بعد سوريا التي يقتل شعبها بسلاح روسي وامريكي بصورة تكاملية التحق العراق بمأساة الابادة الجماعية بسلاح مشترك امريكي وروسي! ولئن كانت امريكا دولة عريقة في امبرياليتها ونزعتها الاجرامية في التعامل مع الشعوب الاخرى فان روسيا تدخل عضوا جديدا في نادي الدول الامبريالية، وبنفس التبريرات الامريكية : الامن والمصلحة القومية! اليوم بدأ قتل العراقيين بالمروحيات الروسية التي استلمتها حكومة المالكي مؤخرا وكان اول استخدام لها ضد الشعب العراقي في الانبار وصلاح الدين ونينوى!
روسيا لم تشترط على المالكي عدم استخدام السلاح الروسي ضد شعب العراق، اما امريكا فقد قدمت للمالكي دبابات ابرامز وصواريخ استخدمها ضد الشعب العراقي في الانبار مع انها تشترط على كل نظام عربي تبيعه السلاح ان لا يستخدم ضد اسرائيل، اليوم رأينا تكامل وظيفة المروحيات الروسية التي تقصف من الجو ابناء الانبار مع وظيفة دبابات ابرامز الامريكية التي تقصف من الارض ابناء العراق وتهدم بيوتهم وتمزق اجسدا اطفالهم!
سلاح امريكي يقتل العراقيين ويقدم مع معرفة امريكا انه سوف يستخدم ضد الشعب وليس ضد عدو خارجي، وسلاح روسي يقدم للمالكي مع معرفة روسيا انه سوف يستخدم ضد العراقيين، واستخدم فعلا ضد الشعب العراقي، فما الفرق الان بين روسيا وامريكا؟ اننا ننتظر ضغطا روسيا لمنع المالكي من استخدام السلاح الروسي مجددا ضد العراقيين ولنفترض انها لم تعرف الا الان باستخدامه ضد الشعب والمدنيين، ولكن حتى يحصل ذلك فأن الضرورة تقتضي لفت نظر روسيا الى بعض معاني ونتائج هذه السياسة القصيرة النظر والتي قد تنهي عقودا من الصداقة مع العرب خصوصا مع العراق وتنشأ بدلها عداءات عميقة ستضع الاتحاد الروسي امام تحديات لن يستطيع مهما فعل ان يتجنبها، ومن المؤكد انها ستحرم روسيا من الاستقرار وتحقيق الاهداف التي وضعها بوتين لتحقيق تقدم واسع :
1 – ان اصطفاف روسيا مع امريكا في تزويد اعداء الامة العربية، وتحديدا في العراق وسوريا وايران، بالسلاح القاتل ليس مجرد عملية تجارية كما تبدو ظاهريا بل هي رسالة عدائية لشعب العراق وعموم الشعب العربي تقول بان روسيا تضع المال قبل حق الشعوب في الحياة وحماية النساء والاطفال والرجال من القتل والتشرد الذي نراه الان في العراق وسوريا. وهذا التطور يجعل الرأي العام العربي تدريجيا يزداد اقتناعا بان روسيا في عهد بوتين لاتختلف من حيث الجوهر عن امريكا.
2 – مادامت المصلحة الانانية، وليس المصلحة المعقولة التي لا تحرم الملايين من حق الحياة، هي حافز روسيا بوتين فان من حق كافة الضحايا ان يعاملوا روسيا بالمثل، وهذا حق طبيعي لاشك فيه.
3 – اذا ظنت روسيا انها قوية بما يكفي لقهر ارداة الشعوب فهي مخطئة لان امريكا اقوى منها بكثير واغنى منها بمسافات طويلة، واكثر خبرة في ابادة الشعوب، ومع ذلك هزمت ودفعت رغما عنها الى الانحدار من قمتها الى مستنقع الهزيمة والتراجع وفقدان الدور الاول في العالم، فهل روسيا مستعدة لتعريض نفسها للانتحار الحقيقي؟
4 – واذا ظنت روسيا انها محصنة اكثر من امريكا ضد ردود فهل الشعوب الاخرى فهي ايضا مخطئة فامريكا كانت ومازالت اكثر حصانة بما لايقاس من روسيا الهشة التكوين، وما تواجهه روسيا الان في القوقاز لا يوجد مثله في امريكا مما يجعلها معرضة للانتقام والرد بنفس منطقها وسياساتها من قبل ضحاياها. وعلى بوتين ان يتذكر جيدا ان دعم اطراف عربية قليلة حاكمة لشعوب البلقان في الاتحاد الروسي قد وضعه على صفيح ساخن وعندما تتوفر قناعة بان روسيا دولة معادية سوف ينشأ اجماع اغلبية عربية واسلامية شعبية وحكومية محوره الرد الفعال على روسيا وعندها يصبح السؤال هو : هل سيبقى الاتحاد الروسي؟
واذا ظن بوتين ان التاريخ انتهى بهزيمة العرب، وان روسيا صارت دولة متحكمة في مصائر الشعوب مثل اي دولة امبريالية فهي واهمة، ونذكره بان امريكا التي كانت متقدمة على روسيا في كل شيء وصلت حافة الانهيار وهي في ذروة قوتها لانها واجهت شعبا لا يستكين ولا يخضع لابتزاز الابادة الجماعية هو شعب العراق بقيادة طليعته المسلحة المقاومة العراقية. الشعب العربي قوة جبارة وخلاقة وسترون كيف سيهز العالم برمته. وعلى بوتين ونظامه ان يفهم ان دمائنا ليست ماء، وان التوازنات الحالية مؤقتة وقصيرة وسيرى بعينيه هذه الحقيقة غدا رغم انف من يريد للعراق ان يبقى اسير خطة تفكيكه.
5 – ليتذكر بوتين بان امريكا والغرب لم يكن ولن يكون صديقا لروسيا، مهما تنازلت ومهما قدم بوتين حفلات يغني فيها بقدراته الفنية الجيدة في امريكا امام نخبة من فناني هولي وود لكسب الرأي العام فيها، ولذلك يجب ان لاينسى ولو للحظة واحدة ان امريكا سترحب بشدة باي توجه عربي واسلامي واسع جدا لخلق مشاكل لروسيا سيضم اطرافا ليست ضد روسيا حتى الان.
6– ثمة اجماع على ان امريكا تدعم ما يسمى زورا ب(الاسلام الشيعي) ضد ما يسمى زورا ايضا ب(الاسلام السني) من اجل تفكيك الاقطار العربية خدمة للمصالح الصهيوامريكية، وبعد بروز تناقضات ثانوية بين امريكا وروسيا سابقا نرى روسيا الان تتبنى نفس الموقف فتدعم طرف اسلاميا ضد اخر وتقدم له كل وسائل الابادة الجماعية والتطهير العرقي والطائفي، ولنفس الهدف الصهيوامريكي كما هو واضح : اشعال حروب طائفية في كافة الاقطار العربية. هذا هو موقف روسيا مثلما هو موقف امريكا كما نراه اليوم خصوصا في سوريا والعراق.
ان الدول الامبريالية القديمة، وهي الدول الغربية، والدول الامبريالية الجديدة مثل روسيا تلتقي حول قاسم مشترك هو اشعال الفتن الطائفية في الاقطار العربية ويبقى الهدف المركزي هو تقسيم وتقاسم الاقطار العربية، مع ملاحظة ان امريكا هي التي اشعلت المعارضة الاسلامية المسلحة داخل الاتحاد الروسي، لنفس الهدف وهو شرذمة روسيا وتقسيمها، فهل يقدر بوتين النتائج الخطيرة للمساهمة الروسية في اشعال وتغذية الفتن الطائفية في الاقطار العربية والتي يذهب ضحيتها المئات يوميا.
اذا كان بوتين يعتقد بان ما يسمى ب(الاسلام السني) الحاكم يقف وراء المعارضة في القوقاز لذلك فهو يدعم ما يسمى (الاسلام الشيعي) تنكيلا بالاول، فان هذه النظرة قاصرة ومقصرة بل خطيرة على الامن الروسي ليس في المستقبل البعيد بل في القريب منه. ان هذا التقسيم بين اسلام شيعي واسلام سني ليس سوى تقسيم امبريالي دعمته ايران لانها دولة قومية واقعا وفعلا لديها مطامع معروفة في ارض العرب ومياههم، بينما الواقع يقول بان المسألة الاساسية هي تحرير الامة من الغزو الاستعماري بكافة اشكاله بما في ذلك الشكلين الروسي الجديد والايراني المعتق.
7 – واليوم وقد ابتدأت معركة الانبار لتضع الثورة العراقية المسلحة امام مهام مرحلة الحسم، على روسيا ان تفكر عشر مرات قبل مواصلة دعم المالكي لانها ستصبح شريكا في جرائم ابادة شعب العراق وسوف نعاملها مثلما تعاملنا مع امريكا.
8- دم العراقيين والسوريين يا بوتين ليس ماء ولن يكون ماء ومن يسفح هذا الدم كما تفعلون في العراق وسوريا عليكم ان تدفعوا الثمن في الزمن المناسب، وعليك ان تسأل مستشاريك غير الكذابين، مثل سفير روسيا السابق الفاسد في العراق، عن طباع العراقيين سيقولون لك بان العراقي لا ينسى الاساءات مثلما يتذكر بحدة من قدم له الخدمة، ونحن الان نسجل كل شيء.
9 – واذا راهنت على ان العرب يحتاجون لسلاحك مستقبلا بعد تحرير وطنهم خصوصا تحرير العراق وسوريا من الاستعمار الايراني، فانت واهم لان العالم لم يعد كما كان، والسلاح متوفر لمن يدفع وسندفع لاجل شراء السلاح لحين العودة الى انتاجه والاعتماد على الذات، ولذلك لا تراهن عل عجزنا نتيجة حاجتنا لسلاحكم. وتذكر ان من هزم امريكا يستطيع الرد عليكم بطريقة مناسبة.
10 – نحن من جهتنا حريصون كل الحرص على المحافظة على علاقات صداقة مع روسيا ولكن الصداقة ليست عشقا من طرف واحد فهذا غباء ومساهمة في تدمير الذات، لذلك ننتظر منكم موقفا واضحا ليس اقل من الحياد الفعلي.
فهل تنصت يا بوتين لمصلحة روسيا المستقبلية؟ ام ستواصل تقديم ادوات الابادة لحكومة المالكي ونسختها في سوريا؟
Almukhtar44@gmail.com
28/12/ 2013
الرد على مقالة صلاح المختار
من يقرأ هذه المقالة يبدو له انها تصريحات للناطق الرسمي بلسان منظمة القاعدة الارهابية ، وليس من كاتب مقالات.
السيد صلاح المختار يتكلم عن استخدام الاسلحة والمروحيات الروسية لقتل (العراقيين) متاثرا بلقطات تلفزيونية نشرت مؤخرا للمرحيات وهي تقصف معسكرات القاعدة ومقرات الارهابيين المختبئين في وديان والصحراء الانبار القريبة من الحدود السورية .
اي عراقيين تضربهم مروحيات العراق ؟ الم تشاهد انهم جرذان الصحراء الذين عاثوا في ارض العراق فسادا وذبحا للابرياء وتفجير الناس بالمفخخات في الاسواق والشوارع ؟ العراقيون الشرفاء والابرياء يا صلاح المختار لا يسكنون الخيام وسط الصحراء ويكدسون الاسلحة والمتفجرات ويخطفون المسافرين على طريق بغداد – الاردن ويقتلونهم بدم بارد ، الم تشاهد فيديو عصابات القاعدة الاسلامية وهي تقتل سواق الشاحنات السورية على الخط الدولي قرب صحراء الانبار لمجرد انهم من الطائفة النصيرية ، بحجة انهم لا يعرفون عدد ركعات صلاة الفجر، وكأنهم وكلاء الله لتطبيق شريعة قتل الابرياء لمن لا يعرف الصلاة وعدد ركعاتها . هل تدافع عن قتلة مجرمين لا تسكن الرحمة والشفقة في قلوبهم ؟
الطائرات والمروحيات الروسية او الامريكية لم تطلق النار والقذائف على عراقيين ابرياء يسكنون الصحراء ، بل قصفت معسكرات يختبئ فيها مجموعات ارهابية وشراذم جاءت العراق من دول عربية مختلفة ومن الذي تم غسل ادمغتهم بالاسلام السياسي ومن عتاة المجرمين الذين يحلمون بالفوز بالجنة لينكحوا الحوريات بعد قتلهم للعراقيين الابرياء .
الم تسمع بقتل هؤلاء المجرمين الذين تدافع عنهم للمسيحيين في صباح يوم عيد الميلاد على باب كنيستهم في الدورة بتفجير انتحاري .
صحيح اللي اختشوا ماتوا .
انت تقول في هذا المقال :
( وسندفع لاجل شراء السلاح لحين العودة الى انتاجه والاعتماد على الذات، ولذلك لا تراهن عل عجزنا نتيجة حاجتنا لسلاحكم.)
فمن انت يا صلاح الختار لكي تشتري السلاح وتعترف بحاجتكم له ؟
الست انت من تعلن على الملأ انك تتكلم باسم عصابات القاعدة و البعثيين ايتام صدام لكي تطالب بشراء السلاح ؟
ومن تريد ان تقاوم بعد ان خرج الامريكان من العراق وسحبوا جيوشهم ، هل تريد قتل الجندي والشرطي العراقي لكونه يعمل في الدولة ، ام تريد سفك ابناء العراق الابرياء الذين تكفرونهم من كل الطوائف والمذاهب والاديان .
من تمثل انت لكي تقول : ( نحن من جهتنا حريصون كل الحرص على المحافظة على علاقات صداقة مع روسيا ) ؟
هل تمثل انت دولة كي تريد علاقات مع روسيا ام لازلتم تغرقون في طموحكم المريض الذي تحلمون به في الاستيلاء على دولة العراق تحت حكم بعثي او اسلام سياسي تكفيري ؟