بالروح بالدم نفديك يامجاري

iraqprisdentmlakiفجأة صحى اعضاء مجلس محافظة بابل من نوم عميق وصاحوا جميعا بصوت واحد: مجاري يامجاري.
احدهم ويبدو انه خفيف الدم قال للصحفيين،انها مجاري حبنا.
يعتقد هذا المجلس انه حقق مكسبا جماهيريا حين اتخذ قرارا بحذف المشاريع المستمرة والمخصصة لمدينة الحلة وقضاء وناحيتين والبالغة نحو 558 مليار دينار وتوزيعها على مشاريع المجاري .
لماذا؟ لأن السادة الاعضاء تنبهوا الان والان فقط الى ضعف خدمة المجاري في المحافظة وتجنباً لتعرضها للفيضانات بسبب الأمطار تم اتخاذ هذا القرار.
ياسلام، وين كنتم يابعد طوايفي؟.
لو سالنا اي مواطن في قضاء الهاشمية او ناحيتي القاسم والمدحتية لقال،كل المشاريع الخدمية،كل الجسور،كل الطرقات المعبدة،لاتفي بالغرض بدون المجاري.
وسيقولون لك ايضا لو بنيت جسرا حديثا ستجرفه الامطار التي لم تجد منفذا لها بدون المجاري.
سينبري احد المسوؤلين ويصرخ بلا فلسفة يا اخ فنحن فقط اضفنا هذه المبالغ لتعزيز خدمة المجاري لا اكثر ولا اقل.
هذا الكلام ايها المسوؤل حفظك الله مردود عليك،لأن المجاري تبدأ اولا،بمعنى ان كل المخصصات في ميزاينتكم تخصص اولا لتنفيذ مشروعات المجاري ومن ثم تنفيذ بقية المشروعات.
على كل حال مازال في الوقت بقية،ولعل مجاريكم ستنفذ اذا استلمتها شركة اصحابها اصحاب ضمير.
لاندري على اي شركة سترسو مناقصة او مزايدة المجاري ولكننا سننتظر مع اهالي الهاشمية والقاسم والمدحتية،وحذارى ان تطلعوا علينا بعد ايام لتقولوا لعنة الله على التقشف فقد عطّل مشاريع المجاري عندنا رغم انها حيوية بل واستراتيجية.
فاصل اعلامي: ينتظر اولاد الملحة من مجلس الوزراء تشريع قانون صارم يعاقب فيه كل قناة فضائية تنشر وباء الطائفية وياليت تكون العقوبة باغلاق القناة الى الابد.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.