امريكا والورقة الكردية

امريكا و “الورقة الكردية”: من جديد، لوح وزير الدفاع الأمريكي (جيمس ماتيس) بالتمسك بالورقة الكردية، حتى ما بعد القضاء على داعش، بحديثه ،الجمعة الماضية( 29-12-2017): “عن زيادة عدد المدنيين الأمريكيين في سوريا، وبينهم متعاقدون ودبلوماسيون مع اقتراب المعركة ضد متشددي تنظيم داعش، من نهايتها وتحول التركيز إلى إعادة البناء وضمان عدم عودة المتشددين”. يذكر أن العديد من التقارير تحدثت عن ارسال امريكا مزيد من السلاح لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل القوات الكردية عمادها الأساسي، رغم اقتراب المعركة مع داعش من نهايتها. تصريحات ماتيس تعزز الاعتقاد بأن الادارة الامريكية، ورغم الاحتجاجات التركية والروسية والايرانية، ستبقى متمسكة بالورقة الكردية حتى إنجاز حل سياسي نهائي للأزمة السورية يحقق مصالحها ويرضي حلفائها في سوريا والمنطقة الأكراد وغير الأكراد ، حلاً يفضي في النهاية الى رحيل بشار الأسد .. مما يعني بقاء المناطق(شرقي نهر الفرات) التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، المقادة كردياً والمدعومة امريكياً، خارج سيطرة الدولة السورية لسنوات وربما عقود أخرى، حتى لو رحل بشار ونظامه وجاءت قوى معارضة بديلة الى السلطة .. حديث ماتيس عن إعادة البناء من قبل الاحتلال الامريكي لشرقي الفرات يكشف عن نية الامريكان لتكرار في سوريا، ما قاموا به في العراق إثناء حصارهم له بتطبيق برنامج (النفط مقابل الغذاء) حتى اسقطوا صدام 2003، على أثر غزو الجيش العراق للكويت صيف 1990 . الامريكان قد يطبقون في سوريا برنامج ( النفط مقابل إعادة بناء ما دمرته الحرب في المناطق الخاضعة لنفوذهم). طبعاً حقول النفط والغاز المتواجدة شرق الفرات وحقول رميلان والجبسة .. فيما يخص المستقبل السياسي لهذه المناطق(شرق الفرات)، شكك ناشطون عرب من ابناء الرقة وديرالزور ، بقدرة القوات الكردية على إدارة والامساك بالمناطق ذات الغالبية العربية في رقة وديرالزور وفي عموم الشمال الشرق السوري .. الناشطون العرب يتوقعون تفكك التحالف القائم بين القوات الكردية والفصائل العربية بعد القضاء التام على تنظيم الدولة الاسلام- داعش الارهابي ..
سليمان يوسف