*آمل ان يعود الوعي لبعض الحالمين بكرسي رئاسة البلدية، وان يتجندوا
من اجل استمرار تطوير الناصرة، مع رئيس بلديتها علي سلام
بات واضحا ان معركة انتخابات السلطات المحلية العربية، هي الشاغل الأعظم اليوم لمجمل الوسط العربي في إسرائيل. من المؤسف ان المعركة ستدور أساسا ليس حول اختيار الرئيس المناسب، الذي اثبت قدراته الإدارية والتطويرية، انما حول قضايا لا تخص السلطات المحلية بشكل مباشر.
الأمر الجوهري انه من حق كل شخص يرى نفسه مناسبا أن يرشح نفسه. لكن السؤال الجوهري، ليس ما يظنه الشخص عن نفسه، بل ما هو الشيء الجديد الذي يطرحه؟ ما هي دوافعه للوصول لمقعد الرئاسة؟ هل اوهامه الشخصية ورغباته الذاتية هي البرنامج الانتخابي الذي يدفعه للمنافسة؟
حتى اليوم لم أجد الا أسماء ولم اقرأ عن مشاريع وأفكار تطويرية مجرد صور وأسماء ونشر اعلامي وكأننا في معرض أزياء او مسابقات بين من تبدو صورته أجمل.
ستبقى الناصرة هي المركز الأكثر أهمية والأكثر لفتا للنظر من سائر السلطات المحلية العربية، فهي المدينة العربية الأكبر، وهي النموذج الأبرز في كل معارك الانتخابات.
أولا يجب فهم الواقع النصراوي والتحول الذي حدث في المعركة الأخيرة بانتصار علي سلام (كفرد لا يقف وراءه تنظيم سياسي) على حزب الجبهة (تنظيم شيوعي) المنظم سياسيا، وله وسائله الإعلامية، وكوادره التي تعد بآلاف النشطاء .. والأهم له تاريخه وتجربته التي لا يمكن الاستهتار بها.
رغم ذلك هزمت الجبهة التي سيطرت اربعة عقود على إدارة البلدية سيطرة مطلقة تقريبا.
هل يظن المرشحون الجدد لرئاسة البلدية، المنافسين للرئيس الحالي علي سلام، انه بإمكانهم انجاز مشابه لإنجاز علي سلام ؟.. هذه المرة بإسقاطه والحلول مكانه؟
أرى ان معظم من يعدون العدة لمنافسة علي سلام، يعيشون بحلم رطب .. طبعا استثني الجبهة التي لها قوتها وتنظيمها ولا استهتر بقدراتها، رغم انها تعيش بمرحلة تفكك تنظيمي، وتراجع سياسي، تنظيم يعيش على حساب زمن إضافي، صلاحيته للعودة والتأثير بعيدة عن الواقع.
المصوت اليوم ليس مصوت الأمس. بل صاحب قرار سيختار الأفضل حسب تجربته، وهي تجربة هامة. المقارنة مع أسلوب إدارة الجبهة وأسلوب ادارة على سلام هو مقارنة بين عالمين. عالم منغلق على نفسه، اغلق البلدية امام المواطنين. وحول كوادر الموظفين الى كوادر جبهوية بالأساس. قلت قبل ثلاث معارك انتخابية ان كادر الجهة أصبح مشكلا من موظفي البلدية. لم اكن ناقدا، بل سجلت ما اراه وحذرت من هذا الوضع السيئ .. الذي انعكس بشكل سلبي على إدارة البلدية والعلاقة مع المواطنين. لذا ليس بالصدفة ان الجبهة استنفذت نفسها وسقطت!! اما عالم علي سلام فهو إعادة البلدية لأهل الناصرة والباب المفتوح أمام الجمهور النصراوي، الاستماع لهموم المواطنين وحلها، والاندفاع بالمشاريع الحيوية للناصرة.
هذه البلدية التي يريدها المواطن. أقول ذلك بلا تردد.
من هنا أرى بوضوح ان بعض المرشحين همهم كرسي ومعاش. لذا يجب الحذر وعدم الانجراف وراء دعايات فارغة من المضمون، وفارغة من أي تفكير بلدي يستحق ان يؤخذ بعين الاعتبار!!
ان الخيار غير العقلاني سيكون مدمرا للناصرة.
في انتخابات بلدية الناصرة الأخيرة، دعمت الجبهة بقوة، وحذرت في اول مقال نشرته ان لا يحطموا الجسور بينهم وبين علي سلام وذهب ندائي ادراج الرياح .. كانت رؤيتي ان الجبهة ستحتاج الى علي سلام شريكا، ولم أتوقع ان يكون علي سلام هو المنتصر. لكن المواطنين قرروا انهم يريدون علي سلام .. بكلمات أخرى فقدت الجبهة مكانتها وعاف الجمهور انغلاقهم وأساليب عملهم الانعزالية.
يجب احترام إرادة المواطنين، لذا لم اتردد بتهنئة علي سلام، وتوقعت ان تتصرف الجبهة مع حليف الأمس بعقلانية، تهنئه بانتصاره وتتحالف معه، فهو لم يكن نبتة غريبة حين انتخبه أهل الناصرة. بل نائب رئيس وقائم بأعمال الرئيس الجبهوي وجزء لا يتجزأ من الجبهة، لكنهم حاولوا خداعه بألعاب صبيانية وتآمروا عليه .. فاضطر لخوض الانتخابات بقائمة مستقلة أنجزت ما كان يبدو مستحيلا باي حساب سياسي او انتخابي!!
الاطلاع على نشاط البلدية ورئيسها علي سلام اليوم، يشير الى نشاط متواصل وتطوير مرافق المدينة وفتح أبواب البلدية ورئيسها لكل الجمهور النصراوي، وهو الأمر الذي غاب خلال إدارة الجبهة للبلدية.
من هنا أرى ان المنافسين اليوم يحلمون فقط بكرسي الرئاسة وهم ليسوا الا مغامرين على مصير الناصرة .. ولن يخدموا المواطنين الا بانسحابهم ودعمهم لعلي سلام من اجل استمرار التطوير والانفتاح على الجمهور!!
اوهامهم الشخصية قد تكون كبيرة .. لكنها لن تخدم الا زرع الفوضى، وسيتحملون نتائج تصرفاتهم، ولن ينجزوا غير فشلهم الشخصي!!
المواطن النصراوي بات يعرف بالتجربة أهمية الانفتاح الذي أنجزه علي سلام، واسلوبه بالتعامل مع المواطنين، وتكريس جهوده الكبيرة لحل مشاكل مختلفة جدا للمواطنين، ومواصلة التطوير بقوة واندفاع لا يتوقف.
سجل المشاريع هو أحسن شهادة لرئيس البلدية علي سلام.
آمل ان يعود الوعي لبعض الحالمين بكرسي رئاسة البلدية، وان يتجندوا من اجل استمرار تطوير الناصرة، مع رئيس بلديتها علي سلام.
لا طريق أخرى لمن يجعل عقله هو المعيار!!