لا أعرف على وجه الدقة عدد ( عضوات ) و أعضاء الائتلاف، وقبله المجلس الوطني، بل أكاد لا أميز بين وجه فلان من مؤخرة علان، ولادي، رجالي، نسائي ( بلا مؤاخذة )، إلا من رحم ربي، أو تم تسويق عبقريته السياسية، وفبركة تاريخه النضالي، ودوره الثوري، برعاية إحدى الفضائيات.
الأنكى، هي الاستقالات بالجملة والمفرق، و غالباً ما يخرج المُستقيل من الشباك ليعود من الباب، ليس حباً بالبروظة، ولحس الاصبع لا سمح الله، أو على مبدأ خالف تُعرف، إنما رأفة بالثورة التي لولا حضوره أو حضورها السياسي ، وكاريزميته أو كاريزميتها الشخصية، لأصبحت أي الثورة، بخبر كان.
لو كان الوزن السياسي، يُحسب دولياً بالطن، لكنا شاهدنا بشار الأسد خلف قضبان محكمة الجنايات الدولية منذ سنتين على الأقل، والحسبة بسيطة، إذ لدينا نحو 400 رأس معارض، متوسط الوزن 100 كغ، يعني 40 ألف كغ، ما يعادل 40 طنا،َ وهو وزن لو نزل على مبنى الأمم المتحدة لدمره بالكامل، أو على قاعة مجلس الأمن لآبادها، لكن المشكلة بأن سوق السياسة، تختلف عن سوق الغنم، والحسابات بالمصالح، وليس بحجم الكرش ولية المؤخرة.
طبعاً، نحمد الله على أن للجمال تأثيره المحدود، ولولا ذلك، لأعلن مجلس الأمن بالاجماع الحرب على الثورة، عقب أول إطلالة تلفزيزنية لواحدة من ( جميلات المعارضة )، وجهها مؤبد، وخلفيتها إعدام، ثم تريد أن تًقنع العالم ببراءة الثورة وعفويتها، وبدون يمين زيارة من انجلينا جولي ( تقبر قلبي) لمخيمات اللاجئين، أو نشر صورة ( ربع سكس ) لواحدة من جذابات الفيس بوك يطلعن على قبري، أكثر تأثيراً، وأهم من انجازات المعارضات السياسية والإغاثية مجتمعة، و فوقها مدقوقة ( بجرن الكبة).
معارضات، ولادة مثل الأرانب، المشكلة أن كل أرنب بطعم، واحد ببهارات الحراك الثوري، واحد بخلطة المجالس المحلية، ثالث بنكهة المستقل، والرابع بصلصة الليبرالية، والخامس بكتشب اللحية المستعارة، يشلحها ويلبسها متى يشاء..، وربي يسر.
المفارقة، أن الله جميل يحب الجمال، بينما المعارضة تغص بالعاهات الفكرية والعقلية، والانتهازية، أشبه بمصح نفسي، وإلا ما معنى أن يقفز المئات إلى واجهة العمل السياسي، ويتآمروا على بعضهم البعض أكثر من مواجهة الأسد.
مجموعة من السياسيين، لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، يرأسها القاضي والوزير مصطفى عبد الجليل، حشدت العالم، واسقطت القذافي خلال شهور، فيما جيش من المعارضين السوريين، احبطوا الثورة أكثر مما فعل النظام، جيش كله قادة، لا ينقصه سوى الثوار.
حقيقة، تحتاج الثورة إلى رجالات دولة حقيقيين، هم كثر في سوريا، لكنهم فضلوا الابتعاد عن مزابل المعارضات، وروائحها النتنة، حتى اشعار آخر.