اليوم يوم للمرأة ودلال .. وغدا سيكون قهرها حلال
اليوم سنقول بها عبارات الغزل والتبجيل
ليكون غدها ليلا طويل
لن أجد كلمات مفرحات لأهنئ بها المرأة ,فالتهاني لا تكون بمفردات التبجيل وليس بالصبر والمزيد من التحمّل للمرأة حيث يشبهها البعض بالنخلة الباسقة وعليها ان تفتخر بهذا المنجز لكونها الام المعطاء والأخت التي تتحمل قمع اخيها وهي صامتة والحبيبة الموهومة بكلمات الحب المزيفة.
فكيف يكون الصبر انجازا لها وهو مفروض عليها ولا بديل لها غيره فلا هو باختيارها ولا تستحق عليه الثناء؟
وهل انتهينا إلى فكرة تكريم المرأة ببضع من كلمات محصورات بقالب القوارير الضيق الذي جعلها لا تتعدى كونها وعاء للإنجاب, وحاضنة للأبناء دون وعي منها ؟
هل يحق لنا الاحتفال بالمرأة وهي لا تزال تُباع وتُشترى بسوق النخاسة ؟
هل خلصنا إلى تكريمها بإقصائها عن الحياة واقتصار دورها كخادمة لذكور امتلكوا كيانها وعقلها كأي إنسان آلي ؟
هل عملها (ان حالفها الحظ)وشقاؤها خارج المنزل لتحسين الوضع المادي مع انعدام اي حق لها وكثرة الواجبات الملقاة على عاتقها وكأنها دابة ,هو تكريم لها؟
وما فائدة التهاني وبضع من عبارات تكون كالمخدرات لتُمجد صبرها وتحمّلها وتشبيهها بالنخلة الباسقة التي تعطي ولا تأخذ شيء ؟
هذه التساؤلات وقفت عقبة أمام كل الكلمات المفرحات التي عليّ انتقائها فلن أجد سواها لأهنئ بها المرأة لكون كلمات التهاني والتبركات هي بعيدة عن واقع المرأة حيث تتكرر كعادة هذا اليوم من كل عام نفس الكلمات الإنشائية وتُقام الاحتفالات وكلمات الاعجاب بصبرها وتحمّلها على اساس هي الام والأخت والحبيبة وتزداد مثل هذه العبارات مع ضحكات مرسومة على شفاه اصحاب المصالح بقهر المرأة, من سلطة دولة تلهث لقمعها ,إلى سلطة رجل يلهث لإملاء نقصه بها, إلى القهر الذي تمارسه هي أحيانا امام نفسها دون دراية منها , وحالها هو نفس الحال حيث تنهض من انتكاسة لتقع بانتكاسة اكبر وأشنع من سابقتها .
فؤادة العراقية