(( القصة .. وقائعها وشخوصها .. حقيقية ))
هديل فتاة ولدت في مدينة البصرة جنوب العراق لعائلة متوسطة الدخل ولها خمسة اخوة واخوات اصغر منها سناً .
هديل لم تنهي دراستها بسبب والدها الذي أجبرها على الزواج من رجل غني عمره 45 سنة وهي بعمر اربعة عشر ربيعا زواجا دينياً .
هذه قصة حياتي
تقول هديل :
بعد اتمام عقد الزواج عند رجل الدين بحضور والدي وشاهدين لا اعرفهما ، اخذني هذا الرجل الى بيت عتيق في أحد الاحياء الشعبية لمدينة البصرة ، واغتصبني .. نعم أغتصبني ..!
عشت معه على هذه الحال.. كلما أرادني ، يعريني ويغتصبني ، وكان يمنعني من زيارة أهلي ، كنت سجينة ، لايسمح لي حتى التخطي لعتبة الدار ، وكان يحسب علي أنفاسي .. وبعد سنتان، ملّ مني فطردني من البيت شر طردة ..
فرحت بالخلاص منه ، ولكن لما رجعت الى بيت أهلي ، وجدت والدي قد ترك أمي وتزوج باخرى ، وكانت أمي بحال مزرٍ ، لا تجد المال لتعيل نفسها و أخوتي .
خرجت أبحث عن عمل فلم أجد أي عمل غير الدعارة..!
كنت اذهب الى الأسواق والأماكن المكتظة التجاربة وعلى الأرصفة لعل أعثر على أحدهم لممارسة الجنس مقابل المال.
كنت بالنسبه للزبائن مجرد سلعة يفعلون بها ما يرغبون وعليها ان تطيع كي تحصل على المال..
كانوا يجربون معي كل الوضعيات الممكنه وغير الممكنه التي يشاهدونها بالافلام ..!!
واحيانا أتفق مع احدهم .. وأجد أكثر من رجل في المكان يتناوبون على مضاجعتي وبأجر زهيد .. ولا يمكنني الاعتراض لحاجتي الى نقودهم ..!
إحساسي بأني مجرد وسيلة للمتعة لاغير .. ولست انسانة لها مشاعرها وأحاسيسها لها رغبات وأمنيات و ذات كيان .. حقا كنت متألمة ويائسة في داخلي ..
كلما صادفت فتاة بسني أحسبها محظوظة عندما تمر بجانبي حاملة حقيبتها بطريقها للمدرسة .. تنتابني العصبية ولربما الجنون .. ولولا أنانية والدي وجهله وعدم المبالاة لكان حالي حال الأخريات من البنات .. حقا كنت أحسدهن على ذلك ..
كنت أتحدث مع بعض فتيات المدارس في أحايين مختلفة ,,وشعوري كان .. كم هن محظوظات يتحدثن عن المدرسة وعن ذكريات الصديقات والمدرسات.. كنت ألوذ بالصمت عندما يسألنني عن نفسي.. عن اي شيئ يمكنني ان أتحدث ؟؟ عن الزبائن ..؟؟! أو عن أوضاع الممارسة الجنسية ؟؟ ! أم أعطي محاضرة عن الجنس الفموي ؟؟.. ولربما كيف على الفتاة ان لا تؤذي عضو الزبون باسنانها حتى لا تتعرض للضرب والصفع كما أتعرض له انا من بعض الرجال المتوحشين ..؟؟
كنت ومنذ اغتصبني الكهل الذي أشتراني من أبي انام بزاوية اي غرفة أو اي جحر .. أدفن رأسي بين ركبتي سواء كنت عارية أم لابسة ..
وكنت قلما أنام مع زبون على سرير مريح وغطاء ناعم .. كانت متعة بسيطة كنت احصل عليها نادراً .. أنها مسخرة .. أليس كذلك ؟؟
بعد فترة وجيزة هجرت البصرة الى بغداد العاصمة التي لا أعرف عنها شيئا ولم أشاهدها قبلاً .. على أمل ان تتغير أحوالي على نحو أحسن ..
سكنت في غرفة صغيرة نزيلة عند احدى العائلات الفقيرة في احد الأحياء الشعبية لمدينة الثورة ( الصدر بعد 2003 ) في شرقي بغداد.
كنت أقف وأراقب المطاعم الراقية في مناطق بغداد التي تزدحم ليلا بأصحاب المال والنفوذ.. لعلني أحصل على زبون دسم لسداد أيجار غرفتي .. أو بالأحرى قبري بصحيح العبارة، وان أنعم بأطايب الطعام والشراب .. كنت أوفق احيانا وبأخرى اعود الى غرفتي بدون عشاء .. ولا مال.
عادة ما كنت أقف وأنتظر أمام ناد ليلي في وقت متأخر لعلني أجد ضالتي ، وفي احدى الليالي المشؤومة ، وعلى حين غرة .. القت الشرطة القبض علي وأودعتني التوقيف والحجز بتهمة ممارسة الدعارة ..و لكوني غريبة في بغداد ليس عندي من يسندني ، وليس بمقدوري ان ادفع اتعاب المحامي .. حكم علي ثلاث سنوات بالسجن بتهمة الدعارة وبتهمة السب والشتم لدورية الشرطة التي القت القبض عليّ في حينها ..
عدا اغتصاب افراد الشرطة لي .. وجدت الكثير من العذاب في السجن من الضرب والاجبار على القيام باعمال كثيرة بما فيها ممارسة السحاق مع بعض السجينات المتوحشات المحكومات بالسجن لمدد طويلة ، كالقتل والسرقات وغيرها من جرائم الأحكام الطويلة التي يعاقب عليها القانون
ولكني تعلمت من بعضهن الرقص الشرقي .. أقلها كان شيء جديد لاأعرفه ولربما أستفد منه ..!!
خرجت من السجن بعد عفو شامل من الرئيس صدام حسين قبل تغيير النظام عام 2003 بفترة وجيزة .. حيث أمضيت فيه سنة ونيّف من الزمن. .
عدت لممارسة الدعارة وليس لي غيرها من سبيل ، وكانت الأجواء السياسية والأمنية مغبرّة ، فلا كان أحد يبال لما تفعله هديل أو غيرها .. كان الناس مرتابون وخائفون ، ولايعرفون على ما سوف تؤول اليه الأمور.. حصل الذي حصل بعد 2003 دخلت القوات الامريكية بغداد ، وكل شيء انتهى ، بانت الامور على حقيقتها .. والناس تنتظر التالي .. عمّت الفوضى في انحاء بغداد والمحافظات .. ولايعرف بمثل حالي والاخرون ولا احد يتنبأ لما سيحصل ، هرع المسلحون لمجموعات مختلفة الى الشوارع والمحلات والمصالح ومرافق الدولة لتولي الحماية والأمن حسب ما أدعوا ذلك .. ولكنهم في الحقيقة كانوا عصابات للسرقات والقتل والنهب والسلب ، وكل مجموعة يرأسها رئيس العصابة وهو رجل الدين ..!!
في يوم من تلك السنة ، ابحث عن زبون في منطقة قريبة من مدينة الصدر .. داهمتني مجموعة من الشباب المسلحين ، هجموا عليّ ووضعوني بسيارة كانوا يستقلونها ، أعصبوا عيناي بخرقة سوداء وربطوا يداي و قدماي ، ورموني في صندوق سيارة البيك آب ، وتبين فيما بعد بأنهم عناصر من جيش المهدي ..
أنتهى بي الأمر في بيت بعيد وكانوا يتناوبون على أغتصابي أفراد وجماعات طوال فترة اختطافي التي دامت شهرين .. ولم اكن اعرف الليل من النهار ..الى ان قرروا تزويجي من عجوز خرف .. فخرجت الى بيته وعشت عنده حوالي ستة شهور .. ثم سنحت لي الفرصة بالهرب بعد ان استخرجت جواز السفر الى سوريا ..
وصلت الى سوريا بلا مال او معارف ولكني وجدت عمل كراقصة في ناد ليلي .. وبعد انهاء وصلة الرقص كنت اخرج مع بعض الزبائن مقابل المال ..!
تعرفت على رجل خليجي من خلال النادي الليلي وعرض علي العمل في الدوحة قي دولة قطر كخادمة ، وافقت على الفور طالما كان اول عرض عمل شريف في حياتي .. سافرت الى الدوحة بعد ان رتبت احوالي .. ولكني تفاجأت بان عملي ليس خادمة بل راقصة لحفلات ماجنة يقيمها أثرياء خليجيون .. وان وظيفة خادمة كانت للحصول على الأقامة وتسهيل الموافقات ..
الحقيقة عملت كراقصة .. وكنت ادعى الى حفلات خاصة ارقص للرجال لكثير من الاحيان عارية.. واحيانا يقوم بعضهم باغتصابي ولم اكن قادرة على الاعتراض .. وبعد سنه ونصف تم تسفيري وابعادي الى سوريا ، البلد الذي قدمت منه .. بعد مباغتة الشرطة للدار التي كانت فيها مجموعة من الشباب الذين ارسلوا بطلبي للرقص في الحفلة التي اقاموها فأحتجزوني ومن ثم الى سوريا بعد ان شرحت لهم الموقف الذي وضعني فيه ذاك الرجل الخليجي الذي استقدمني الى الدوحة ..
عدت وخيبة الأمل تصاحبني .. لما هذا الحظ العاثر صاحبني حتى بالرذيلة ؟؟ عدت الى نفس النادي الذي عملت به قبل ان اغادر الى الدوحة ، عسى ولعل أدبر حالي ..
مضت الأيام والشهور والسنين وانا على هذا الحال .. كثر العراقيون في سوريا بعد ان ساءت الأحوال في العراق بسبب الصراع والأقتتال الطائفي هناك .. كانت دعوة مكاتب الأمم المتحدة في سوريا العراقيين اللاجئين الى تسجيل اسمائهم لدى تلك المنظمة الدولية لتوفير الحماية كلاجئبن وحصولهم على الأقامة المؤقتة السورية ، وكذلك لتوفير بعض المساعدات المالية والعينية لهم ، كما يمكن فتح باب اعادة التوطين في دول اخرى حسب الشروط والقوانين المرعية التي وضعتها دائرة التوطين وكذلك الدول الموطنة ..
كنت من السباقين لتلبية تلك الدعوة لأشعر بان هناك بصيص امل .. او هناك شيء ما يحميني .. او على اقل تقدير هناك من ينصفني باني لا أختلف عن غيري وهويتي كانسانة لها بعض الحقوق ، كل هذه الافكار وغيرها احسست بها لأول وهلة ، غامرني الفضول بان ابحث عن نفسي .. عن هديل الانسانة الوديعة المحبة المسالمة .. طيبة القلب .. رقيقة المشاعر .. لاتعرف ان تقسوا على احد .. لماذا القدر اختارني دون غيري لأكون هكذا ؟ .. ولماذا كل هذه القسوة والحقد والكراهية ؟ .. هل أنا أملك نفسي ..؟؟ ..لاأدري ..
قدمت جميع الوثائق والمستمسكات المطلوبة الى مكتب الامم المتحدة حصلت من خلالها على بعض المساعدات المالية ، وكذلك تنظيم عدة مقابلات بين فترة واخرى مع المسؤولين في مكاتبها ، اسوة بالباقين ممن قدموا طلبات اللجوء من العراقيين ..
في يوم ممطر و بارد في شتاء دمشقي .. نهضت صباحا متثاقلة بعد سهرة ليل البارحة معطرة برائحة الكونياك ..على صوت رنين هاتفي الجوال .. وكانت المكالمة قادمة من موظف مكتب الامم المتحدة لشعبة اعادة توطين اللاجئين .. يخبرني فيها عن موعدي لاجراء مقابلة مع مسؤول اعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة الامريكية بعد يوم غد .. قلت له ماذا ..؟؟
ــ بربك أعد لي ماقلته لي مرة اخرى ..!!؟
وردّد الرجل ماقاله مرة اخرى .. لم اكن مصدقة ماسمعت .. لربما كان هناك خطأ ما حتما.. لماذا أنا بالذات ؟؟ هل فعلا يريدونني ان اكون في أمريكا ..؟؟؟ ولماذا ..؟؟ لربما هم بحاجة لراقصة ترقص رقصاً شرقياً ..!! وفي امريكا لايوجد راقصات مثلي .. لذا اختاروني أنا ..؟؟!! و..و ..الخ
ضللت أهيم بأفكاري الى مالانهاية حتى موعد المقابلة ..
حانت ساعة المقابلة ولا أدري عن ماذا اجيب عندما يسألني المسؤول .. انا في حيرة من أمري .. هل أختلق شخصية جديدة لي مغايرة عن هديل الحقيقية ..؟؟ أم اقول الحقيقة كلها بأني عاهرة ..وليحصل ما يحصل ..؟؟
بقيت مترددة بين هذه الفكرة و تلك ..
نادى شخصا عليّ.. قفز قلبي قبلي عند سماع أسمي .. وانا أرتجف من ماذا ..؟؟ هل هو الخوف والرهبة .. ؟؟أم الفرحة ..؟؟ هذا الشعور أنتابني لأول مرة في حياتي ، لم أشعر به ابدا ..!!
تبعت الرجل المنادي الى مكتب صغير .. وكانت المسؤولة امرأة بمتوسط العمر ، شامية الملامح ، علت شفتيها ابتسامة الترحيب بي ، وطلبت مني الجلوس .. وأخذت تسألني .. وعند هذه اللحظة قررت ان ابوح لها الحقيقة كلها غير منقوصة .. ولأنها أمرأة تعرف حقيقة الظلم عندما يقع عليها في مجتمعنا الشرقي .. سألتني عن كل شيء .. وأنا اجيبها بكل صراحة وثقة .. تخللتها الدموع والنحيب بصوت عال في كثير من الاحيان للمواقف المؤلمة والتي مررت بها .. هذا شعور بالحزن والصدق أحسه لأول مرة امام الاخرين ، بدون كذب او خداع .. كنت صادقة مع المسؤولة الى أبعد الحدود .. لم يسألني أحد من قبل عن معاناتي ابدا .. الا هذه الأمرأة التي ذرفت دموعها عند سماعها قصتي .. اخذتني بحضنها وقبلتني والدموع بعينيها عند وداعها لي ، وقالت لي سيحصل خيرا في نهاية المقابلة .. ذلك اللقاء، كان المحطة الرئيسة المتحولة في حياتي ..
بعد ستة أسابيع بالضبط من ذلك اللقاء ، رنّ جرس هاتفي مرة اخرى ، واذا بصوت نسائي ناعم بلكنة سورية جميلة تخبرني عن موعد لقاء الوفد الأمريكي القادم من عمان لاجراء المقابلات للمرشحين بإعادة التوطين في الولايات المتحدة الامريكية .. ياللهول .. الخبر نزل عليّ كالصاعقة … لا أدري ماذا أفعل .. صرخت .. بكيت .. قهقهت بصوت عال كالمجنونة .. لا ادري .. وددت في تلك اللحظة ان امزق ثيابي واخرج عارية للشارع لأخبر جميع الناس بان هديل لوحدها ستقابل أمريكا العظيمة الجبارة ..
تكرر المشهد التراجيدي عند اللقاء مع الوفد الامريكي بحضور مترجمة لبنانية كانت برفقة الوفد .. الفرق بين اللقائين .. كانت المسؤول السورية متعاطفة معي تماما وكأن قصتها هي بلساني أنا .. بكت معي نعم .. لانها امرأة وأم أولا .. وشرقية عاطفية ثانيا .. ولكن الامريكي رجل ولايفهم لغتي ولايعرف شيئا عن المرأة الشرقية .. كنت اذرف الدموع عندما أستذكر حدثا او لنقل مصيبة بالأحرى.. لا أرى ردة فعله ابدا .. وجهه أحمر قاسي .. نبرة صوته حادة وخشنة .. لايحرك به جفنا ..غير مبالي ولاينظر بوجهي الا بعد ان تنهي المترجمة كلامها .. يركز نظره على عيني لوهلة ثم يسألني سؤال اخر .. وهكذا حتى نهاية المقابلة .. ولكن بعد ان قال .. ان المقابلة انتهت .. ووجه كلامه الاخير الى المترجمة الجالسة على يمينه لا أعرف عن ماذا كان يتحدث .. المترجمة دارت بوجهها لي .. وبأبتسامة خفيفة قالت .. ( انتِ مقبولة على برنامج التوطين للاجئين العراقيين في الولايات المتحدة الامريكية .. وسنتصل بك لاحقا لاجراء الفحص الطبي .. والمباشرة باجراء منح التأشيرة بعد ظهور نتائج الفحص الطبي والاجراءات الامنية ) .. خررت صريعة .. لم أتمالك نفسي .. ولكن ساعدا أحمر تلقفني من على خصري وشدني بقوة جنبني السقوط على الأرض.. واخذ يصيح بي
(؟ Are you Ok)
كرر هذه العبارة اكثر من مرة .. سحبني والمترجمة الى اريكة بجانب المكتب ، وأجلسني عليها ، واخذ يربت على كتفي مطمئنا .. جلب لي قدح من الماء ممسك به وانا اشرب من يده.. نظرت الى وجهه تغير لونه من الاحمر الى القرمزي الداكن .. وعندما وقع نظري عليه ابتسم لي مطمئنا ومهنئا .. وقال من خلال المترجمة التي ساعدته على حملي للاريكة .. ( ستتذكرين ذلك الموقف في اللحظات السعيدة وانت في امريكا ) .. شدني من يدي وودعني لابقى مع المترجمة لاستكمال الاجراءات المطلوبة وشخص امريكي اخر .. وتبين فيما بعد ان هذا الشخص الذي قابلته كان طبيبا نفسيا مكلفا من دائرة الهجرة الامريكية ..
بين الفرح والحزن والمآسي والاهوال ..أصبح الحلم حقيقة ..
بعد مايقارب السبعة شهور .. ركبت الطائرة المتوجهة من مطار دمشق الى فينا ومن ثم الى نيويورك .. ومن نيويورك الى ولاية جورجيا .. الجنوب الامريكي البعيد الذي لم اجد عراقيا او عربيا واحدا هناك في مدينة بعيدة عن أتلانتا العاصمة ..
كانوا هناك في أمريكا ينادونني بـ
(MISS ).
. وفي العراق ( قحبه ) وفي سوريا ( شرموطه ) ..!!
في امريكا شجعوني على تعلم اللغة الانكليزية قراءة وكتابة .. كي اعرف حقوقي وواجباتي .. ولكي اندمج بالمجتمع الامريكي ..
في العراق أجبروني على ترك المدرسة .. وزوجوني لاكون عار عند المجتمع العراقي ..
في أمريكا تعلمت ان احب نفسي اولا كي احب الناس ..
في العراق كرهوني في نفسي حتى أشذ عن الاخرين واكره الناس جميعا ..
في أمريكا حصلت على شهادة الدبلوم تدريس في المدارس الابتدائية..
في العراق حصلت على شهادة الحكومة العراقية في فن البغاء والمناكحة..
في أمريكا تزوجت وانا معلمة من مدير في بنك كبير ومعروف ..
في العراق تزوجت وانا طالبة مدرسة من ثور نكّاح يكبرني 31 سنة ..
في أمريكا أنجبت طفلان رائعان في ظل اسرة سعيدة ..
في العراق فقدت طفولتي وضيعتني أسرتي ..
في امريكا تعلمت بان اكون صريحة مع نفسي ومع الاخرين ..
في العراق تعلمت الكذب والرياء والنفاق مع نفسي والاخرين ..
في أمريكا تعلمت بأن لا أتنازل عن حقوقي ابدا .. وان لا اهمل اي من واجباتي تجاه اسرتي والمجتمع ..
في العراق تنازلت عن حقوقي وواجبي ان أرضي الزبائن جنسيا ..
في امريكا أنا سيدة و أم و زوجة و معلمة و متطوعة للاعمال الخيرية والانسانية ..
في العراق انا زانية وعاهرة وبغي وفاسقة وكافرة وأستحق الرجم والموت ..
فهل أنا عاهرة ..أم ان المجتمع هو العاهر؟؟
ما الفرق بين ان يبيعني أبي غير المجبر على البيع ..او ابيع نفسي مجبرة من اجل لقمة خبز..؟؟
هل الخلل بي أنا .. أم الخلل بالدولة بحكوماتها ودساتيرها وقوانينها ونظرتها للفرد والمجتمع .؟؟
أيوب المفتي
bcp de différence entre notre culture et celle des pays avancés ,impossible qu’un cas tel celui là notre socièté l’aide à réussir