عقب تدهور وضع تلوث الهواء اثر السياسات النهابة التي ينتهجها نظام الملالي مما أدى الى خفض منسوب المياه في نهر كارون اكبر نهرإيراني وانقطاعات متكررة للمياه والكهرباء في غالبية مدن محافظة خوزستان، خرج آلاف من الأهوازين الابطال في مظاهرات واسعة لمدة قرب اسبوع احتجاجا على سرقة المياه والنفط من خوزستان حيث لاقى اقبالا واسعا من مختلف المواطنين في سائر المحافظات الايرانية. وحاول الملالي وخوفا من انتفاضة أهالي الأهواز أن يلملم الوضع ويصورأن الوضع عادي ولم يحدث حادث مهم كما استقدم النظام وتحسبا من اتساع نطاق الاحتجاج حرس مكافحة الشغب وميليشيات البسيج من مدينة شيراز وسط ايران الى الأهواز وخفض من سرعة الانترنت للحؤول دون ارسال الفيديو والافلام المتعلقة بالمظاهراات والاحتجاجات الشعبية الى خارج المدينة.
وحسب الأخبار الواصلة من هذه المدينة البطلة ان عناصر المخابرات والأمنيين بالزي المدني قد شنوا حملة على تجمع مئات من المواطنين المحتشدين في ساحة ونك بطهران لدعم أهالي خوزستان واعتدوا عليهم بالضرب المبرح والوحشية واعتقلوا أربع سيدات. وكان المتظاهرون وغالبيتهم من النساء والبنات قد رفعوا لافتات كتب عليها «كفى الصمت» و «خوزستان ليست وحيدة» و «خوزستان بلا ماء وخوزستان بلا كهرباء» و «انقذوا خوزستان في حال الموت». وبينما أهالي خوزستان وخاصة الأهواز مازالوا في الميدان كانوا يرفعون شعار «خوزستان تعبانة ولا تسكت بعد الآن» أو «ذهبت المياه والكهرباء ولكن الغيرة لم تذهب» ثم آضافوا شعارات أخرى منها «هيهات منا الذلة» و «خوزستاني يموت ولا يقبل الذل».
في العالم المتطور اليوم وفي منطقة خوزستان الغنية بالنفط ألا توجد امكانية تأسيس عدة محطات كهرباء بالوقود الاحفوري؟
ولكن بما ان سياسة النظام هي النهب، فان التوقعات لا مجال لها. بينما كان من المفروض أن تكون خوزستان وهي غنية بالمصادر احدى المحافظات المتقدمة في ايران والشرق الاوسط ولا أن يرفع أبنائها شعار نحن عدنا الى عصر الحجر. الناس أصبحوا واعين ويعلمون أن النظام يريد يخادع المواطنين بالكذب والقمع واطلاق وعود فارغة.
ولكن الواقع أن انتفاضة أهالي الأهواز لها سمات محددة:
1. أهمة سمة لهذه الانتفاضة هي ما تجلت في شعارات المواطنين المنتفضين: «لو لا تنحل مشكلتنا لتصبح الأهواز قيامة» أي انهم عازمون العقد لنيل مطالبهم العادلة.
2. السمة البارزة الثانية لهذه التظاهرات هي أنهم نجحوا اضافة الى أهالي الأهواز يثيرون تضامن سائر الشعب الايراني وفعلا تجمع مئات من أهالي طهران للتضامن مع أهالي الأهواز في ساحة ونك بطهران.
3. وأما السمة البارزة الثالثة كانت حضور النساء الحرائر في الأهواز على نطاق واسع وكذلك استمرار التظاهرات حيث تنم عن أن الشعب لن يسكت ما لم تتحقق مطالبهم.
وحيت السيدة رجوي زعيمة المقاومة الايرانية المواطنين والشباب والنساء الأبطال في خوزستان خاصة أهالي الأهواز الطافح كيل صبرهم داعية الى اتساع نطاق الاحتجاجات العادلة والاصرار على متابعة مطالبهم الملحه للتمتع بالحد الأدنى من مقومات حياة انسانية لائقة مثل التمتع بهواء نقي والمياه والكهرباء.
وأكد أهالي الأهواز على استمرار التظاهرات.
تواصلت مظاهرة أبناء الأهواز الأبطال يوم السبت 18 فبراير/شباط رغم إعلان الحظر لأي تجمع من قبل النظام، وذلك لليوم السادس على التوالي بشعار «هيهات منا الذلة» و«لا تخافوا نحن كلنا معا». وقرأت قوات قمع الاحتجاجات بيان حظر لأي نوع من التظاهرات بين الجمهور لغرض إخافة المواطنين وللحؤول دون تنظيم التظاهرة. وصدر البيان عن قيادة قوى الأمن في خوزستان حيث تهدد المتظاهرين بالتعامل «مع مسببين وقائمين ومنظمين» لتظاهرات غير قانونية «باعتبارهم ناقضين للقانون». إلا أن المواطنين الغاضبين أطلقوا صفير السخرية عليهم ورددوا شعار «موعدنا هنا في الساعة الرابعة غدا» و«لا تخافوا نحن كلنا معا» وواصلوا تظاهراتهم. إنهم رفعوا لافتات كتبت عليها «نهاية فترة الصمت» و«يجب معاقبة منفذي مشروع نقل مياه كارون». شباب الأهواز الأبطال كتبوا شعار «يا قائد غير الكفوء أين العدالة أين العدالة» على حيطان المدينة مبدين اشمئزازهم وكراهيتهم حيال نظام ولاية الفقيه القمعي والفاسد والمخرب. كما انهم أدبوا عددا من ميليشيات البسيج.
خوف نظام الملالي من تظاهرات أهالي الأهواز الواسعة
المدن في خوزستان وخاصة الأهواز غمرتها الذرات العالقة فما مشكلة المواطنين؟ وماذا يفعل نظام الملالي؟ وما هو الحل النهائي؟ ولماذا تدفقت فجأة كل المؤسسات الحكومية الى الأهواز؟ وهناك خبر عن حضور 10 وزراء حكوميين وتشكيل لجنة الأزمة هناك وغيرها من الأخبار. فهل هؤلاء يحاولون اخماد نار أزمة الذرات العالقة في خوزستان؟ الواقع أن سبب الحضور كان خوف النظام من تعميق واتساع نطاق الاحتجاجات لأهالي الأهواز. وخلال الاسبوع واصل أبناء الأهواز وقوفهم رغم كل محاولات زمر الحكومة لتخفيف شعارات المواطنين أو ابداء تعاطفهم معهم الا أنهم لم يخففوا من شعاراتهم بل رفعوا شعار «أيها القائد غير الكفوء أين العدالة أين العدالة».
الواقع أن النظام لا يريد ولا يقدر على معالجة أزمة الذرات العالقة لأنها هي معلول السياسات النهابة والقمعيه للنظام حيث يؤدي التخلي عنها الى تغيير طبيعة النظام وسقوطها. لذلك يرفع المواطنون في كل فرصة وفي كل مكان عقيرتهم ضد مسببي هذه المصائب الذين ليسوا الا قادة نظام ولاية الفقيه.
وأكدت السيدة رجوي على الوضع البيئي المتأزم والمشاكل المتزايدة التي يعاني منها أهالي الأهواز وخوزستان داعية المواطنين الى المساعدة والمناصرة للتخفيف عن ضغط المشاكل التي تتثاقل على كاهل الشرائح المحرومة خاصة المرضى والافراد الضعاف وحيت المواطنين المنتفضين لاسيما الشباب والنساء في الأهواز وعموم خوزستان وطالبت بمزيد من التضامن ووحدة الصفوف لاستمرار ومواصلة الاحتجاجات والتظاهرات.