امريكا ….. داعش اولا

امريكا ….. داعش اولاsyriadaiish
لا شك ان امريكا لا يمكن ان تقبل ببقاء الاسد على سدة الحكم وهي على قناعة تامة بانه استخدم الارهاب وسيلة لاشغال العالم عنه بمحاولة منه صبغ الثورة السورية بالارهاب وانها حركات مسلحة لا شرعية لها
ولكن امريكا التي تعودت ان تعيش دوما في حالة صراع مع خصم تبرر من خلاله سياسة تطوير الاسلحة التي تعتبر ركنا اساسيا في الاقتصاد الامريكي وجدت نفسها مضطرة بعد انتهاء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي ان تستعدي حليف الامس والتي كان لها اليد الطولى في دعمه ونشأته الا وهي القاعدة
في سوريا استطاعت امريكا ان تكون المحرك الرئيسي في لعبة محاربة الارهاب حيث استطاعت تكريس مفهوم تصنيف الجماعات المسلحة وفقا لمصالحها و فرضت على المجتمع الدولي هذه الرؤية لذلك وجدنا ان دولة الامارات قامت باعتماد التصنيف الامريكي و قدمت 85 فصيل مسلح على انهم جماعات ارهابية على الرغم ان 99% من هذه الجماعات لا تستهدف المصالح الامارتية ولكن الامارات اعتمدت المقياس الامريكي وتجاهلت القوى الحقيقة التي يمكن ان تشكل عليها خطرا استراتجيا حتى في المستقبل القريب و هما ايران و حزب الله اللبناني ايران التي تحتل الجزر الثلاث و حزب الله الذي على مرمى حجر من الامارات بينما جماعة ابو سياف في الفلبيين صنفت ارهابية ربما لانها تشكل خطرا على الاماراتيين الذين يقصدون الفلبين للسياحة
على ضوء هذه السياسة و هذا التصنيف فأن امريكا اليوم تضع داعش على راس اولوياتها بالمواجهة ولكن بطريقة الموت البطيء وهي سياسة الهدف منها استدراج عدد اكبر ممن يحملون حتى الفكر الارهابي وفق المفهوم الامريكي الى بؤرة الصراع للاجهاز عليهم
داعش اولا شعار هذه المرحلة ولذلك امريكا لا تجد ضرورة لمواجهة النظام في السوري فهي تعلم بان مواجهتها للنظام ستدفع النظام ومؤيدوه الى دعم داعش كردة فعل ولذلك وضعت سلم اولويات فبعد داعش تاتي عملية تصفية اخوات داعش حتى تنفرد الكتائب المعتدلة وفق المفهوم الامريكي بالساحة وبعدها تمارس ضغوطا شتى لفرض الحل السلمي الذي يخرج بشار من سوريا مع الحفاظ على اغلب المؤسسات الامنية مع ادخال بعض التعديلات كضمان لعدم تفرد اي فصيل جهادي بمفاصل الحكم بسوريا
داعش اولا … وجهة نظر امريكية بحتة ولكن ليس دائما حساب السوق يطابق الصندوق

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.