امريكا المايسترو على رقعة الشطرنج

امريكا المايسترو على رقعة الشطرنج
من الصعب لمراقب واحد ان يستوعب ما تقوم به الادارة الامريكية على عدة جبهات في آن واحد خصوصا وان الادارة الامريكية تستخدم لتلك الادارات جيشا من المحللين الاستراتجيين و الخبراء في شتى مجالات التخطيط
ولكن يبدو من الخطأ ان نحكم على ما يظهر من نتائج من خلال هذا الحراك طالما ان اللعبة لم تتوقف بعد
ولكن لنستعرض ما هو حصاد امريكا حتى الان :
اسقاط الدولة الروسية اخلاقيا امام شعوب العالم وبالاخص العرب والمسلمين من خلال موقفها المعادي للثورات العربية و تحالفها مع نظام بشار في قتاله لشعبه و دوليا من خلال اظهار الروس كدولة احتلال لاوكرانيا الدولة التي انتفضت على ديكتاتوري موالي للروس
الامر نفسه حصل مع ايران و حزب الله من خلال اسقاط صفة المقاومة و المانعه الزائفه عنهما و تعريتهم امام العالم العربي والاسلامي وفرض عزلة شعبية و دولية تترافق مع العقوبات الدولية على طهران بدعوى الملف النووي
تفكيك النظام السوري والذي كان يعتمد على الارهاب الداخلي لقمع مناهضيها والامساك بالسلطة و تهشيم هذا النظام و دفعه لتحطيم نفسه بنفسه و هدم البنى التحتية للدولة
استدراج ما يسمى بقوى الارهاب الاسلامية الى المستنقع السوري و العراقي والعمل على تحجيمها في سبيل تطويعها بالنهاية
خلق قوى سياسية و عسكرية موالية للغرب و بالذات الولايات المتحدة الامريكية لتكون شرطي الامن في المستقبل القريب وهو ما يشكل البديل الفعلي للنظام بعد سقوطه والذي كان يوفر و يحافظ على جبهة هادئة مع الكيان الصهيوني
قريبا سيكون الوضع مهيئا تماما لقوى التحالف لوجود البديل السياسي للنظام السوري ولضرب حزب الله وارغامه على تسليم سلاحه والتحول الى حزب سياسي بلبنان
وسيتبع هذا ربيع ايراني يطيح بحكومة الملالي ويخرج حكومة معتدلة لا حاجة لها بالقنابل النووية
امريكا هي اللاعب الاقوى على الرقعة انها تستنفذ البيادق و القلاع لتستفرد بالنهاية بالملك دون ان تخسر بيدقا واحدا
لسنا في عصر المعجزات انما نحن بعصر جمع القوة الغاشمة مع دول مسلوبة الارادة فلا عجب ان تسود القوة و تتسيد