ان هذا الهرج و المرج الذي نشاهده و المترافق بحفلات الشتائم و التفسيرات و التحليلات التي يشنها بعض الموتورين على الراهبات بعد اطلاق سراحهم و خاصة رئيسة الدير الأم بلاجيا سياف بعد تصريحها…. و الذي وصل بعضها الى المطالبة بفصل رئيسة الدير و طردها ما هو الا دليل على مدى الوقاحة و التفاهة و الصفاقة التي وصلنا اليها في هذا الزمن الرديء..
ان لم تكن مثلي و تفعل مثلي و تقول ما أقول… فأنت خائن و عميل و عاهر و داعشي و مرتزق و مشارك في جهاد النكاح… مهما كنت.. و أينما كنت.. و مهما كان شأنك..
هؤلاء الراهبات نساء كرسن حياتهن للرب… حياة عبادة و فقر و طهارة و صدق و خدمة … قاموا بنقل وقائع احتجازهن وكان كلامهم بحضور المطران لوقا الخوري و محافظ ريف دمشق حسين مخلوف ايجابياً بحق كل الأطراف التي شاركت في تحريرهن و بدون استثناء.. بما فيهم الخاطفين لأنه لم يتم الاساءة لهن أثناء فترة الاحتجاز.. و مؤكدين أيضاً أن حجز حرية الأبرياء بحد ذاته يعتبر اساءة…
الراهبات وجدن أنفسهن وسط صراع كبير و مستمر في تدمير البلاد.. فأرادوا ببساطة أن يكون كلامهم عقلانياً و حكيماً بحيث أنهم لا يقفوا مع طرف ضد طرف و أن يطبقوا الرسالة التي نذروا حياتهم من أجلها و هي زرع المحبة و توحيد الناس بالكلمة الطيبة و الجامعة..
من المؤسف أن نرى بلدنا تدمر أمام أعيننا يوماً بعد يوم…و ما زال بعض الأشخاص و الأصدقاء و الأخوة في العائلة الواحدة أحياناً ينهشون بعضهم بالقدح و الذم و الاتهام و اشعال الفتن و التشهير و التخوين… بدلاً من الدعوة الى التهدئة و الحل و المصالحة لايقاف الحرب و طرد الأغراب و الحفاظ على أمن و وحدة البلد..