عانت الشعوب منذ قرون عديدة مضت من حكم الدولة الدينية التي يحكم فيها الكهنة بإسم الله وكانت أحكام القتل والظلم تتم بمرجعية دينية فتم القبض على كل من رفع صوته شادياً بأنغام مختلفة لا تتناغم مع الحظيرة وقطعانها .
فى الدولة الدينية رجال الدين كانوا هم الحكام الفعليين في البلاد ويتحكمون في مفاصل الدولة انطلاقا من خلفيتهم الدينية، بل وكان الإمبراطور أو الملك يستمد قوة سلطته وملكه من رجال الدين.
فى حكم الدول الدينية ضاع العدل وساد الظلم ، نكل بكل مخالف لم يسر على خطط السلطات الدينية المرسومة، فى تلك الدول الدينية كانت الاحكام تصدر باسم الله بعد اختزله رجال الدين في دواخلهم فأضحوا هم المتحدثين بإسم الذات الإلهية.
شهدت مصر في العصر القبطي ( المحذوف من تاريخ مصر ) أعمال اضطهاد وتنكيل لمن لم يحلق باتجاه السربٍ، وشهد كل من حاول التعبير عن آرائه بالحبس والظلم والتهجير خارج قريته أو مدينته، والتاريخ شاهد ليس على أعمال ذبح ونحر للمخالفين بل تعدت إلى حرق للبشر… حيث كان الكهنة يصدرون الأحكام الظالمة واحداُ تلو الآخر تحت شعار ( لا تعقيب على أحكام الكهنة ) لقد لجأ الكهنة لتلك الحيلة بهذا الشعار حتى يتسنى لهم التنكيل بالمخالفين.. وآنذاك عمَّ الظلم بل والويل كل الويل لمن يقع فريسة تحت يدهم… فعلى سبيل الظلم شهد شاهداً ظلماً على أحد الرعايا فاجتمع رجال الكهنة وقرروا تهجير عائلته ودفع آلاف الدينارات وبيعت أرضه وأملاكه خلال أسبوع وتم تشريد عائلته وكل ذلك حدث بإسم الله.
وأراد عدداً من القُصَّر ما بين الرابعة والسابعة عشر عاماً عمل تمثيلية خلال سبع وعشرون ثانية تهجو أعمال جماعات الإرهابية التى تذبح وتقتل وتغتصلب بإسم الدين مع مدرس لهم ولكن لسوء الحظ سمع هذه التمثيلية أحد رعايا الكهنة ، فتم فبركة محضر والقبض على المدرس والتلاميذ القصر وهناك كانت مجاملة اجهزة الدولة امن وطنى وكل تشكيلات الدولة الدينية ليخرجوا سيناريوا محبك للتنكيل على الاطفال لانهم ساروا خارج القطيع وعبروا عن رايهم الشخصي فى جماعة ارهابية فسرعان ما انتشر الخبر وقام الغوغاء برعاية رجال الامن السائرين على درب الدولة الدينية المبخرين يوميا لرجال الدين بأعمال حرق وسلب ونهب إلى أن أصدر الكاهن المسؤول فرماناً بطرد عائلة المدرس التي تتكون من ثلاث أبناء وزوجته أما المدرس نفسه فقد تم سجنه لمدة خمس أعوام… وحرم من راتبة خلال فترة التنكيل به .. ثم بدهاء عجيب استقر الكاهن إلى قرار يرضيه بسجن القُصَّر خمس سنوات ووضع الطفل الأصغر في دار أحداث لينال جزاؤه العادل حسب اعتقاد الكاهن، أما الغريب في الرواية أن القُصَّر الذين كان يقومون بالمشهد التمثيلي للجماعات الإرهابية بإسم الدين فعندما كانو يمثلون كانوا يصرخون ويقولون ( بإسم الصليب… اذبح ) وهو ما استند إليه الكاهن في قراره بسجن القُصَّر ليس لانهم كانوا بارعين فى تمثيل الجماعات الارهابية انما لانهم كانوا يتلون عبارات الجماعات الارهابية اثناء جرائمها ..
وأخيراً انتهت التمثيلية إلى واقع مؤلم يقضي بحبس براعم صغيرة ليحملوا داخل أنفسهم قسوة الحكم الديني وسادية رجال الدين .. ويعانوا من قسوة البعد عن العائلة والمنزل والمدرسة والأصدقاء، وليتحملوا ظلم الوطن وسط مشهد صامت من الجميع حال لسانه يقول لا صوت يعلو على صوت رجال الدين ولا تعليق على أحكام رجال الدين.
حدث في عصر الدولة القبطية التي نكَّلت بالمخالف وتهجير عائلات ورجال ونساء وشيوخ واغتُصِبَتْ حقوق وأملاك الأفرا … وتم الحكم على شباب لنقدهم الجماعات الإرهابية وأعمالها المشينة…
ولكن ستبقى المرارة داخل الحلق لن تزول كان الملك ورجالة ورجال الدين انفسهم يصرحون ان مصر ليست دولة دينية !!!!
نشكر الله أننا في عصر التنوير القرن الحادى والعشرون وقد انتهت الحقبة القبطية الظالمة ونعيش فى نعيم الدولة المدنية علاوة على حجافل من الاجهزة الرقابية تحافظ على مدنية الدولة !
مدحت قلادة
Medhat00_klada@hotmail.com