أكتب هذا المقال اليوم وانا استمع لخطاب الرئيس الاميركي اوباما في الأمم المتحدة, وسبب كتابتي له هو قول اوباما ما كنا نردده بكل مقالاتنا: ونقتبس من خطاب اوباما:” اذا تدخلنا وساعدناكم تكرهوننا لأننا تدخلنا بشؤونكم, وإذا لم نتدخل تكرهوننا لأننا لم نتدخل لمساعدتكم؟؟ ” انتهى الاقتباس.
ونلاحظ بأن اوباما افصح اخيراُ عن السبب الحقيقي وراء تباطوء اميركا في التدخل في انقاذ الشعب السوري من براثن عائلة الاسد المجرمة, وهو ببساطة انه لم يطلب منها احد ذلك من المعارضة, والجميع يريد من اميركا ان تضحي بأموالها وأبنائها لمساعدة الشعب السوري من تلقاء نفسها وبدون اي طلب رسمي وعلني من المعارضة , والأكثر من هذا يريدون ان يستمروا بشتم اميركا وكراهيتها بكل وسائل الاعلام المتاحة لهم؟؟
الى الآن, جميع المعارضين الرسميين السوريين يخشون التواصل مع اميركا والطلب منها بشكل صريح بان تتدخل لمساعدة الشعب السوري, لانهم يعتبرون التواصل مع اميركا يضر بسمعتهم السياسية ومصالحهم السياسية؟؟ اي انهم, الخونة في الممعارضة السورية الرسمية, من اسلاميين ويساريين, يعتبرون مصالحهم السياسية اهم من دماء الاطفال والنساء الذين يقتلون بالالاف في كل يوم تتأخر فيه اميركا عن مساعدتنا, وهم يعرفون تماما انه من دون تدخل اميركا لن يتوقف حمام الدم السوري؟ فهل هناك خيانة للمعارضة الرسمية اكثر من ذلك؟
اي انهم في المعارضة يهاجمون اميركا اذا تدخلت واذا لم تتدخل؟؟
انا شخصيا اؤيد كلام اوباما, فاذا كنا سنكره الاميركان اذا تدخلوا وساعدونا وإذا لم يتدخلوا ليساعدونا, فلماذا يضحون بأموالهم وجنودهم لمساعدتنا؟؟
عندما ساعدت اميركا اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية, شكرتها اروبا لانها استثمرت دماء جنودها الاميركيين وساعدت الاوروبيين بالتحرر من النازية ومجنونها هتلر, وبعد ذلك قامت بتصميم برنامج مارشال, وضخت اميركا اموالها ونشلت اوروبا من الدمار الذي لحق بها في الحرب العالمية الثانية, ووضعتها على طريق التقدم والازدهار, وكذلك الامرفعلت اميركا مع اليابان.
لقد استثمرت اميركا دماء عشرات الألوف من الجنود من ابنائها, وضخت مليارات الدولارات لتحرير كل من العراق وافعانستان وبناء اقتصادياتهم, لكي يكونوا مثالا يحتذى به لبقية دول الشرق الاوسط, فماذا كانت النتيجة لهذه الاستثمارات؟
كانت النتبيجة بأن ضاعت كل استثمارتها هباءا, وخرجت اميركا من كل من افغانستان والعراق خروجا ذليلاُ ولم يحققوا اي شئ, وسبب ذلك هو ان شعبي العراق وافغانستان وشعوب الشرق الاوسط بشكل عام تختلف عن بقية البشر مثل شعوب اوروبا واليابان, واخر هموم الانسان الشرق اوسطي هو الحرية والديمقراطية وبناء الاقتصاد, لان اولى اولويات هذه الشعوب الوحيدة هو الذهاب الى الجنة والظفر بالحوريات والغلمان, واسهل طريقة للظفر بهذه الاولوية, حسب العقيدة الاسلامية, هو محاربة وقتل الجندي الاميركي ومعاداته وكرهه حتى ولو جاء لهم بالخير.
وكذلك الامر من تجربة اميركا بالصومال, حيث ايضاً استثمرت دماء أبنائها واستثمرت اموالها لكي تساعد الصوماليين المسلمين الشرق اوسطيين, فضاعت كل استثماراتها هباءاُ, والاكثر من هذا خرج الصوماليون الذين يعانون من المجاعة بمظاهرات تهتف بموت اميركا والكره لاميركا ؟
وايضا استثمرت اميركا اموالها ودماء ابنائها في تحرير ليبيا من الطاغية معمر القذافي , ولكن للاسف تآمرت الحكومة الليبية الجديدة مع تنظيم نصرة الاسلام, وتركت السفارة الاميركية بدون حماية كافية, وبقي اعضاء السلك الدبلوماسي الاميركي لقمة سائغة للأرهابيين لتتم مهاجمة السفارة من قبل الاسلاميين ويقتل السفير الاميركي مع الطاقم الدبلوماسي..
ان الهجمات والاعتداءات المسلحة ضد السفارات الامريكية التي انطلقت من مصر وسرعان ما وصلت الى ليبيا واليمن والكثير من دول الشرق الاوسط بطريقة اكثر عنفا وهمجية ، قد شكلت في مجموعها ضربة قاسية للسياسة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط, ولسوء الحظ فقد جاءت عقب تبدل في وجهة السياسية الخارجية الامريكية وانفتاحها على النظم السياسية الجديدة لثورات الربيع العربي التي لقيت تأييدا سياسيا غير محدود ودعما لوجستيا غير مسبوق من جانب الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الاوروبيين وغيرهم ، وبالتالي فان هذه التصرفات البربرية في الشرق الاوسط شكلت منعطفا خطيرا في توجهات السياسية الخارجية الامريكية ازاء هذه المنطقة, ولهذا السبب اخذت اميركا قرارها بعدم التسرع في التدخل لانقاذ الشعب السوري حتى تتأكد بأن المعارضة السورية والشعب السوري سيشكرها اذا تدخلت, ويجب على المعارضة ان تجثوا على ركبتيها طالبة الخلاص للشعب السوري عند اقدام المسؤولين الاميركيين وهذا عمل وطني لانقاذ دماء اهلنا الذين يقتلون بالالا ف كل يوم على يدي المجرم بشار الاسد.
لقد رأيت في التلفزيون عندما قال احد قادة الالوية السورية المقاتلة المعارضة : بأنه ليس لديهم ما نع بان تضرب اميركا قوات الاسد لمساعدة المعارضة في قتالها لجنود الاسد؟
وأنا اقول له: ليس لديك مانع يا ابن الستين حمار؟؟ ولك يا جحش يجب ان تجثو على ركبتيك وتطلب المساعدة لاهلك؟؟
شو مفكر اميركا واموالها ودماء ابنائها مثل جارية عندك ليس لديك مانع من مضاجعتها؟؟
ولك اميركا دولة عظمى بالنسبة الك وانت مو اكثر من متخلف وماحقك فرنك, وبتقول لها ليس لدينا مانع؟
مازال برهان غليون رئيس الائتلاف السوري المعارض السابق يردد منذ بداية الثورة بأنه من واجب اميركا والمجتمع الدولي ان ينقذوا الشعب السوري؟؟
أي واجب يا اخ غليون؟؟ من واجبك انت ان تطلب منهم وان تتوسل لهم وأن تجد معهم مصالح مشتركة لانك بحاجة لهم وليس هم اللذين بحاجة لك؟
رحم الله امرء عرف قدر نفسه.
وفي الختام نقول للمعارضة السورية الرسمية فردا فردا من اسلاميين ويساريين: أن طلب مساعدة اميركا هو عمل وطني سوري نبيل وعدم المطالبة بمساعدة اميركا هو قمة الخيانة,.
مواضيع ذات صلة :
هل ستحجر اميركا على الشرق الاوسط؟