فواد الكنجي
على امتداد مجهول
أسير
أنا .. والحب .. والقلب الجريح
نحمل خسارتنا
من هذا العمر القصير
نترك ورائنا
مدن
أتعبتها حروب الشرق ،
و إرهابها
حتى صارت الدنيا
تشكو جراحها ………
……………….
في النهار ..
نهار الشرق الحزين ،
زمن غريب ،
يورثني
انا .. والحب .. والقلب الجريح
نحمل سمرة أجسادنا .. والشمس
مهجرين …….
نازحين …….
مغتربين …….
إلى مدن الغرب التعيس
لن يوجد فيها
بين أنين .. ونواح .. وجراح وطيس ……………..
…………..
نغادر مدن
وندخل مدن
ولا ندري
ما أسماء هذه المدن ..
وهذه الشوارع ..
وهذه الموانئ ،
التي تغسلنا بدموع الندم و الخسارة …….
والغربة …….
والضياع …….
والمرارة ……………………
……………….
فأين نحن
من خارطة (بغداد)
والحب الذي نزف في (دمشق) ،
من الوريد إلى الوريد
بكل جرح .. و أنين
ليمزق شرايين القلب
في مشافي الشرق الحزين …………….
……………..
علينا مع الأطراف ندور
كما تدور
وعلى علت كل نهار
نضع عنوانا
ونضيع عنوانا
ونسير نحو المجهول
ولا النسيان ينسينا
ولا ملامح وجهك ننساه
فأدرك ، باليقين
حجم الخسارة
التي تزاحمني
في هذا العمر الحزين ……………
………………..
انا .. والشرق .. والعذاب
مع دمع عيناك
نبكي (بغداد)
ونبكي (دمشق)
ونسقط
كما تسقط إمطار تشرين ………….
وأنا الحاضر الغائب
المنهزم في (حدائق تشرين)
بين شفتين
تعطرت بعطر الياسمين
لأضيع بين أشواق مدينتين
بين (شام) و (بغداد) وعطر الياسمين ………
………..
اه يا وردة الياسمين
ما زال عطرك يحملني الى المستحيل
وأنا احمل حقائب السفر
ضائعا
تائها
في المحطات البعيدة
على امتداد مجهول
احمل القلب .. والحب .. ونس العمر
دون إن أنسى ،
رحلة تريد السنين ،
ماشر أول المطر على ارض (الشام)
والحب ..
والرقص ..
والجنون في (حدائق تشرين) ……….
………….!
عنوان
افتح صفحة
وأغلق صفحة
ولا ادري من يواسي من ……..!
ا كلمات لذاتي …………….
ام ذاتية آلمات ………………..
امور ،
التي تغازل اسطر الصفحات …………….
…………………….
…………..!
ولا يستكين الجراح ……………
……………
أئن
اصرخ
اجن
مزحوما امتهن التشرد .. والضياع
بلا أنيس ولا حبيب
وحيدا
أقامر النسيان
خلف الخمرة .. والآثام
بلثم ثغر امرأة
لا اعرفها
ولا تعرفني
في ملاهي مدن الغرب التعيس ………
……………….
وأدور مع الأيام …………
……………..
وأنا مازلت انا
في أنا التي لا اعرفها
تؤشر بالخط الأحمر
على التقويم
تطوي الأيام .. و الأشهر .. و دقيقة
أنا فيها
اطوي نفسي منسيا
ضائعا
في إدخال الأحلام .. والأوهام ..
والكوابيس
ضيعت فيها كل المداخل .. والمخارج ………..
……………….
فتاهت عني أنا في أنا
الضائعة
الهائمة
المتألمة
الحائرة
البائسة
اليائسة
ولم تنسني
رغم إني في أنا ……… خارج أنا ،
ما شكل زهرة الياسمين
وعطرها
في (حدائق تشرين)
و (الشام) في مطلع الشروق
و لا ضفة الكورنيش في (الاعظمية)
ولا طعم القهوة في مقاهي (باب توما)
وابتسام شفتاه
كلما فطر الطيور
من إمام ساحة (الشامع الأموي) في (الشام) ……..
………………..
……….!
إيه يا (دمشق)
أغنيتي
صارت لكِ شعار القلب
ومُسكن للأوجاع
وأوجاعك باتت بلا مُسكن
لنمضي معا في هذا الهلاك
مذعورين
من القنابل .. والمفخخات .. ورصاص الإرهاب
قلعوا زهرة الياسمين
من (حدائق تشرين) ……………….
……………..
وأضاعونا ………………
…………….
أضاعونا،
في مدن الغرب التعيس
بلا ذاكرة
وبلا تأشيرات السفر
مولعين ،
بقتلنا
بتدميرنا
بتهجيرنا
وبرمي مدننا بالقذائف مورتر
ومولوتوف
ومفخخات
والهاونات
وبتجريحنا
وبنزيفنا
وبقتلنا رمينا بالرصاص
وذبحنا بالخناجر ، كنعاج ……………….
……………………….
………….!
ولكن نسوا
أننا في (الساحة الأموية) ..
نصبنا حريتنا
واتتنا كحدات تنشد السلام
والأمان
لنعود
لنزرع زهرة الياسمين
في (حدائق تشرين)
لأتيلاح عاشقا
خ شفة الحبيب
خلفها
فأشم عطر الياسمين
كما أشاء
في أريج (الشام)
بما يملئ عطرها شارع (الحمرا) ..
و (الصالحيه) ..
و (القصاع) …………..
…………..
فأتبلل بالحب
فارقص
ونرقص
في (الساحة الأموية)
أنا .. والشمس .. والحرية .. والحبيبة الشامية
لان جنوني بالعشق قديما
قدم حارات دمشق
وأزليا
كـ (شارع المستقيم)
ونهر (البردا)
لأكون له العشب الأخضر الذي ينمو على ضفتيه
لأكون
مأوى لكل العصافير .. والطيور ………….
………………
فتعالي …………………….
…………..
تعالي
لنعود
لنمسح دمع من عيون (الشام) .. و (بغداد)
فلقد أتعبتني
جغرافية الغربة ..والتشرد .. والأوجاع
وطال الانتظار
طال … طال .. طالت …………………………….
…………… ط ………………….. ا ………. ….. ل ……..
………………….
وما طال ، قطع شرايين القلب
وأحال الذاكرة إلى حرائق الاغتراب
بالانتظار ..
والضياع ..
والإقامة تحت درجات الصفر المئوي
في مدن الغرب التعيس
تدحرجنا كرات الثلج ،
في الطرقات ،
بصقيع ..
وبرد ..
وببرود النساء الغرب ،
يجلنّا بلا عطر .. وأناقة .. وإحساس
تاهت أجسادهن ووجوههن ،
بأغطية واقية من الثلج ..والبرد
وصار حلمهن ،
إن يدفئوا بالشمس
التي لن تشرق في مدنهم ،
مدن الغرب التعيس
الغرب ، الذي لا ينعم بصفو السماء
فالغيم الرمادي
شعار دائم ،
على دوام ،
يفرش السماء مدن الغرب التعيس ………
……………….!
فالضباب ..
ولون الغيم الرمادي ،
أصبح في مدن الغرب ، سيد الألوان
وشعار المكان
وناطقة بلسانه
وأنا اكره هذا السيد الحاكم ،
لان أوردتي .. وشراييني ..
وسمة وجهي ..
وجسدي
يشتعل بالألوان الحارة
والتي تزاحمني كتزاحم ألوانها عند بزوغ الفجر
وأنا على الدوام أهرول باتجاه الشمس
هاربا
من هذا الجحيم الذي يطوقني
في مدن الغرب التعيس
يخنقني
يقتلني
يدمرني
يمزقني
في ملكة الثلج .. وصقيعه
ولن أكون واهما ،
باني ما زلت
انزف بالحب
من الوريد إلى الوريد
وبان في قلبي
ما زال فيه متسع من العمر
للحب .. وللرقص في (الساحة الأموية) و (التحرير) ،
وفي كل شوارع (بغداد) .. و (الشام)
فحلمي بمجد (الشام) و (بغداد) ،
ما زال يهب
كالنسيم الأتي
من فوق زهور (الشام) و (بغداد)
دون اتجاه
ودون وجه .. واستقرار ،
كوجه الريح …………………
…………………..
……………!