رعد الحافظ 10 ديسمبر 2011
القاعةُ الزرقاء والصالة الذهبيّة
مائة وعشرة أعوام مضت على الجائزة الأشهرعالمياً .. مادياً ومعنوياً !
منذُ عام 1901 حيث بدأ توزيع (( جائزة نوبل )) , عندما أقيمت حفلتها الأولى في الأكاديمية الملكيّة الموسيقيّة في ستوكهولم , لم تتوقف سوى بضع سنين خلال الحربين العالميتين .
في السنة التالية 1902 قام الملك ( أوسكار الثاني ) بتسليم الجوائز بنفسهِ رغم أنّها جائزة وطنيّة تذهب للغُرباء غالباً .
يجتمع الفائزون بالجائزة مع اللجنة في قاعة ال
Konsert huset
ثم ينتقلون مساءً الى قاعة الإحتفالات الملكيّة في ال
Stad huset
هناك يحضر الضيوف من الأساتذة والعلماء وكبار الساسة وأصحاب الشركات الكبرى وبعض الفائزين في السنوات الماضيّة مع عوائلهم
( حَشدٌ من الأسماءِ حفنةُ حكمةٍ , نُثِرَت عليها حفنةُ الاسماءِ ) يقول الشاعر العراقي / حازم التميمي !
كلٌ يجلس في مكانٍ معلوم تقودهم إليه نُدلاء (ملائكة ) سويديّة فائقة الجمال .
كلّ هؤلاء سيكونوا بضيافة ملك السويد وعائلتهِ ومؤسسة نوبل ,في إحتفالٍ مَهيب في حفل توزيع الجوائز في أجمل وأشهر قاعة في السويد
هي القاعة الزرقاء
((Blå Hallen ))
ومنها السلالم التي تقود الى الصالة الذهبيّة
(( Gyllene Salen ))
, التي تحوي أكثر قليلاً من 18 مليون
قطعة فُسيفساء ( موزائيك ) ذهبية !
و كلتا القاعتين هما رهن الإيجار للشركات والمنظمات الكبرى التي توّد عقد إجتماعاتها وإحتفالاتها هناك .
ستجدون صور في الرابط التالي :
هناك تفاصيل لايتسع المجال لذكرها , عن الوصلات الموسيقية والندلاء والطعام والشراب , وملابس المدعويين من السيّدات والسادة , ونوع البدلات وربطات العنق وإختيارها قبل يوم الحفل من مكان خاص بذلك .
حتى فساتين الملكة سيليفيا وإبنتيها , وليّة العهد فيكتوريا ,وإختها الأميرة الجميلة مادلينا , تُصمّم خصيصاً لهذا اليوم !
والمركبُ النهري , والسيارة الخاصة التي ستقلّ كلّ ثنائي من المدعوين . والفائزين أنفسهم سيكون كلٌ منهم بضيافة أمير أو أميرة من العائلة المالكة يرافقه ويسامرهُ خلال الحفلة المهيبة ( ربّما سأذكر تلك التفاصيل لاحقاً ) !
جائزة نوبل / تتكون من ثلاث فقرات :
* شهادة من مؤسسة نوبل المانحة للجائزة
* صك بمبلغ الجائزة
* ميدالية ذهبية / وجهها الأوّل عليه رسم ألفريد نوبل وتأريخ ولادتهِ ورحيلهِ .
الوجه الثاني عليه صور لمؤسسة نوبل ( كلّ فرع صورة خاصة به )
وزن الميدالية حوالي 200 غرام , وقطرها 66 ملم , كانت سابقاً تُصنع من الذهب الخالص عيار 23 قيراط , حالياً تصنع من ذهب عيار 18 لكن تُطلى بطبقة ذهب عيار 24 قيراط , وتُسّك هذهِ الميداليات في مصنع الأوسمة في مدينة
Eskilstuna
, بينما ميداليّات السلام تُسّكُ في النرويج
***********
فروع الجائزة :
هي ست جوائز في ست تخصصات , خمسة منها / الفيزياء , الكيمياء , الطبّ , الأدب , الإقتصاد / تُمنح في ستوكهولم في 10 ديسمبر من كلّ عام , وهذا يصادف يوم وفاة
(( Alfred Berhard Nobel ))
حيث توفي في 10 ديسمبر 1896 ,عن 63 عام !
ملاحظة : اُضيفت جائزة الاقتصاد عام 1968, من البنك المركزي السويدي في ذكرى تأسيسهِ ال 300 .
الجائزة السادسة والأخيرة ( السلام ) تُمنَح في أوسلو ( النرويج ) .
وعنها بالذات قال نوبل : تُمنح لمن يعمل على خفض أعداد الجيوش ولأجل السلام العالمي !
في منطقتنا ( عدا إسرائيل ) كانت مصر كالعادة رائدة حيث فاز أربع مصريين بها , هم السادات والبرادعي في السلام وأحمد زويل في الكيمياء ونجيب محفوظ في الأدب !
بالنسبة لي ,حالياً طبيب الأسنان الروائي والكاتب المصري الليبرالي / د.علاء الأسواني , تفوّق على نجيب محفوظ , وعلى كُلّ حال , فهو كان من بين المُرشحين لها هذا العام , وأتمنّى أن ينالها مُستقبلاً .
ولا يسعَ المرء إلاّ التحسّر لعدم حصول نهر العراق الثالث ( طبعاً الشاعر العظيم الجواهري ),على تلكَ الجائزة , التي لم تنل كما نالت غيرها جوائز كثيرة شرف تعليقها على صدرهِ .
ربّما ترجمة الشعر كونها أصعب الأمورالأدبيّة , هي السبب !
وبالمناسبة , فالكثير ينتظرون هذهِ الايام إختيار بعض أشعار الجواهري كنشيد وطني عراقي , بعيداً عن الدماء والسيوف والمدافع !
لكن أوّل اُمنيّة لي بخصوص جائزة نوبل , كانت عام 1991 عندما قرأتُ الترجمة العربيّة للرواية الأمريكيّة الضخمة والرائعة (( الجائزة )) للكاتب الأمريكي آرفنج والاس , في تلك اللحظة تمنيّتُ أن يحصل عليها عالم الإجتماع العراقي د. علي الوردي ( مع معرفتي بعدم وجود حقل للإجتماع ) .
أمّا بخصوص إستحقاق إختراعات عظيمة كالإنترنت والساتلايت وكوكل ومن في حكمها , فلا يوجد تخصص يناسبها في جوائز نوبل , إلاّ لو صادفت ضمن الفيزياء مثلاً , والوصيّة هنا تحكم الأمور , لكن قد يُضاف مستقبلاً حقل للإختراعات المميّزة !
أنا شخصياً أقترحتُ ذلك برسالة الى مؤسسة نوبل ويمكنكم جميعاً إرسال إقتراحاتكم وأسئلتكم بإستخدام الرابط التالي :
***************
بعد أن خصّص بضعة مئات الآلاف من الكرونات لورثتهِ من أقاربه , كتب الفريد نوبل في وصيّتهِ التي جعلت السويد معروفة في جميع أنحاء العالم , في 27 نوفمبر 1895 , أنّ باقي ثروتهِ الضخمة ( 30 مليون كرونة في ذلك الوقت ) ,التي جمعها من أكثر من 30 شركة يملكها عبر العالم , قال توضع تلك الأموال في حساب إستثماري وتوزّع مؤسسة نوبل عوائدهِ سنوياً على المبدعين ( للعام الفائت ) في المجالات المذكورة إضافةً الى أنّهُ دعم مؤسسة براءات الإختراع السويدية ب 30% من ميزانيتها . (المصدر : الرابط السابق)
كان ألفريد نوبل رجلاً موهوباً الى حدٍ بعيد , ولهُ قابلية كبيرة على العمل ويؤمن بتطوّر البشرية عِبرَ السلام والتغلّب على قوى الطبيعة .
هذا عدا أنّهُ صاحب أكبر عدد من الإختراعات لهُ ( 355 ) براءة إختراع
Patent
( الرابط التالي ) , لكنّه إشتهر بالديناميت الذي كان مطلوباً حينها , لفتح الأنفاق والقنوات المائيّة والمترو , وكذلك لتحطيم صخور الجبال وسحق حجارتها أوتفتيتها للإستفادة منها كمواد أوليّة في صناعات مختلفة , كالإسمنت مثلاً !
والديناميت بالطبع هو غير البارود الذي اُستخدم منذ العصور الوسطى , ومازال البعض يخلط بينهما .
العمل الأبرز الذي قامَ بهِ الفريد نوبل هو التالي :
السيطرة على , أو ترويض الديناميت ( القابل للإنفجار تلقائياً ) بحيث أمكن نقلهِ بطريقة آمنة الى أماكن التفجير المطلوبة ( في الصخور ) !
نوبل / من عائلة علماء , والده ( إيمانوئيل نوبل ) عالم ومخترع معروف , إخترع الخشب ( متعدد الرقائق ) وبضعة أدوات ميكانيكية للتعامل مع الخشب , وكان أيضاً مُقاول أبنية مشهور في ستوكهولم .
وإخوته الثلاثة ( روبرت , لودفيك , إيميل ) أيضاً علماء , والأصغر ( إيميل ) , مات في إنفجار في المختبر !
ألفريد نوبل كان يُحّب الأدب والشعر ويتقن ست لغات عالميّة , وأصبح عضواً في أكاديميّة العلوم الملكية السويدية عام 1884
ومُنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة اُوبسالا العريقة عام 1893
واُطلق إسمهُ ( نوبليوم ) على العنصر الذي يحمل العدد الذري 102
كما عُمّدت بضعة شوارع وساحات بإسمهِ في السويد وباريس وشيكاغو
وفي عام 1946 , حيث صادفت ذكرى وفاتهِ ال 50 , بيع مايقارب 100 مليون طابع تحمل إسمهُ وصورتهِ وذكراه !
***********
قيمة الجائزة
تبلغ اليوم ( في كلّ فرع ) 10 ملايين كرونة سويديّة , مايقارب 1.5 مليون دولار أمريكي ,تمنحها هيئة نوبل التي تُشرف على أربع مؤسسات اُنشئت لهذا الغرض , كلٍ منها مسؤولة عن تخصص معين , ويتّم الإختيار في إكتوبر من كلّ عام . وتلك المؤسسات هي :
• الأكاديمية الملكية للعلوم (تمنح جوائز الفيزياء والكيمياء)
• معهد كارولينسكا Karolinska Inst. للطب والجراحة (جائزة الطب)
• الأكاديمية الملكيّة السويدية (جائزة الأدب)
• لجنة نوبل البرلمانية (جائزة السلام)
كما تأسست أربعة مؤسسات غير ربحيّة عام 1999 هي
• نوبل للإعلام Nobel Media AB
• متحف نوبل Nobel Museum AB
• نوبل للسلام Nobel peace center foundation
• جائزة نوبل للتعليم Nobel prize Education Fund
( ستأتي ملاحظة رقم 7 تتعلق ب / نوبل للإعلام )
لاحظوا قصد نوبل وطريقة تفكيره ,عندما سُئِلَ عن إستخدام إختراعهِ في الحروب ,(لأنّ البعض تعمّد الفهم الخاطىء) وهذا السلوك ليس بغريب عن القوم .
سأنقل نصّه السويدي من الرابط أعلاه , وأحاول ترجمتهِ ( ولا أدعيّ الإتقان ) قال :
Min dynamit leder snarare än tusen världsfördrag till fred .
När människan insett att hela armeer kan komma at tillintetgöras , kommer man att fortleva i en gyllene fred .
{ ديناميتي هذا سيقود لاحقاً الى السلام أفضل من ألف معاهدة سلام .
حينما يُدرك المرء أنّ كلّ الجيوش يمكن تدميرها بهذا المُنتج , سيكون حتماً على إستعداد لصنع السلام الذهبي ! }
هل تفهمون من كلامهِ , أنّهُ فكّر بقتل الناس عندما إخترع النتروكلسيرين والمادة الجلاتينيّة التي تربطه ببعضهِ كي لايتشتت عبثياً حسب طبيعتهِ قبل الإستخدام في المكان المطلوب ؟
ثمّ مَنْ قالَ أنّ المدنيّة تأتي بلا ثمن ؟ فهذا هو الجانب الآخر المُظلِم من القمر !
بالمناسبة , مكتبة نوبل الشخصيّة كانت تضّم أكثر من 2000 كتاب أغلبها عن الأدب والجمال والطبيعة !
***************
الفائزون بجوائز نوبل 2011 , هم كما يلي :
في الطب :
فاز العالمان / الأمريكي بروس ايه. بويتلر , والفرنسي جوليس أيه. هوفمان , بالجائزة الدولية عن إكتشافاتهما في مجال “تنشيط المناعة الفطرية” , وذلك مناصفةً مع العالم الكندي رالف إم. شتانيمان لدوره في إكتشاف “الخلايا المتشعبة ودورها في المناعة التكيفية.”
لجنة نوبل بمعهد كارولينسكا قالت في بيانها ما يلي :
{ لقد أحدث الفائزون بجائزة نوبل لهذا العام ثورة في فهمنا لنظام المناعة من خلال إكتشافهم مبادئ رئيسية تتعلق بتنشيطه } .
لكن مع الكندي ( رالف شتايمان ) تكمن المفارقة الأولى !
حيث فارق الحياة ( عن 68 عام ) , ربّما قبل يوم واحد من إعلان الاكاديميّة السويدية عن فوزهِ وذلك بعد معاناة مع سرطان الپنكرياس وكان هو شخصياً يعمل على تطوير علاجات لهذا المرض , وفكّر بصوتٍ عالٍ سمعهُ المقربون منه , بالصمود الى يوم إعلان الجائزة حيث كان مرشحاً قوياً لها . لكنّهُ للأسف لم يصمد يوماً إضافياً فخارت قواه , ورحلَ عن عالمنا !
مع ذلك سيحتفظ بالجائزة حسب مؤسسة نوبل ( التي لاتمنحها للراحلين ) فالإختيار حصل بحُسنِ نيّة ولم يكن مقصوداً ( لم يعلموا أنّهُ قد رحل ) لذلك لن تُسحب الجائزة منهُ !
في الفيزياء :
فاز بالجائزة ثلاثة علماء أميريكيين ,لإكتشافهم التوسع المتسارع للكون عبر مراقبة نجمات بعيدة جداً تُعرف بالسوبر نوفا Supernova
وهي نوع من النجوم الضخمة المتفجرة .
تُرجمَت للعربية / المُستعر الأعظم , حيث لو زادت كتلة النجم عن 20 ضعف الكتلة الشمسيّة ( تخيّلوا ! ) , سيتحوّل ذلك النجم ( دون إنفجار ) الى ثقب أسود يبتلع مايقع ضمن مجال جاذبيتهِ ,معناها يصبح / مُستعر أعظم !
والعلماء هم / سول بيرلماتر الأمريكي الجنسية من جامعة بيركلي الذي مُنِحَ نصف الجائزة وقيمتها 1.45 مليون دولار.
فيما يشترك في النصف الآخر كل من بريان شميت ( أمريكي / إسترالي الجنسية ) , وآدام ريس / أمريكي .
في الكيمياء :
فاز العالم الاسرائيلي / دانيال شختمان , بجائزة نوبل للكيمياء (لاكتشافه “زخارف” بلورية في الذرات تحاكي الفُسيفساء العربية ) .
وقالت لجنة نوبل ( في الأكاديميّة الملكيّة للعلوم ) , إنّ الظاهرة التي إكتشفها شختمان , كان يُظنْ في السابق أنّها مُستحيلة الوجود ,أو أنّها تتعارض مع المنطق على الأقل !
وعملياً كان شختمان قد لاحظ في صباح 8 إبريل 1982 , بواسطة مجهرهِ الإلكتروني , تلك الصورة التي تُخالف ماهو معروف علمياً لتشكيل بلورات المواد الصلبة .
إذاً هذا الرجل بقيّ يعمل 30 سنة (وربّما أكثر) ليصل الى تفسير لتلك الصورة .
في الإقتصاد :
(وهي جائزة البنك المركزي السويدي في ذكرى نوبل ,كما سبق ذكره )
فاز فيها مناصفةً الأمريكيان / توماس سارجنت , وكريستوفر سيمس
بسبب أبحاثهم التجريبيّة حول (( السبب والتأثير )) في الإقتصاد الكُلّي ,حيث طوّرا طرقاً للإجابة عن أسئلة حول العلاقة السببية بين السياسة الاقتصادية ونتائجها , مثل إجمالي الناتج المحلي والتضخّم والبطالة والاستثمارات ورفع سعر الفائدة أو خفض الضرائب , على متغيرات الاقتصاد الكلي
Macroeconomy
في الأدب :
فاز بها الشاعر السويدي / توماس يوستا ترانسترومر , هذا الذي يقول:
الموسيقى بيتٌ زجاجي على منحدر .
البيتُ راسخٌ في السماء , وما يسقط , يسقط الى الأعلى .
الدرابزين الأعمى , يعرف وجهتهِ في الظلام .
للدغلِ أوتار .
العتمة تمضي مُضيئة .
تنسابُ الشمسُ البيضاء عبر الضباب الدخاني .
يقطرُ الضوء , يتلمس طريقه إليّ هابطاً .
يدايّ خاليتان , كمثلِ قميصٍ على الحبلِ .
النوارسُ تدّق أجراسَ الأحد , فوق هدير خورانيّات المحيط اللانهائية .
اُحبّ هذه الفراشة , كما لو أنّها ترفرف كزاوية للحقيقة .
يزدحمُ السير، إنّه يزحف، كتنينٍ برّاق خامل .
العجلاتُ تدور , ترفض الموت !
**************
ترانسترومر إنتظر بلوغهِ الثمانين لينال جائزة نوبل , بعد أن رُشّحَ لها قبل 18 عام ,وكادَ أن ييأس منها ( قالت زوجته ), ليكون أول سويدي يفوز بالجائزة منذ نحو 40 سنة , وهذهِ هي المفارقة الثانية هذا العام !
هكذا إلتحق أخيراً , ترانس ترومر الذي يقول عن نفسهِ : أنا مزرابُ الإنطباعات , بنخبة نوبل الذهبيّة من زملائهِ القدماء الذين فازوا بهذهِ الجائزة , من أمثال الأديب الفرنسي / أندريه جيد , والفيلسوف الانكليزي الشهير/ برتراند رسل , والشاعر والفيلسوف الهندي / طاغور , والشاعر التشيلي / بابلو نيرودا , والكاتب الكولومبي / غابريل غارسيا ماركيز صاحب خريف البطريرك ومائة عام من العزلة والحبّ في زمن الكوليرا , والعربي المصري / نجيب محفوظ ( ملاحظة 6 بخصوصهِ ) والتركي / أورهان باموك .
ناهيك عن أسماء عمالقة في الأدب , ك / آليوت البريطاني ,والمسرحي الإيرلندي الساخر/ برنارد شو , والفرنسي / رومان رولان ,وبوريس باسترناك الروسي ( والأدب الروسي معروف برفعتهِ ) صاحب الرواية الفاخرة / دكتور جيفاكو ( قام عمر الشريف بدورهِ في الفيلم الرائع بنفس الإسم ) , وآرنست همنغواي الأمريكي صاحب الشيخ والبحر ووداعاً للسلاح , والذي مات مُنتحراً بعد معاناة كبيرة مع المرض , والفرنسي / ألبير كامو الذي توفي ( عن 46 عام ) بحادث سير عام 1960 , يُقال عنهُ الآن أنّه كان حادثاً مُدبراً من المخابرات السوفيتية ال
KGB
أخيراً / في السلام : ( تُمنح في أوسلو / النرويج )
فازت فيها / الناشطة اليمنية / توكل كرمان ( أصغر سيّدة تحصل عليها , 32 عام فقط ) بالمشاركة مع رئيسة ليبريا / ألين جونسون سيرليف , والناشطة الليبريّة / ليما غبوي .
وبخصوص ( توكل كرمان ) تكمن المفارقة الثالثة , حيث إعترض كثير من العرب العلمانيين هذهِ المرّة عليها , قائلين بنظرية المؤامرة وتسييس جائزة نوبل .
(معناها هذه المرّة الإسلاميين فرحوا بالجائزة الكافرة , لكن العلمانيين إعترضوا على الجائزة الإمبرياليّة ) !
بينما نعلم جميعاً أنّ جائزة نوبل للسلام / هي جائزة سياسيّة بإمتياز , فأين الغرابة في الأمر ؟ ألم يتقاسمها يوماُ ( 1994 ) ياسرعرفات وإسحق رابين وشيمون بيريز ؟
وقبلهم تقاسمها السادات ومناحييم بيغن عام 1978
ألم يحصل عليها الدالاي لاما (ال 14 ) عام 1989
وميخائيل غورباتشوف عام 1990 ,وباراك أوباما عام 2009 ؟
هذا رابط بهذه الجائزة منذُ نشوئها عام 1901
هذا رابط بهذه الجائزة منذُ نشوئها عام 1901
***************
ملاحظات
1/ من يعتقد أنّ الجائزة مُسيّسة ( ما عدا السلام ) فهو مخطيء .
وعمليّة السلام هي سياسة طبعاً , وحتى يمكن إستبدال إسم هذا الحقل , ليصبح / جائزة نوبل في السياسة !
2 / كما ترون هي ست حقول لجائزة نوبل
الطب , الفيزياء , الكيمياء , الأدب , الإقتصاد , السلام !
بعض الحقول يشترك فيها أكثر من شخص .
من مجموع 13 شخص نال الجائزة هذا العام
بينهم 7 أمريكان ( تقريباً 54% ) , 2 ليبيريا , كندي , سويدي ,إسرائيلي , وعربيّة هي توكل كرمان .
ويقولون الرأسماليّة والليبراليّة , ماتت !
ما كلّ هذا التمادي والإفراط في التنبّؤ ؟
ومن سيُبدع ويخترع ويكتشف ويُجازي المبدعين , لو ماتت وشُيّعَت ؟
لاحظوا حقول فوز الأميركان / الطبّ والفيزياء والإقتصاد ,مش أيّ كلام يعني !
بالمناسبة كثير من الفائزين السابقين ( غير الأمريكيين ) بالجائزة , فازوا بها ,وهم يعملون ويبحثون في مختبرات وجامعات ومستشفيات أمريكية .
3 / ثلاث سيّدات ( جميعهم في السلام ), حصلوا عليها من بين الفائزين ال 13 , معناها ( بالتونسيّة ) نسبة 23 % وهي نسبة جيّدة ورقم معقول , يعكس عدالة ( وسياسة ) الغرب مع النساء , كونهم نصف المجتمع ولسنَ قاصراتُ عقلٍ ودين !
4 / يا لها من عائلة نوبليّة بإمتياز !
خلال تأريخ الجائزة تُعتبر مدام كوري هي الوحيدة التي حصلت عليها في فرعين مختلفين الاولى في الكيمياء مناصفة مع زوجها بيير كوري
والمرّة الثانية في الفيزياء لوحدها .
إبنتهم ( إيرينا جوليت كوري ) أيضاً حصلت على هذهِ الجائزة في الفيزياء . ( يعني بالعراقي / عائلة مُعقّدة )
هل تظنون مثلي , أنّ هناك علاقة بين كراهيّة القوم لجائزة نوبل , وحصول أمثال ( قاصرة العقل ) مدام كوري عليها وبحضور مُميّز ؟
أو بين كراهيّة بعض المؤدلجين لها , وحصول غورباتشوف عليها ؟
5 / اليوم هو 23 اُكتوبر , حولتُ إنزعاجي من خطاب مصطفى عبد الجليل بما يشبه ( إعلان الدولة الإسلاميّة في ليبيا ) , الى هدوء بالكتابة عن جائزة نوبل العظيمة .لأبتعد قليلاً عن أجواء ثورات الربيع العربي بأنتصاراتهِ وتداعياتهِ على حدٍ سواء .
سأضيف يومياً بعض المعلومات ,وسأدفع بمقالي يوم توزيع الجوائز في 10 ديسمبر من كلّ عام , وأحاول لاحقاً وضعكم في جو الحفلة الملكيّة الرائعة.
6/ اليوم 7 ديسمبر , سوف أنسخ لكم هذا الخبر الذي يخّص العربي الوحيد الفائز بنوبل للأدب / نجيب محفوظ
رغم كونهِ ليس من كتّابي المُفضلين .لكن لنعرف فقط كيف يتصرف القوم مع رموز الوطن .
الخبر من صحيفة الأزمة / ل نبيل شرف الدين وهذا رابطه
الخبر من صحيفة الأزمة / ل نبيل شرف الدين
وهذا جزء من الخبر :
أعلن عبد المنعم الشحات – المتحدث بإسم الدعوة السلفية وحزب النور – عقب نجاحه في دخول مجلس الشعب، أن كتابات الأديب المصري نجيب محفوظ تحض على الرزيلة ( الرذيلة ) وتساهم في نشر الدعاره والفجور وتعاطي وانتشار المخدرات .
وأن أدبه يدور في أغلبه بمناطق تسودها بيوت الدعارة وتنتشر فيها تجارة المخدرات . كما اتهم الشحات، الأديب بالتسبب في الانحلال الأخلاقي الذي يحل بالمجتمع المصري، وأنه جعل من مصر “خمارة كبيرة” – على حد تعبيره – قائلاً:
“من العار على أي مصري أن يقدم مصر من خلال روايات نجيب محفوظ”
7 / إحدى شركات نوبل , توقف التعاون مع شركة أمريكيّة لإنتاج الأسلحة .
Sidan eller ljudet kunde inte hittas
نص الخبر يقول :
{ بعد مسح نشاطات وتعاملات مؤسسات جائزة نوبل مع المؤسسات والشركات الأخرى, قررّت شركة (( نوبل ميديا )) إنهاء تعاونها مع الشركة الأمريكية (( هانيويل )) التي تنتج مواد عسكرية .
وكانت أنتقادات عديدة قد وجهت الى الصلة بين المؤسسة التي تمنح جوائز السلام وشركة تنتج السلاح !
كاميلا هيلتين / المديرة التنفيذة لنوبل ميديا , تقول أن الأنتقادات لعبت دورا في قرار أنهاء التعاون مع الشركة الأمريكية.
يوران ك هانسون/ سكرتير في لجنة نوبل بمعهد كارولينسكا ونائب رئيس مجلس إدارة جائزة نوبل , أكّد على أهمية الجانب الأخلاقي وعبر عن إعتقاده بأنّه يتعين إتباع النصائح الأخلاقية لتجنّب التعامل مع شركات تنشط في أنتاج الأسلحة على سبيل المثال } , إنتهى
وتعليقي على هذا الخبر :
لاحظوا أنّ مُطاردة الإعلام في الغرب للساسة وأصحاب الشركات الكُبرى , يُجبرهم على الإنصياع للشفافيّة , وإلاّ ستكون فضيحة بجلاجل ربّما تقود ( بل قادت ) الى خسائر بالمليارات , وهذا ما حدث بالضبط , مع إمبراطور الإعلام البريطاني روبرت مردوخ وإبنه جيمس مردوخ ,في فضيحة التنصّت على الهواتف لأجل السبق الصحفي والذي قامت به صحيفة / نيوز أوف ذا وورلد News of the world
تأثير فضيحة التنصت الصحفي على إمبراطور الإعلام ” ميردوخ ”
معناها حتى أصحاب الإعلام ( وإمبراطورهِ ) لم يسلموا من الإعلام و( سلطتهِ ) الرابعة , التي تتقدّم تدريجياً في سلّم الترقية لتكون الأولى قريباً !
8 / أخيراً .. اليوم 10 ديسمبر يُصادف أيضاً المباراة الأهمّ (الكلاسيكو الإسباني ) بين الخصمين القويين / الريال والبارسا ,متعة جميلة , لكل مٌحبيهم .
*************
أمامي الآن في القناة السويدية الثانية , يوزّع الملك السويدي كارل غوستاف السادس عشر , جوائز نوبل على الفائزين في المجالات الخمسة ,
بعد أن تمت مراسيم توزيع جائزة السلام في أوسلو / النرويج الساعة الواحدة بعد الظهر .
عقبال كل المُبدعين في العالم !
تحياتي لكم رعد الحافظ رعد الحافظ(مفكر حر)؟