كانت الفلسفة العسكرية السياسية (الأمريكية- الإسرائيلية ) ، ترد على كل وهم بانتصار سياسي عالمثالثي ، بهزيمة منكرة ولو مؤقتة أو عابرة لمن يتوهم أنه انتصر في العالم الثالث ، والمثال النموذجي على ذلك عربيا هو الرئيس جمال عبد الناصر، فلم يكن يحقق نصرا سياسيا دوليا وعالمثالثيا تكرسه كزعيم وطني تحرري كـ(مؤتمر باندونغ )، إلا ويعقبه هزيمة عسكرية معنوية مذلة تكلف بها إسرائيل لنزع ريش انتصار عبد الناصر الطاووسي، وفق الملاحظات الثاقبة للمفكر الراحل (الماركسي- الناصري) ياسين الحافظ الليبرالي اليساري الديموقراطي الأول عربيا ………..
لقد ذكرنا بهذه الملاحظة المنهجية سياسيا،تلك الهزيمة المفاجئة لإيران وعملائها من الحوثيين ومرتزقة الرئيس الصغير المتعاظم على شعب اليمن الطيب علي عبد الله صالح وعائلته المشاكلة لعائلة الأسد والقذافي ..!!!
قد تكون هزيمة الحوثيين الإيرانيين من عدن، هدية أمريكية للعرب وعلى رأسهم السعودية بقيادتها لحملة مواجهة الحزم العربية مع إيران، لطمأنتها بأن الاتفاق مع إيران ليس ولن يكون على حساب العرب ، لأن الفكر الأمريكي منتج البيرغماتية لا يعنيه الانتصار العقائدي للملل والنحل الطائفية والمذهبية الإسلامية (شيعية أو سنية) ، وإنما يعنيه قدرة العقل الحديث الإسلامي القائم على فهم القاعدة الفقهية الاسلامية (دوران الأحكام بدوران الزمان ) التي تتلاقى مع القاعدة الفقهية الأمريكية (البيرغماتية : وهي أولوية فقه المصالح)، وأن وما كان عدوا بالأمس ، يمكن أن يكون صديقا اليوم وغدا ، والعكس بالعكس …
أي أن الشيطان الأكبر(الأمريكي) يمكن أن يعانق محور الشر الإيراني)، ونسيان كل الأكاذيب الدعاوية والعقائدية عن الحروب والمعارك المؤبدة شعارايا…… وأنه يمكن أن ترضى أمريكا وإسرائيل عن (حزب الله)، رغم كل مشاغباته السابقة مع معلمه الإيراني ضد أمريكا وإسرائيل للفت انتباه أمريكا للحوار والاتفاق ..يما إذا ما قرر حزب الله أن يوجه بندقيته الحقيقية وليس المزورة ، من الصدر الإسرائيلي إلى صدر الشعب السوري، ومن ثم إعلان النوايا الحقيقة في أن الطريق إلى القدس يمر عبر الزبداني…..
لكن علينا نحن العرب الثوريون الحالمون بالربيع العربي، أن نفهم أن الغرب (الأمريكي والأوربي والإسرائيلي )، ليس صديقا أو عدوا عقائديا ايديولوجيا لأحد، لا للاستبداد ولا للحرية ، ولا للسنة ولا للشيعة ، ولا للعرب ولا للفرس على أسس عقائدية (وفق مفهوم الجوهرالثابت والخالد والمطلق للهويات ) ……
.حيث ما يبدو لنا انحيازا عقائديا ( ما عدا إسرائيل فهي جزء تكويني من الغرب) ، فهو وهم كاذب، فما يبدو لنا أنه انتصار لإيران ، قد لا يعدو أن يكون استكمال وضع ايران تحت الوصاية الغربية مثلها مثل دولة الرجل المريض العثماني منذ أكثر من قرن تحت أوهامها الامبراطورية العظمى ….
وأن ما يبدو لنا حذرا وترددا تركيا قلقا هو عين العقلانية ذاتها، حذرا وقلقا من كسر مسار التنمية التركية المتميز في ترجربته الديموقراطية عالميا الذي يفترض أن يرحب به غربيا، مادام الخيار التركي هو الخيار الأقرب للنموذج (الغربي الحداثي اللليبرلي العلماني)، على العكس من نموذج (الدولة الدينية الثيوقراطية الإيرانية) الأقرب لنموذج العصر الوسيط في الغرب ) الذي رفضه الغرب منذ أكثر من ثلاثة قرون وثار عليه فكريا وسياسيا واجتماعيا محليا أوربيا …
ليس المهم التقاء الشرق مع تفوق الغرب العقلاني معرفيا وفلسفيا ..أي ليس المهم بعد المشروع المعرفي والفلسفي لغرب الحداثة، في خدمة تفوق المشروع الانساني الديموقراطي الانساني في العدالة والمساواة والأخوة عالميا ….وذلك لأنها شعارات احتكارية للغرب …غرب قوى المصالح والتفوق والهيمنة، لأن شعوب الغرب قد دفعت ثمنها، ولن يقدمها للعالم والبشرية والإنسانية مجانا لوجه الحقيقة……. بل لوجه المصالح، والمصالح وحدها… وليذهب المفكرون والفلاسفة الاصلاحيون والتنويريون إلى الجحيم …..
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: بالمنطق والعقل هل يعقل أن يهزم الشيطان الاصغر الشيطان الاكبر ؟
٢: في الاتفاق جرعوا الولي الفقيه السم الزعاف الذي جرعوه من قبل لسلفه المقبور الخميني صاحب فتوة تفخيد الأطفال ، حيث غدى النظام الايراني كالهارب من وجه العدالة ، وما الاتفاق إلا فرصة للإستسلام قبل نفاذ فترة العفوا ؟
٣: إنتصار النظام الايراني لايختلف عن إنتصار أسدهم مقابل بقاءه حيا ، ويذكرني بإنصار المقبور صدام حسين يوم صارت بغداد (خان چغان) لفرق التفتيش والنتيجة معرفة للجميع ؟
٤: وأخيرا …؟
لا عذر للنظام لو شنت شياطين الغرب الحرب عليه لو لعب بذيله ، وعندها تكون على نفسها جنت براقش ، سلام ؟