انا ثائر ، ماني معارض ..

كتبت بوست مبارح عن العلاقة الجدلية بين المسلمين و المسيحيين في سوريا ، و تحدّثت بجرأة عن مسؤولية المسلمين syriamyبظهور هالظاهرة الشاذة..
كتبت البوست و انا عم فكّر بكل كلمة عم اكتبها من ردة فعل سلبية للمسلمين على كلامي ، و لكن كانت المفاجأة انو إخواننا المسيحيين هنن اللي فهموا البوست من مبدأ ” لا إله ” فقط من دون ما يقروا” الا الله ” ، و منهون مع الأسف من لم يقرأ البوست عالاطلاق ، ولكن بنى ردّة فعلو من خلال قراءة التعليقات اللي انكتبت و اللي ما بتعبّر بالضرورة عن رأيي الشخصي..
لمّا بديت الثورة و جذبتني نحوها من اليوم الاول ، ما كان عندي أدنى فكرة على المستوى الشخصي انو صفحتي رح تكون مقروءة و رح يتابعها الآلاف من السوريين المؤيدين قبل المعارضين، و لما قررت تحويل صفحتي الشخصية الى صفحة عامة وكتابة قصص آل الاسد، ما كانت الغاية هيّة الشهرة او كسب قلوب او عقول الناس ، إنما كانت كل الغاية الحديث عن شي بيدخل بتصنيف المحظور، و الحمدالله نجحت انو كون جزء من كسر هيبة ال الاسد اللي بنوها اربعين سنة بسلاح الترهيب والتخويف..
ما طلبت من حدا انو كون ممثّل عنو، و لا أظهرت اي رغبة بالانخراط بأي عمل سياسي لكون هدف للاتهام بالعلاقة بطرف دون الاخر ، و ما قدّمت نفسي على أساس انا الثورة و الثورة انا..
صفحة بيعرف كل مين بيتابعها من تلات سنين لليوم انها مفتوحة لكل الآراء، و إظهار إعجابي على اي تعليق لا يعني موافقتي على الرأي المطروح ولكن لحتّى قول لصاحب التعليق انو تعليقو تمت قراءتو ..
اللي عم اطرحوا اليوم عن شذوذ مجتمعنا ما بيطلع خارج حدود الثورة ، و تقديم فكر ثوري لإحداث تغيير موازي للتغييرات اللي عم تصير عالارض صار امر مطلوب من الجميع وخصوصاً الغير منخرطين متلي بالعمل السياسي او العسكري..
مشكلة السوري انو معتقد بأنّو كل مشاكل سوريا مرتبطة بوجود الاسد ، و مع زوال بشار الاسد رح تزول كل مشاكلنا و هاد الكلام غلط بالجملة و بالتفصيل..
رح نوعى باليوم الاول بعد الاسد انو في مشاكل ومخلفّات كتيرة اجتماعية و ثقافية و فكرية و مماراساتية ما كان الو الاسد فيها ذنب..

فما المطلوب من السوري اليوم؟؟؟
انتظار سقوط الاسد و الالتهاء بنشوة انتصار زائف للثورة بدون فعل التغيير المطلوب ؟؟ او العمل على إسقاط كل موروثاتنا الشاذة و اللي اتعايشنا معها في ظل نظام حاضن للشذوذ و لكن غير مسبب لإلو..
مين فينا بينكر وجود وباء الطائفية عامودياً و شاقولياً في سوريا؟؟
مين فينا ما بيعترف بوجود سرطان العلاقة بين المجتمع المدني و المجتمع الريفي في مدننا؟؟
مين فينا بدّو يخبّي آفة عدم الشعور بالمواطنة؟؟
مين فينا بدّو ينكر انتماؤو لعيلتو قبل حارتو، و لمدينتو قبل دولتو، و لمذهبو قبل دينو؟؟
الف نوع من السرطان عم ينهش جسم مجتمعنا ، و بعرف انو رح يكون بالنسبة الي الحديث فيه تحدّي اكبر من مواجهة ال الاسد بقصصهون ، و لكن خلّونا نكمّل اللي بدينا فيه و نغيّر ما في أنفسنا ، فضيعان مليون سوري استشهدوا بس منشان يحل بشار الاسد عن سمانا، خلّونا نستفيد من تضحيات أهلنا لعلاج أنفسنا ، و لنترك ابطال الجيش الحر يكّملوا جزء الثورة المتعلّق بإسقاط بشار الاسد و نظامو…
و لحتى اتحط أيدك بأيدي بهالمشروع ،صار لازم تصرخ معي و بصوت عالي مسموع :
انا ثائر ، ماني معارض ..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.