بقلم: فاتح عومک المحمدي
تشديد الحصار على ليبرتي بصورة غريبة من نوعها بحيث تصل الى حد قطع الماء و الکهرباء و الوقود و عرقلة الطبابة و الدواء، لايمکن أن يکون له إلا معنى و تفسيرا واحدا وهو انه مخطط يستهدف الحياة و وجود اللاجئين الايرانيين المقيمين في هذا المخيم.
منذ 17 يوما، يشهد مخيم ليبرتي، رحى حرب شرسة بطريقة و اسلوب في منتهى الخبث و اللؤم، إذ تبذل القوات المؤتمرة بأمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي الى منع دخول صهاريج الوقود بصورة کاملة، کما انها تضع العراقيل و المعوقات المختلقة و المفتعلة بوجه المرضى من السکان مثلما صارت تمنع عنهم الدواء بمختلف المبررات و الحجج السقيمة التي لاتبرر إلا بغايات و أهداف مبيتة لايحمد عقباها أبدا.
مايدفع للتساؤل و الحيرة و الدهشة الکاملة، ان حکومة نوري المالکي مع انها تجبر سکان مخيم ليبرتي على شراء الوقود من خارج العراق و لاتسمح لهم بشراءه من الاسواق العراقية رغم انهم لاجئون على أراضيها و يتمتعون بالحقوق التي تکفلها القوانين الدولية طبقا لمقررات جنيف و نظائرها، لکنها ومع کل تلک العقبات و الصعوبات و التعقيدات التي تضعها أمام السکان، لکنها وعندما تصل صهاريج الوقود التي إشتراها السکان من خارج العراق، فإنها ترفض السماح بدخولها للمخيم و منذ 17 يوما تصر القوات المشرفة على المخيم على عدم السماح بدخول الوقود وهو ماأدى في النتيجة الى نفاذ المخزون الذي کان السکان يمتلکونه و ينجزون به أمورهم الحياتية اليومية، وقد تسبب ذلک في أن تتوقف المولدة الکهربائية التي کانت تقوم بضخ المياه الى المخيم عن العمل، وهذا يعني إنقطاع المياه عن المخيم و التي تعتبر اساس و عماد الحياة.
المشکلة، ان هناک أيضا الکهرباء المقطوعة و التشديد على المرضى الذين يحتاجون لمراجعة أطباء و کذلک اولئک الذين يحتاجون أدوية من خارج المخيم، وعند قيام المرء بالجمع بين هذه الامور و الربط فيما بينها، يجد أن هناک مخطط يستهدف الحياة برمتها في هذا المخيم و يبتغي شلها تماما، وکأن صبر حکومة المالکي و من ورائها النظام الايراني، قد نفذ تماما من الصمود الاسطوري و المقاومة الفريدة من نوعها التي يبديها السکان بوجه مخططات إبادتهم و القضاء عليهم و التي تنفذ ضدهم منذ 8 أعوام و بصورة سافرة، وان المجتمع الدولي و خصوصا الامم المتحدة و الولايات المتحدة الامريکية مسؤولتان قانونيا و اخلاقيا عن حرب الابادة الصامتة هذه و عليهما أن تبادرا لإتخاذ اجرائات عاجلة من أجل وضع حد لهذا المخطط المشبوه.
