف الروح القدس

متل هاليوم من سنتين تماماً..ziad2
تبرّع احد جلاجيء الشبيحة في حي الاميركان المسيحي في اللاذقية بلم تبرعات من اهالي المنطقة لتزيين الحارة الممتدة من كنيسة مار مخائيل شمالاً الى بقالية الصعلوكة جنوباً..

صار يطلع على البيوت و يرن الجرس باب ورا باب..
اللي يعطيه مية ليرة، و اللي يناولو على مضد ميتين ورقة، لحد ما جمع كم الف و راح ليشتري الزينة و يركبها ..

بيتفاجأو اهل الحارة تاني يوم، انو هالصعلوك راح اشترى اعلام النظام ام النجمتين ، و صور للرئيس الشاب ابن مكتشف الدين المسيحي في العقد الاول بعد الحركة التصحيحية ..
و بدل الأجراس و الأغصان الخضرا و زينة الميلاد، اتزيّنت الحارة بصور القائد الأب و الراحل الابن و الخلف الروح القدس..
بآخر الحارة اتعلّقت صورة عملاقة لبشار ، و انربطت حبالها الممتدة بين بلكونة ابو بولص من اليمين، و بلكونة ابو موريس من اليسار ..
صورة بمقاييس عملاقة للقديس بشار الاول..
جزء كبير من اهل الحارة استنكروا الموضوع سرّاً، و ما رح نافق انو جزء كبير من جلاجيء شباب الحارة الموظفين عند الناسك أيمن جابر كانوا سعيدين بزينة هالسنة ..
معروف عن هالصعلوك صاحب فكرة الزينة، انو واحد من أغبى أغبياء الحارة ، و كل شباب الاميركان بيشهدوا على هالشي..
بكل ذكاء، و بعد ما علّق الصورة العملاقة، نسي يبخشها من زواياها منشان ما يوقعها الهوا..
كانون اول باللادقية، و الدنيا شتي متل ما بدكون، و هبّت رياح التغيير ..
نسمة هوا قوية جاية من الصليبة ، دفعت هالصورة و من شدتها كسرت الدرابزون اللي معلقة عليها، و هرّت مع كمية هائلة من حجر الدرابزون و بيوقعوا من رابع طابق على سيارة شب ممانع صافّة تحت كسّرتها مية شقفة..
ركضوا اهل الحارة، و انسمعت صيحات الأمهات من البلاكين، يا لطيف و يا عدرا، و ركض صاحب السيارة الممانع باتجاه ما تبقّى من سيارتو المحطمة، و قال كلمتو الشهيرة:
كلّو فدا صباط القائد ، بس بدّي العن أمّو لهالقوّاد اللي علّق الصورة..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *