ايستحق المحمديين الحُريّة؟

التقيت لأول مرة بمعتقل الرأي رائف بدوي قبل سبعة أعوام في جدّه عند صديق كاتب معروف.واستمرت لقاءاتنا كلّما زرت جدّه وغالباً زياراتي عمليّة.آخر مرّة التقيت به اثناء ثورة الشعب ضد حمزة كاشغري المُتهم بالإساءه لمحمد ،في مجلس احد الكُتّاب الذي لا افخر به اليوم!
كان يدور حديث بيننا ونحن على طاولة الطعام ، عن الدّين والتديّن والحريّة في الإسلام .. انبرى رائف مدافعاً وقال انا مع حريّة المسلمين وادافع عنهم، ارجوك يا عبد العزيز لا تتطرّف ويتحوّل نقدك للفكر الديني الى نقد المسلمين انفسهم (شرحت هنا ارتباط المسلمين الوثيق بقرآنهم ودينهم بالمجمل وتأثيره على سلوكهم وحياتهم ونظرتهم للآخر المحتلف عنهم) ولسنا بحاجة لإيضاح ذلك لرائف! وقال صحيح ان المسلمين لديهم ازدواجية بالمعايير لكن هذا لا يعني ان نقف ضدّهم هم اهلنا واشقاءنا واخواننا ..قلت له صدقت، لكن نتحدّث بشكلٍ عام عن الحالة الدينيّة العامة المسيطرة على المجتمع وعقل المسلم، هؤلاء لا يستحقون! حقاً لا يستحقون! انهم يستخدمون الحريّة المتاحة لها لإسقاطها واستبدالها بشريعتهم وانا وانت وغيرنا ممن يخالفونهم ولو انتسبنا للاسلام سواء اسماً او فعلاً سينقلبون ضدنا ولا يقبلونا كما نحن ، وتكون انتّ اول ضحاياهم. ستراهم حين يهيجون جميعهم يؤيدون اي عملية اعتقال او ملاحقة واعتقال لليبراليين واللا دينيين والمتحولين لديانات أخرى,
واضفت لا تظن ان الأفعى تصافح بيدها بل تنفث السم اثناء هجومها عليك.هؤلاء المشائخ الذين يضعون ايديهم بيد البابا وممثلي الأديان الأخرى مجرد ان يعطيهم ظهره يذهب يُصلّي ويلعنهم في صلاته.
مرت سنوات واصبح رائف بدوي الذي يدافع عن حريّة المسلمين والمسلمات وخصوصا بأروبا ضحيّة بين ايديهم، وها هو يُجلَد كل جمعة بسياطهم الإسلامية الشرعيّة الظلاميّة وستضيع عشرة اعوام من عمره مسجوناً بسبب كلمة ورأي واختلافه عن ميول الأغلبية الساحقة للدين.
والآن!
ايستحق المحمديين الحُريّة؟ جوابي الشخصي لا!
لا يستحقونها حتى نرَ حريّة الفكر والإختيار والإلحاد والرأي والتحول للأديان الأخرى متاحة في بلدانهم الإسلاميّة كما هي بالغرب, آنذاك سأقف مع المحمديين .