طلال عبدالله الخوري 18\2\2015 مفكر دوت اورج
اخر تسريبات المخابرات الاميركية لهذا اليوم, تقول بان احتلال مصر لمناطق في ليبيا من اجل محاربة التنظيمات الاسلامية الارهابية المتطرفة قادم في الوقت القريب, وبما أن مثل هذه العملية تصب في مصلحة الجهود الاميركية للحرب على تنظيم داعش والقاعدة, فحتما لن تعارضها اميركا وستباركها وتعطيها الضوء الاخضر, وحتما ستدعمها وتسهلها بطرق غير مباشرة, , بالرغم من عدم اعترافها اصلاً بشرعية الانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال “السيسي”, “فهذا لا يتعارض مع ذاك”, كما يقول المثل, فقد قال ” بوب باير” العميل السابق في “وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية المعروفة اختاصار ب سي اي ايه” ومحلل الشؤون الاستخباراتية لدى شبكة ال” سي ان ان” الاخبارية الاميركية:” إن القوات المصرية قد تجتاح ليبيا وتحتلها بحال كان الخطر القادم من تلك البلاد كبيرا, وبما يكفي لتهديد الوضع المصري، و أن أمريكا مضطرة لتوسيع الحرب ضد داعش والقاعدة إلى مدن أخرى خشية انتقال تلك التنظيمات إلى دول الخليج نفسها … والمصريون غير قادرين على التحليق بمروحياتهم عند المنطقة الحدودية مع ليبيا لتخوفهم من وجود صواريخ مضادة للطائرات بحوزة مقاتلي داعش … أرى أن القصف الجوي المصري هو مجرد مقدمة لشيء أكبر … وعلينا نحن في ليبيا التعامل بجدية مع الموضوع الليبي لأنه تهديد مباشر لأوروبا إذ لا تبعد إيطاليا إلا مسافة قصيرة بحرا، وبالتالي فالأمور تزداد تعقيدا … قد قصفت الطائرات المناطق المحيطة بدرنة التي تحوي معقلا للتنظيم ولكن عناصر داعش كانوا قد أعادوا نشر قواتهم. يمكن للغارات إحداث بعض الضرر ولكن الوضع برمته في ليبيا متفجر فهي لم تعد دولة فاشلة فحسب بل دولة في فوضى شاملة … هل يمكن أن تحتل مصر ليبيا؟ أظن أنها ستفعل ذلك إذا ساء الوضع بدرجة كبيرة ولكن يجب على أمريكا أن تتأهب وتبحث عن قوة عسكرية على الأرض لدعم المصريين، الأمر لم يعد يتعلق بالديمقراطية وحكم القانون بل بحرب شاملة تحتاج منا إلى إظهار المزيد من القدرات القيادية … الأمر مرعب بالفعل، ولكن الإعلام العربي يشير يوميا إلى تزايد أعداد الخليجيين الذين يقاتلون في العراق أو ينتقلون إلى اليمن للقتال فيها مع داعش أو القاعدة، وبحال وصول تلك التنظيمات إلى الخليج فسنكون أمام مشكلة كبيرة وهذا ما يشغلنا عند بحثنا في إمكانية انتشار هذا المرض وضرورة وضع خطة لاحتوائه.” “. انتهى الاقتباس
وقد عودتنا ال” سي اي ايه” انها عندما تسرب خبر باستخدام كلمة ” أظن أنها ستفعل ذلك إذا ساء الوضع بدرجة كبيرة ” كما جاء في اقتباس بوب باير, فهذا يعني قطعا بان المشاورات قد تمت, وان “السيسي” قد وافق على ان يجتاح عسكرياً لجارته ليبيا وان الخطط قد وضعت, وقد تم رسم دور كل دولة فيه, وان ساعة الصفر قد حددت, لان هذا لا يتعارض مع مصالح اميركا لا بل يصب بمصلحتها, وخاصة ان السيسي يريد ان يقوم باي عمل يصب بمصلحة اميركا من اجل تبييض صورته عندها لعلها تعترف بانقلابه العسكري اللذي هو يتوق اليه ..؟؟
الشي الثاني اللذي نقرأه من هذه التسريبات بان اولويات اميركا ليست اسقاط نظام الاسد, وانما عدم وصول داعش الى الخليج, حيث هناك بيئة حاضنة للفكر الداعشي, وقد يؤدي الى انهيار دول حلفاء اميركا الخليجيين, وربما استمرار الاسد في السلطة ايضا يصب بمصلحة اميركا, بعدم وصول التنظيمات الارهابية الاسلامية الى دول الخليج, وذلك عن طريق اشغالهم بحرب استنزاف مع قوات الاسد, وبذلك تصطاد “عصفورين بحجر واحد” وهو انهاك قوات الاسد والمعارضة الاسلامية السنية المتشددة … والاكثر من هذا انهاك ايران الولي الفقيه وروسيا بوتين.
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: الأموال التي دفعتها السعودية ودول الخليج لمصر لم تكن صدقا لوجه الله أو من الكرم الحاتمي ، بل هى مقدمة لفاتورة حرب مقبلة ومتعددة الاتجاهات ؟
٢: أمريكا لم يعد يعنيها بعد اليوم نفط الخليج والذي كان قمة مصالحها والشال يدها في المنطقة ، خاصة أن العقد القادم هو عقد الطاقة النظيفة في الغرب والعالم ب80% ، حيث أن العديد من شركات السيارات قد سبقت الاحداث وإتجهت الى صناعة السيارات الكهربائية والصغيرة الحجم ، وما سيناريوا تخفيض النفط الا لتسويق ما تبقى لديهم من سيارات ؟
٣: مصر بحاجة شديدة الى نفط ليبيا والخليج للنهوض بشعبها وستفعل ذالك بقوة السلاح ، خاصة وكل الدلالئل تشير الى تساقط ممالك الخليج كقطع الدومينو قريبا جدا وليس من بديل مضمون عربيا ودوليا لسد هذا الفراغ غير مصر ، ومن يعتقد أن تعادي السيسي ومصر بكل تواضع هو واهم ، فالنتائج بخواتمها ؟
٤:وأخيرا ..؟
بكل أسف ليس دم الشباب الاقباط إلا مفتاحا للتحشيد وتهيئة الشعب والجيش المصري لهذه الغزوة المباركة عربيا وأمريكا ولضرب عشرة عصافير دسمة بحجر ، وما زيارة بوتين وصفقة الرافال إلى للتمويه وخلط الأوراق ، سلام ؟
شكرا للزميل العزيز والكاتب المتالق سرسبندار السندي للمرور العطر والتعليق اللذي اضاف للمادة واغناها