الوهابية والولايتية كصناعة أمريكية للحرب الطائفية المؤبدة

الوهابية والولايتية كصناعة أمريكية للحرب الطائفية المؤبدة … لصناعة حرب الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط !!!! انتصارات الخمينية ( الشيعية الإيرانية والعربية ) على الاسلام السني الأكثري، تعبير وتجسيد للانتصار (العقيدي) الشيعي الطائفي على الاسلام الأكثري (السني) منذ إعلان الحرب على التصوف ( الركن الإيماني في الإسلام) …!!!

منذ الدعم الغربي، للقومة الطائفية (الشيعية الولايتية –الملتية ) المسماة بالثورة الإيرانية، وتكليف طهران بقيادة ما كان يسمى قوميا ويساريا بحركات التحرر الوطني ضد الاستعمار، ومن ثم التحالف بين حركات اليسار الشيوعي والعروبي تحت راية طهران باسم المعركة القومية العروبية واليسارية ضد العدو الامبريالي الغربي الرأسمالي، وضد العدو (الديكتاتوري الفاشي البعثي ) الصدامي الذي دعمه الغرب لإطفاء محتوى الهبة الشعبية ضد النظام (الشاهنشاهي) ..لكن الغرب بعد تفكيك قوة إيران العسكرية من خلال صدام )، قام الغرب بتأسيس معركته التالية القائمة حتى اليوم بعد تدمير العراق، وهي الحرب الطائفية الفكرية والسياسية (السنية / الشيعية)، بين إيران التي كلفت بتبني المنظومة الشعارية الثورية المتقادمة ( اليسارية والقومية ) سياسيا، مع محتوى ومضمون طائفي عقيديا لتحقيق التوازن الاستراتيجي بين الأفلية الشيعية المدعومة إيرانيا التي لا تتجاوز العشرين بالمئة من المجموع الشعبي والسكاني الاسلامي العالمي، والأغلبية السكانية للاسلام السني الأكثري .!!..

ما كان يمكن تحقيق هذاالتوازن الشعبي السكاني بين الأقلية الطائفية الشيعية والأكثرية السنية ، لولا الاعتقاد بأن الاسلام السني مهزوم (عقيديا ) أمام المذهب الطائفي الشيعي رغم نفحته الفارسية القومية الإيرانية منذ نشأته، وذلك عبر تسليم العقيدة السنية بالتفوق الديني والسياسي والأخلاقي للشيعة الأقلية على الأكثرية السنية، وذلك من خلال عنوانين رئيسيين ( تقديس علي بن أبي طالب إلى درجة المغالاة بألوهيته لدي بعض الفرق المتشيعة لعلي، وتسفيل معاوية ولعنه وشيطنته إلى درجة تحويل ضريحه إلى (مبولة ) في العاصمة الأموية (دمشق) قرب المسجد الأموي الأثر الإسلامي الأعظم في العالم الاسلامي..وذلك بمفابل (ضريح أبي لؤلؤة الفارسي) قاتل ومغتال عمر بن الخطاب الشخصية الثانية في التاريخ الاسلامي بعد النبي)، أي أن مقابل عمر بن الخطاب المغدور فارسيا، هناك في طهران جثة (أبو لؤلؤة الفارسي ) المقدسة، الذي على كل زعماء العروبة والاسلام ( إسلامويين أو علمانويين) زيارتها رسميا كرمز لدولة (إيران الإسلامية !!! ،بينما جثمان معاوية في مبولة الجامع الأموي في دمشق التي كانت يوما ليس عاصمة الأمويين ومعاوية بن أبي سفيان بل وعاصمة العالم عمرانيا وعسكريا وحضاريا ..
.
كل ذلك كان يتم تحت غطاء دولي أمريكي حتى اليوم بغض النظر عن بعض هبات هياج (ترامب)، وذك لأن الغرب وأمريكا يعتقد أن العدو الإيراني (الشعاري الصاخب ثوريا ) هو الأكثر ضمانا لإسلام تفاوضي (باطني كالنظام الطائفي الولايتي الإيراني والأسدي) …

وذلك مقابل إسلام (وهابي ) لا يصدق أحد في العالم أنه ليس جوهرا عقائديا منذ عقود لكل (حركات وتيارات الاسلام السياسي بمافيها المعتدل)، حتى لدى بعض التوجهات في الإدارة الأمركية التي لا ترى أن الاسلام الإيراني أكثر اعتدالا وتفاوضية، من الاسلام السني التي تسيطر الوهابية على كل منابره الإعلامية ( الرسمية والشعبية ) حتى لدى حكومات فيها حضور وازن للشباب كماهي عليه اليوم …

لكن بالنسبة للأمريكان بتعدد تياراتهم، فهم بحاجة لكلا الإسلامين (الشيعي الولايتي أو الوهابي)، بوصف الاثنين يشكلان النواة العقائدية والسياسية لـ(داعش والنصرة ) بغض النظر عن الغلاف الخارجي المذهبي الطارئ، وهو أطول صراع في تاريخ البشرية بين بيتين من قبيلة واحدة (قريش) لا علاقة للفرس أو إيران أية صلة قرابة بينهما، ولهذا فهي حرب قابلة لأن تكون أبدية، وقادرة حتى الآن على أشعال حروب لعقود قادمة في العالم الاسلامي (الشيعي والسني) تتناسب مع المصالح العليا للدولة الأمريكية العميقة (ما قبل الأوبامية أوالترامبية )، الممثلة لقوى الاحتكارات العليا الهائلة كونيا (جمهوريين أم ديموقراطيين ) ……حديثنا القادم سيكون عن الحرب الوهابية ضد الصوفية والتصوف، التي يتبناها الاسلام الشيعي الإيراني كذبا وافتراء، وذلك لأنه الإسلام الطائفي الأكثر لعبا وتلاعبا بالمقدس الديني لصالح أهواء الدنيا والمصالح السياسية الدنيئة على عكس جوهر التصوف ) الذي جوهره (ولاية القلب وليس ولاية الفقيه)، على حد تعبير الإمام الغزالي …وهذا ماسيكون موضوع حديثنا القادم …

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.