للأسف عاشت بلادنا عصوراً من الزمان على مفاهيم خاطئة أرادها شيوخ الفتنة والضلال فقد ذهبوا لتشويه اليهودية والمسيحية رغم أن القرآن والأحاديث والسير الإسلامية لم تذكر اليهود والمسيحيين إلا بأنهم أهل كتاب وعظمت الآيات القرآنية فى التوراة والإنجيل فى عشرات الآيات ، مثل قوله تعالى فى سورة آل عمران آية 3 ( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل ) ص ق ——————– وايضا قوله تعالى : –
فى سورة آل عمران آية 48 ( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ) ص ق — وفى سورة المائدة آية 46 ( وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ) ص ق
وقولة ايضا فى آل عمران 50 ( ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله واطيعون ) ص ق
وقوله فى سورة المائدة 43إستنكار للنبى كيف يحكمه اليهود فى واقعة زنا احدهم بقوله ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) ص ق
وايضا المائدة آية 44 قوله تعالى ( انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ) ص ق أى أن من لم يحكم بالتوراة يعد كافراً
وقوله تعالى ايضا فى المائدة آية 46 ( وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ) ص ق
وقوله تعالى فى سورة المائدة آية 47 ( وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون ) ص ق
ايضا فى سورة المائدة آية 66 (ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون ) ص ق
وفى سورة المائدة آية 68 ( قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم) ص ق
وفى سورة المائدة آية 110 (اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وتبرئ الاكمه والابرص باذني واذ تخرج الموتى باذني واذ كففت بني اسرائيل عنك اذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين ) ص ق
وفى سورة التوبة 111 ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) ص ق
وفى سورة الفتح آية 29 (سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطاه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما ) ص ق
وفى سورة الحديد آية 27 ( ثم قفينا على اثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله) ص ق
وايضا علينا أن لا ننسى مافعله الرسول ( ص ) حين آتاه اليهود بكتاب التوراة — فقد ثَبَتَ فِي ” الصّحِيحَيْنِ ” وَ ” الْمَسَانِيدِ ” : أَنّ الْيَهُودَ جَاءُوا إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَذَكَرُوا لَهُ أَنّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا تَجِدُونَ فِي التّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرّجْمِ ” ؟ قَالُوا : نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ سَلَامٍ : كَذَبْتُمْ إنّ فِيهَا الرّجْمَ فطلب منهم الرسول ( ص) أن يأتوا بالتوراة وحينما أتوا بها أخذها الرسول ورفع الوسادة التى يتكأ عليها ووضع التوراة فوقها وقال يجب أن يعلى هذا الكتاب ولا يعلى عليه ثم يأتى السؤال وهوهل يحق لنا أن نطلق على المسيحى واليهودى مشرك أو كافر نقول أنه من الكفر أن نطلق على المسيحيين واليهود مشركين أو كفار حتى لو كفر أو أشرك بعضهم ، ذلك بعد أن وصفهم الله بما هو معلوم من الدين بالضرورة لوضوح النصوص والأيات التى تصفهم بأهل الكتاب مثل قوله تعالى فى سورة آل عمران آية 64 (قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله) ص ق وايضا قوله فى آل عمرانآية 71 (يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون ) ص ق ايضا الآية 55 من سورة آل عمران التى تؤكد أن المسيحين أكثر ايمانا وأنهم فوق الكفار ليوم القيامة بقوله تعالى ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ) ايضا آل عمران آية 75 (ومن اهل الكتاب من ان تامنه بقنطار يؤده اليك) ص ق وايضا آل عمران آية 186 (لتبلون في اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور ) ص ق وايضا آل عمران آية 199 ( وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب ) ص ق وايضا النساء آية 123عندما ساوى بين المسلمين وأهل الكتاب المسيحيين واليهود بقوله تعالى (ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ) ص ق ايضا النساء 131 (ولله ما في السماوات وما في الارض ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله) ص ق ايضا سورة المائدة آية 5 (اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا اتيتموهن اجورهن محصنين غير مسافحين) ص ق ايضا المائدة آية 68 (قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم ) ص ق ايضا المائدة آية 77 (قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) ص ق ايضا سورة الأنعام آية 154 (ثم اتينا موسى الكتاب تماما على الذي احسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة ) ص ق ايضا سورة يونس أية 94يقول الله للرسول ص إذا كنت فى شك فاسأل الذين يقرأون الكتاب أى اليهود والمسيحيين (فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسال الذين يقرؤون الكتاب من قبلك) ص ق ايضا سورة هودآية 17 (افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه انه الحق من ربك ولكن اكثر الناس لا يؤمنون ) ص ق ايضا سورة الإسراء آية 2 (واتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل الا تتخذوا من دوني وكيلا ) ص ق ايضا سورة العنكبوت آية 46 (ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ) ص ق ايضا سورة السجدة آية 23 (ولقد اتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني اسرائيل ) ص ق ايضا سورة الجاثية آية 16 (ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين ) ص ق ايضا سورة الحديد آية 29 (لئلا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) ص ق ———- ذلك وغيرها عشرات الآيات التى تتكلم بكل وضوح على أن اليهود والمسيحيين هم أهل كتاب ويختلفون عن المشركين والكفار ، ومن كفر منهم أو أشرك يلحق بالمشركين والكفار، لكن يظل أهل الكتاب أهل كتاب كما وصفهم الله، ومن يقول بغير ذلك هو منكر معلوم من الدين بالضرورة فيعد كافراً بكتاب الله
لذا علينا ألا نستمع للجهلاء ، الذين يكذبون على الله ويضللون الناس ، ظلماً وبهتانا ، فيَسقط من يتبعهم دون أن يدرى ، وهو يتهم الله بالتقصير ، وعدم القدرة على حفظ كلامه ويدعى تحريف الإنجيل والتوراة بدون نص شرعى أو ينعت المسيحيين واليهود بالمشركين أو الكفار، رغم أن الله قال عنهم أهل كتاب فى عشرات الآيات ، وهو الكفر بعينه ، لذا نكرر أن من يقول بتحريف الإنجيل والتوراة أو يتهم أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين بالكفر والشرك، فقد كفر وباء بها لأنه ينكر ماهو معلومً من الدين بالضرورة ، وهناك فارق كبير بين أهل الكتاب والكافرين والمشركين بوجود الله — حمانا الله من هذا الشرك وهذا الإثم العظيم .
هذا والله من وراء القصد والابتغاء—والله المستعان .
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى رئيس الأتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام
ومفتى إستراليا ونيوزيلاندا ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان ومحام دولى
والله إحترنا من نصدق ، يعني هذه الحروب في سبيل الله والإسلام كانت باطل ، ومن يتحمل ثمن دماء الطرفين ، سلام