اهم خطوة لتجنيد اي شخص في جماعة او تنظيم ديني هو أن يشعر أن دينه في خطر، بعدها يأتي دوره كبطل ينضم للجماعة او التنظيم ويلغي شخصيته ويصبح رهن إشارة الجماعة بما يطلق عليه (السمع والطاعة) ، وهنا يضحي الانسان بكل شئ- احيانا حياته – في مقابل حماية دينه وانقاذه .
فكرة الخطر الذى يهدد الاسلام وحتى المسيحية روجتها الجماعات الدينية والمتطرفة بداية من السبعينات حتي اليوم في صورة كتب مثل (ابيدوا الاسلام دمروا اهله، ابيدوا المسيحية ) وخطب ودروس لا حصر لها ومصلقات وبيانات وبوسترات ومظاهرات ومسيرات وفاعليات لا حصر لها ،واستحضار اي معاناة نتيجة الحروب او نزاعات قبلية او عرقية (البوسنة والهرسك ، كشمير ، بورما….الخ ) لتصويرها انها حرب علي الاسلام ، وذلك كان سببا في تجنيد آلاف الأشخاص لهذه التنظيمات ، ونحت فكرة الخطر الوهمي الذى يهدد الاسلام في العقل الجماعي للاغلبية .
ومن هنا تأتي حالة التشنج التى يمارسها رجل الشارع العادي غير المتدين في مواقف متعددة منها مثلا :-
بناء كنيسة في المناطق المسلمة ، بناء مسجد في المناطق المسيحية، مشاهدة امرأة غير محجبة في مناطق المسلمين، مشاهدة امرأة محجبة في أوروبل، شخص مفطر في نهار رمضان … الخ
فكل هذه المظاهر هي مؤاشرات وعلامات أن الأديان في خطر ولابد من التصدي لهذا الخطر لانقاذهم !
هذا الخطر الوهمي الذى تستثمره انظمة الحكم في الدول العربية والأحزاب والحكومات في أوروبا في محاولاتها للظهور بمظهر منفذي الدين وحامي حماه وذلك بمطاردة الحريات الشخصية للمواطنين لكسب شعبية لدي جمهورهم ، فمن مصلحتها أن يستشعر المواطن الخطر (الوهمي ) علي دينه ، وتدفعه للتصويت او دعم هذه الحكومات او الاحزاب أو الجماعات المتطرفة بدلا من استشعار الخطر علي قوت يومه ومشاكله الحياتية المختلفة!