اه يامالكا قلبي

iraqprisdentmlaki

تستعد مديرية المناهج في وزارة التربية لتنفيذ مشروع تربوي قيل انه في غاية الاهمية،حيث يهدف الى تعريف طلاب المدارس المتوسطة والثانوية بحدود الخارطة الجديدة لبغداد التي يرأس عفتها ابن عبعوب اطال الله بقائه فوق اعناقنا.
وقد باشر رئيس قسم التصاميم الهندسية في هذه المديدرية باعداد مثلث رياضي مزود بباقات من العوسج والشوك الصحراوي.
يترأس رأس هذا المثلث كما توارد في الانباء نعيم ابن عبعوب فيما يتربع على ركني المثلث القاعدية الفريق الركن عبود كنبر والفريق الركن علي غيدان.
وقد نجح المصمم في تقريب مفهوم الصحراء الى ساكني بغداد وضواحيها والذين ملوا من الخضرة والوجه الحسن.
اعتقد اني شططت كثيرا وابتعدت عن قلب ولب الموضوع،ولكن لابأس حين نعلم ان الفريقين كنبر وغيدان قد استوليا على معظم حدائق بغداد بمباركة السيد ابن عبعوب.
قرار الاستيلاء لم يكن وليد اللحظة بل كان هدية رئيس وزرائنا السابق نوري المالكي ونائب رئيس جمهوريتنا الحالي لهذين الضابطين بمناسبة دورهما الجبار في استرجاع الموصل وخمسة اثلاث الاراضي المحيطة بها مع تذكير الشعب العوراقي بان الارض السليبة في الانبار ستعود حتما الى احضان امها معززة مكرمة بعد حين.
كنبر وغيدان استرجعا معظم الاراضي الصحراوية التي استولى عليها داعش،والذي يعني انهما عانا شظف العيش في القتال الصحراوي وقساوة الحياة فيها،ولكنهما،وهذا لاينكر لهما،احبا الصحراء وحياة الصحراء خصوصا وانهما كانا يغنيان في الليالي المقمرة اغنية سميرة توفيق” ياصبابين القهوة زيدو حلاتو”.
وحين تم التحرير ورجع الفريقان الى بغداد لم يجدا ما يتسليا به فالخضرة الملعونة تحيط بهما من كل مكان ولاوجود للصحراء الا في غرب النجف ولايمكن لهما ان يجازفا بحياتهما ويذهبا الى هناك.
ماهو الحل اذن؟.
استشارا حبيب القلب رئيس وزرائنا سابقا وكان عنده الحل الناجع،لماذا ناجع وليس ناجح لا ادري، وطارا الفريقان من الفرح بعد ان اخبرهما عبعوب في اليوم التالي ان الاوامر صدرت اليه بمنحهما مطلق الصلاحية للاستيلاء على كل حدائق بغداد وتحويلها الى مايريدان حسب الرغبة.
للذي لايريد التصديق عليه ان ينتظر قليلا فهناك احد الشرفاء في امانة العاصمة ينتظر اللحظة المناسبة لينشر صورة من الامر الاداري.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.