قراءة: سامح سامي
الشيخ المفكر الاسلامي الكبير جمال البنا يُعتبر من أكبر المفكرين في مصر. له أفكار تصادمية وجريئة، ولأنه مفكر فهو يبحث عن نقاط الاتفاق بين الشعوب وليس نقاط الخلاف التي تولد الصراعات والنزاعات. فهو منذ زمن يحاول أن يؤصّل طريق الحوار بين الأديان على أساس أن الحوار سبيل للتفاهم والتقارب، لذلك أصدر كتابا حديثا في أكتوبر 2006 بعنوان: “اليهودية والمسيحية في الاسلام… حوار بين الأديان”، عن الدار التي يتولى إدارتها وهي “مؤسسة فوزية وجمال البنّا للثقافة والاعلام الاسلامي”.
ومحتوى الكتاب عبارة عن أسئلة أرسلها المحامي الشهير الدكتور بهي الدين الابراشي إلى الشيخ جمال البنّا للرد عليها لتكون موضوعا لندوة يمكن لمؤسسة البنّا أن تنظمها. وبالفعل قام البنّا بالمهمة ورد على الاسئلة باللغة العربية ثم ُترجمت إلى الانجليزية.
ويقول جمال البنّا في مقدمته للكتاب: “مع ترحيبنا بفكرة الحوار؛ إلا أننا نطمح إلى ما يجاوز هذه الأداة، ذلك أن الحوار ما بين أصحاب الأديان المختلفة إنما هو خطوة للتعرف على الأديان من فم اصحابها وممثليها مما يبعد ما قد يتضمنه سوء الفهم أو تدعيه كتابات مغرضة أو حتى لا تكون الصورة كاملة…. في الوقت نفسه فهناك خطر الانزلاق إلى معالجة قضايا مسألة العقيدة، فهذا أمر يجب الابتعاد عنه تماما لأن كل دين له عقيدته الخاصة والأسس المعنية التي بنيت عليها ولها قداسة خاصة وحساسية تجعلها لا تدخل في إطار المناقشة أو المعالجات الجدلية، وأي مناقشة لمسائل العقيدة لا يمكن أن تأخذ طبيعة الحياد وقد تؤدي إلى تعميق الاختلافات وإثارة الحساسيات”.
ولكن قبل التطرق إلى عناصر الكتاب، يجدر بنا أن نقتطف مقولة البنا حوار أهمية الحوار حيث يقول: “وهناك مفارقة قد تحكم الحوار وتضع له حدودا عادة ما يتم ما بين الممثلين الرسميين للمؤسسة الدينية في كل دين، وهؤلاء هم الذين يمثلون العقيدة التي تعد “تابو” لا مساس به وقد يكونون بحكم صفتهم أبعد الناس عن التقارب مع المخالفين، وفي نظري إن هذه الحقيقة هي المسئولة عن عدم فعالية وحيوية الحوار وأنه يأخذ طبيعة بروتوكولية.
“ولكن ليس هناك بد من أن يكون الحوار بين ممثلي المؤسسات الدينية رغم كل شيء لأن إغفالهم يمكن أن يثير حفيظتهم وقد يؤدي لوقوفهم موقف العداء. إزاء ذلك فمن الخير إشراك أحرار الفكر الديني جنبا إلى جنب ممثلي المؤسسة الدينية حتى يحدثوا نوعا من التوازن والتعادل والانفتاح، وصحيح أن الوصل إلى هؤلاء هو أمر اجتهادي وقابل للخطأ، ولكن علينا بأية طريقة، وبكل طريقة ان نتغلب على الصعوبات”.
ويحتوي الكتاب على ستة عناصر الأول العلاقة بالمسيحيين، والثاني يطرح سؤال ما هي مكونات أو مضمون الأديان؟، أما الثالث مجال الاسلام والرابع من هو المسلم؟، والخامس بعنوان العلاقة باليهودية، وأخيرا السادس: هل يمكن التعايش مع الأديان الثلاثة؟.
العلاقة بالمسيحيين
س: لماذا لا يسمح للمسلمين بالدخول مع المسيحيين في المناقشات الحامية المتعلقة بعقيدتهم؟
ج: إن المناقشة في العقائد عقيمة، لأنها ليست مسائل رياضية أو مادية يصلح فيها المنطق الحسابي 1+1=2 ولكنها ذات طبيعة مزاجية، ميراثية وسيكولوجية. ومن هنا نهى القرآن عن المجادلة مع أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.
س: لماذا ترك القرآن قضية عقيدة المسيحيين مفتوحة في نهاية سورة المائدة؟
ج: يحتمل أن يكون ذلك عائدا إلى وجود من يؤمنون بأن المسيح رسول وليس إلهاً بين المسيحيين. وتقصّي تاريخ المسيحية وتطورها يظهر أن هذه الطائفة كانت كبيرة حتى جاء مجمع نيقية وأكد الثالوث وحارب كل من يخالفه.
س: ما الفرق بين الكفر والشرك؟
ج: الكفر عدم الايمان، أما الشرك فإنه الوثنية وتعدد الالهة وتجسيمها في تماثيل.
ما هي مكونات الأديان
س: هل يمكن القول بأن رسالة الدين تتضمن تقدما؟
ج: لا جدال في أن الأديان الابراهيمية الثلاثة قد خدمت قضية الانسان عندما عرفته على الله تعالى وعندما قدمت دستورا يتمثل في الوصايا العشر وما قدمته آيتا 151-152 من سورة الانعام فقد دعم ذلك الضمير الذي هو في أصل كل تقدم سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي.
س: لماذا لا يمكن لمسيحي أو يهودي أن يصبح مسلما ولا يجوز لمسلم أن يكون مسيحيا أو يهوديا وهل يعود هذا إلى التمييز ما بين عدم الانفتاح والاستبعاد؟
ج: هذا سؤال خاطئ؛لأن المسلم من حقه أن يرتد عن الاسلام إذ لا يمكن أن يوجد في هذا المجال-مجال الايمان- قسر أو إكراه أو ضغط. ونص القرآن صريح:”لا إكراه في الدين”. وقد ذكر القرآن الردة بالاسم خمس مرات في سور مختلفة، ولم يقرر عليها عقوبة. كما ارتد بعض المسلمين عن الاسلام في عهد الرسول ومنهم واحد من كتبة القرآن فلم يتتبعهم الرسول بعقوبة. فحرية العقيدة إيمانا وكفرا مقررة في القرآن بنصوص قاطعة مكررة لأكثر من خمسين مرة. بل أكثر من هذا، القرآن يقرر أن الايمان والكفر قضية شخصية لا يجوز للنظام العام أو لأي مؤسسة أو أفراد أن يتدخلوا فيها لأن الله تعالى غني عن العالمين ولن يفيده إيمان المؤمنين كما لا يضره كفر الكافرين وإنما يريد الله من الأديان منفعة للناس.
وأفهم أن يكون هذه الكلام جديدا على معظم الناس، بما فيهم المسلمين أنفسهم لأن الاسلام تعرض لما تعرض له الأديان من مؤثرات كان منها وضع أحاديث ملفقة، إما كيدا في الاسلام أو رغبة في تعميق الايمان. كما كان منها تحول الخلافة إلى ملك عضوض من سنة 40 هجرية وقيام نظام الحكم على أساس وراثي ووصول الدولة الاسلامية إلى مرحلة الامبراطورية. كل هذه العوامل جعلت الفقهاء يضعون حدا للردة معتمدين على حديث ينسب إلى الرسول. وقد رفضه الامام مسلم ولكن البخاري تقبله وهو يقول: “من بدل دينه فاقتلوه”. وآثار الوضع واضحة في صيغة الحديث ومنافاته لعشرات الآيات القرآنية التي تقرر حرية الاعتقاد. ولكن الفقهاء عندما تقبلوا هذا الحديث فلم يكن ذلك حماية للاسلام، ولكن حماية النظام القائم بدليل أن الفقهاء وضعوا صيغة: “من جحد معلوما من الدين بالضرورة يعد مرتدا”. وبهذا أمكن إلصاق تهمة الردة بكل من يخالف النظام.
مجال الإسلام
س: هل لدى الاسلام إجابة على كل شيء في الحياة، أو أنه إنما يقدم قواعد معينة دينية، ويترك الباقي لتحكمها بطريقة دنيوية، وهل تتحقق الهداية بفضل المبادئ الدينية دون أن تفرض عليه؟
ج: الاسلام يضم العقيدة، وهي الايمان بالله ورسوله وكتبه واليوم الآخر، وهذا هو الجانب الديني الخالص الذي يمثل صلب العقيدة. وبجانب العقيدة توجد الشريعة التي تضم الجوانب الدنيوية من تشريع والعلاقة ما بين الناس والمجتمع أي العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم، الغني والفقير، وهي التي تسمى الشريعة. وفي هذا القسم يضع القرآن طوطا عريضة ولا يقدم صيغة محددة فهو في السياسة مثلا يندد بالاستبداد وحكم الفرد ويجرم كل صور الظلم والاستغلال ويوجب الشورى.
والاسلام يضع في الشريعة قواعد عامة، ولكنه قد يضع أحكاما معينة في بعض العقوبات المقدرة بالنص وفي المواريث ولكن من الأصول المقرّرة في الفقه الاسلامي أن هذه الأحكام إنما صدرت لعلة أو لسبب أو حكمة وهي عادة تحقق العدل الذي أساس الشريعة كلها.
س: هل يفترض أن يكون كل واحد مسلما وهل معنى أن الاسلام قد أرسل للعالمين إن هذا يعني أن يؤمنوا به أو أن ذلك يمكن فحسب؟
ج: كلا على الاطلاق وقد قرر القرآن أن الرسول نفسه لا يمكن أن يهدي من يحب، ولامه على حرصه على إيمان أحد كبراء قريش وقال: “وما عليك ألا يزكى” (عبس 7) وقرر تأييد الاختلاف وأن المسلمين لن يؤمنوا بغير الاسلام، وأن غير المسلمين لن يؤمنوا بالاسلام وعلى هذا وضع المبدأ المهم: “لكم دينكم ولي دين”.
لم يعط القرآن الرسول سلطة سوى التبليغ فحسب، وإنه ليس حفيظا على الناس ولا جبارا، ولا حتى وكيلا، وإنما دوره أن يقوم بالتبليغ فحسب. كما قرر القرآن الثواب لغير المسلمين، كما أنه قرر أن الفصل ما بين العقائد والأديان كائنة ما كانت إنما هو لله وحده يفصل فيها يوم القيامة.
وقرر القرآن بلغة صريحة أن الناس جميعا لن يؤمنوا بالاسلام، وأن الله تعالي لو شاء لجعل الناس أمة واحدة ولكنه لم يشأ هذا، وهذا لا ينفي أن يكون الاسلام عالميا، أنزل للعالمين.
س: إذا كان عليهم أن يتبعوا القرآن فكيف يمكن أن يتفق ذلك مع التزام الله تعالي بأن يرسل نبيا لكل شعب أو أنه لا يوجب عليهم مسئولية وهل هناك فرق بين رفض الاسلام أو عدم انفتاح الاسلام؟
ج: في الرد على السؤال السابق بعض ما يوضح هذه القضية إن التعددية الدينية هي ما يؤمن به الاسلام، ووجود الديانات بعضها جنب بعض هو ما يقبله، بل يقرره؛ لأن جميع الناس لن يؤمنوا بدين واحد إسلاما أو غير إسلام.
وليس هناك محل لوضع السؤال لأن القرآن قرر التعددية الدينية، وحق كل دين في الوجود ولا يعد عدم الايمان بالاسلام رفضا له لأن الأغلبية العظمى من الناس في العالم لا تعلم حقيقة الاسلام وبالتالي فمن الطبيعي إنها لا تؤمن به. وقد قرر القرآن أن لا مأخذ على من لا يعرف الاسلام لأن الاسلام لا يؤثم إلا من يعادي الاسلام بعد أن يعلم حقيقته. وهذا الاثم ليس له أثر في حياته الدنيا، وإنما يكون مرده إلى الله يوم القيامة ليحكم فيه برحمة تعد رحمة الأم لطفلها جزء من مائة جزء هي رحمة الله.
من هو المسلم
س: لماذ وصف القرآن المسيحيين –اليهود وكثيرا من أنبياء اليهود وملوكهم بأنهم مسلمين؟
ج: لقد أجبنا على السؤال من قبل ولكن لا بأس من الاعادة. إن كلمة إسلام تعني في اللغة العربية إسلام الوجه والقلب لله، ولما كان ذلك هو الخصيصة المميزة للأديان الابراهيمية الثلاث، فقد أطلق القرآن على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وموسى وعيسى إلخ….. كلمة مسلمين.
س: وإذا كان الجميع مسلمين، لماذا أعطي القرآن المسلمين رمز الهداية؟
ج: ليس الاسلام وحده هو الذي يدعي الاستحواذ على الهداية، إن كل الأديان تدعيه؛ لأن المؤمنين بأي دين يرون دينهم الأفضل-وإلا لما آمنوا به. ومن ثم نجد هذه الظاهرة في كل الأديان. ولكنها على أقلها في الاسلام لأنه يعترف بكل الديانات. ولا يرى أن الإيمان بدين يعني بالضرورة نبذ الآخر لأنه قرر مبدأ: “لكم دينكم ولي دين” (الكافرون 6).
العلاقة باليهودية
س: هل الادعاءات عن اليهود تختلف عن الادعاءات عن مختلف المسلمين التي تختلف حول قضايا العقيدة أو المسلمين المنافقين؟
ج: إن حديث القرآن عن اليهود يختلف عن حديثه عن المسلمين الذين قد يختلفون في مسائل العقيدة كالمعتزلة والمرجئة أو الشيعة مثلا. فهم رغم اختلافهم مسلمون يؤمنون بلا إله إلا الله محمد رسول الله. وكذلك هو يختلف عن حديثه عن المنافقين لأن المنافقين يظهرون غير ما يكنون، ولكن الاسلام لا يمكن أن يحاسبهم عما في نفوسهم، وإنما يحاسبهم على الظاهر وهم يظهرون الاسلام……..
س: كيف يمكن الاتساق ما بين العقيدة الواحدة بين المسلمين واليهود والدعاوى المضادة، هل السياسة تختلف عن العقيدة؟
ج: الاسلام يعترف باليهودية كدين، بل يرى إنها أول دين توحيدي و قد احترم أنبياءهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق والأسباط وما أوتي موسى وعيسى، بل جعل الاقرار بنبوتهم جزءاً من كمال العقيدة الاسلامية. ولكن الاسلام انتقد بقسوة سياسة اليهود تجاه الاسلام وإنهم ناصبوه العداء وساعدوا المشركين؛ لأنهم لا يؤمنون بأنبياء من غير نسل إسرائيل. إن السياسة تختلف بالطبع عن العقيدة فالعقيدة قيم عليا والسياسة مصالح عملية. ألم يقل المسيح: “مملكتي ليسن في هذا العالم”.
س: هل كان اليهود أيام الرسول يمثلون كل يهود العالم، أو أن هناك قبائل أخرى يهودية تسكن دولا أخرى؟
ج: أعتقد أن حملة القرآن على اليهود إنما كانت موجهة نحو اليهود في المدينة الذين قاوموا الاسلام وتآمروا عليه. ومعروف بالطبع أن اليهود كانوا يوجدون في مناطق أخرى في الشرق منها فلسطين والشام. وأؤكد أن عداوة الاسلام كانت ليهود المدينة، وأن هذه العداوة جاءت نتيجة لتأمر اليهود على الاسلام وتعاونهم مع مشركي مكة، ونقضهم التحالفات التي كانت قائمة بينهم وبين المسلمين، أما غيرهم فلا مبرر لعداوتهم…
س: هل الادعاءات ضد اليهود موجهة إليهم بغض النظر عن الزمان أو أنها كانت موجهة ضد اليهود في عهد الرسول محمد؟
ج: ما جاء في القرآن عن اليهود من نقد ينطبق على يهود المدينة في عهد الرسول الذين قاوموا الاسلام، أما بقية اليهود فلا ينطبق عليهم لأن من أصول الاسلام أنه: “ولا تزر وازره وزر أخرى” (الأنعام 164)، أي لا يحتمل فريق برئ مسئولية فريق مذنب آخر. ولا ينفي هذا أن القرآن قد اشار إلى بعض ما جاء في التوراة من تمرد اليهود على انبيائهم ونكثهم بالعهود. ولم يذكر القرآن هذا الجانب السيئ إلا بصفة عامة، وليس بالتفصيل الذي جاء بالعهد القديم، ومن الصعب أن نطالب القرآن بأن يكون أحن على اليهود من كتابهم التوراة.
س: ما هو الميثاق الذي أعطاه الله للشعب اليهودي وهل هو سياسي أي قابل للتطبيق في الوقت الحاضر؟
ج: لا يعرف الاسلام موثقا من الله لليهود. إن الله في الاسلام هو إله الكون كله، وإله الناس جميعا ولم يخص العرب المسلمين بشيء. أما ما جاء في العهد القديم من أنه تعالى وعد إبراهيم بهذه الأرض من نهر الفرات إلى نهر النيل، فهذا لا يؤمن به الاسلام، بل ويستبعده، بل ويراه كما لو كان العمل الوحيد لهذا الإله هو أن يكرر هذا الوعد من إبراهيم ثم إسحاق ثم يعقوب ثم موسى كأنه أهم شيء لديه. وماذا يفعل هذا الإله ببقية الناس في العالم؟
هل يمكن التعايش بين الأديان الثلاثة؟
س: كيف يمكن حل التوتر ما بين تأكيد الاسلام التعايش ما بين الديانات الثلاثة مع أن هناك حملة ضد اليهود؟
ج: الاسلام هو الدين الوحيد الذي اعترف صراحة، ومرارا باليهودية والمسيحية، بل وذكر أن هناك أنبياء لم يذكرهم القرآن بالاسم وقد خص اليهود بمنزلة خاصة وجعل الأنبياء والملوك وأعتبر إبراهيم رأس الأديان الابراهيمية الثلاثة. كما أثنى على المسيحية وكرم السيدة العذراء وجعلها سيدة نساء العالمين فضلا عن أن الأديان الثلاثة أسرة واحدة أبوها إبراهيم الذي أنجب إسماعيل الذي منه نشأ رسول الاسلام.
ولم يذم اليهود إلا لنكثهم ولتآمرهم على الاسلام وفكرتهم أن الأنبياء محصورون فيهم كما أشار إلى بعض ما أفاض فيه العهد القديم من تقلباتهم على أنبيائهم. إن ما يدين اليهود ليس القرآن ولكن التوراة…
وقرر القرآن الثواب لغير المسلمين. كما قرر بلغة صريحة أن الناس جميعا لن يؤمنوا بالاسلام.
س: كيف يمكن حل التوتر ما بين نقد عقيدة تأليه المسيح في حين أن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين كأفراد حسنة، وهل السياسة غير الايمان؟
ج: إن نقد ألوهية المسيح لا تعني المساس به-لأنه في الاسلام رسول عظيم وأمه السيدة مريم سيدة نساء العالمين- فضلا عن أن اختلاف الأديان لا يوجد عداوة لأن الاسلام يتقبل التعددية الدينية على أساس المبدأ القرآني:”لكم دينكم وليّ دين”. وما يقرر العلاقة ما بين الأفراد من مختلف الأديان هو مواقفهم من الاسلام، ولم يظهر المسيحيون عداوة للاسلام عندما ظهر بل كانت العلاقة دائما حسنة. وقد أثنى عليهم القرآن وهاجر كثير من المسلمين إلى الحبشة المسيحية لأن بها ملكا لا يظلم عنده أحد كما قال الرسول محمد. لقد قلنا من قبل إن السياسة تختلف عن الايمان لأن السياسة مصالح دنيوية والايمان قيم أخروية. ولهذا لابد ان يكون هناك اختلاف.
و قبل ختام عرض الكتاب لابد من الاشارة إلى سبب صدور هذا الكتاب كما وضح ليّ الشيخ جمال البنا. فهو يريد من هذا الكتاب أن يقيم “ملتقى لحوار الأديان” يكون مهمته إقامة أممية إيمانية يجمع ممثلي المؤسسة الدينية وكل المهمومين بقضية الدين، وكل المؤمنين بالقيم الدينية، مع عدم المساس بالجانب العقيدي في كل دين. وأن يكون الغرض من هذا الملتقى معالجة قضايا تمت إلى الدين بصلة وثيقة، وفي الوقت نفسه تبعد عن حساسيات العقيدة بقدر ما يكون لها أهمية كبرى في حياة المجتمع.جمال البنا – مفكر حر