الوضع المتأزم في الخليج لا يستدعي انحيازات بين قطر والسعودية، بل بين الخليج والعرب من جهة وإيران جهة أخرى !!!
تعلق الأستاذة المحترمة نوال السباعي على أرائنا السابقة المتصلة بموضوع الانشقاق القطري عن الموقف الخليجي الموحد في التصدي للتهديدات الإيرانية ، فترى أنها لا يمكن لها الانحياز إلى أي من الموقفين، وهي تقصد بذلك ( بين السعودية وقطر) …ومثلها الكثيرون من القراء العرب الشباب المخلصين الذيى يثير اشمئزازهم الانقسامات العربية …
وفي حقيقة الأمر من وجهة نظرية معرفية ثقافية يستحيل الحديث عن (انحياز بين الشقيقتين الخليجيتين) ،وذلك لأنه ليس ثمة تمايزات نوعية (سوسيو –ثقافية –فكرية – واقتصادية) تستدعي انحيازات نوعية بينهما ،بل هي تمايزات تستدعيها الوظائف الاقليمية لكل دولة على حدة تجاه المجتمع الدولي المصنوع (غربيا : أوربيا وأمريكيا -إسرائيليا ) …
فربما من حسن حظنا الاقليمي أن انتهت المرحلة (الأوبامية السلمية المغشوشة أمريكيا) مع مجي ترامب ممثل المرحلة ( الغضبية ) بعد عشر سنوات من النعومة (الأوبامية ) في السكوت على إطلاق المخالب والأنياب الإيرانية لمعرفة حدودها القصوى بالخمش والتوحش ، بما فيها الصمت الإسرائيلي المشجع لحزب الله لذبح السوريين نيابة عنه …فكان عنوان المرحلة الجديدة، هو أن تأخذ أمريكا (ترامب ) باليمين مأعطته أمريكا ( أوباما) لإٌيران باليسار، وترافقت مع مجيء نخبة سعودية شابة لم تعد تحتمل صبر الأباء
(الأيوبي) على العنجهية والغطرسة الإيرانية …فاندفعت هذه القيادة الشابة لكسب أمريكا إلى جانب الخليج والعرب، بعد الصهيل الإيراني بانهم احتلوا أربع دول عربية ….
لا نظن أن السعودية دفعت مايعادل نصف تريليون دولار لأمريكا، خوفا واتقاء لشر المواجهة مع العدو القطري الرهيب والخطير !!! حيث سارعت قطر بعقدتها القزمية المنتجة أمريكيا وإسرائيليا علنا دون حياء لتتشبه بإسرائيل في صغر حجمها، وذلحك لتتفه الموقف الخليجي وتعتبره موجها ضدها، وفي أحسن الأحوال ضد إيران (الإسلامية ) التي لا يحوز محاربتها حتى لو احتلت أربع دول عربية حسب اعترافها …..
الموقف الأمريكي شديد الوضوح لتنفيث الثقة الخليجية بالنفس حتى بعد النصف تريليون دولار، بتشجيع إحدى دوله الأصغر
( قطر) للانشقاق، لكي يقال إعلاميا أمريكيا ( هل من مزيد ؟؟؟)، إذ ثمة ما هو مطلوب أكثر من ذلك بكثير لكسب الموقف الأمريكي إلى جانب العرب ضد إيران …
وعلى هذافإن الأمر لا يستدعي انحيازا في المنظومة الفكرية والسياسية نحو دول الخليج المتشابهة كتشابه الأوراق في الغابات ، بل إن الأمر يتطلب موقفا نزيها مع الذات والهوية والأنا القومية الحضارية والثقافية : أي إما أن تكون مع العروبة (الحاف بدون أي غطاء ايديولوجي يساري أو يميني) أو مع (إيران حاف فارسية انتقامية بدون أية رتوش إسلامية تخترق من خلالها وحدة العالم الاسلامي طائفيا …
…………………
ما هو سر تفوق الرز السعودي على القطري في شراء ضمير المؤيدين لعروبة السعودية وإيرانية قطر !!!؟؟؟
لم نعرف سر رمزية (الرز ) كتعبير عن الارتزاق والتكسب والفخفخة وفق كل الذين هاجمونا لدفاعنا وتضامننا مع الموقف السعودي الشاب والجريء في عروبته المواجهة (للأيرنة ) الفارسية، والمفترض أن من يكون عميلا للسعودية وقطر أن يكون مطمحه أكثر من الرز كما تم اتهامنا، لأن الرز هوأكل عمومي شعبي حتى لشعوب آسيا الفقيرة ، فالرشوة والشراء تفترض الحديث عن (الكباش والويسكي )، إلاإذا كانت قطر تقدم لضيوفها (التبن والشعير) وليس الرز، كما حالة ما تقدمه السعودية حسب وصفهم …
وهذا لم يحدث معنا قط من قبل، في زياراتنا المتكررة والمتعددة لقطر، لكنا لا نعرف (حالة سر الرز السعودي)، وذلك لعدم زيارتنا أبدا للسعودية، حيث طوال حياتنا لم نعرفها لأننا لم ندع إليها وذلك عكس قطر التي نخاصمها والتي كنا قد زارها مرات عديدة .مع جميع الدول الخليجية ما عدا السعودية.و لهذا فنحن لا نعرف قيمة وأهمية الرز السعودي بوصفه أداة رشوة وشراء سحرية لضمير الآخرين- سياسيين ومفكرين وكتابا عرب ـ إلى هذا الحد الذي يتحدث عنه عملاء قطر باندهاش وغيرة وعدوانية وحسد….!!!؟؟؟؟؟
لكن مع ذلك فشتان بالنسبة إلينا بين موقف السعودية في مواجهة المشروع الإيراني وموقف قطر المتواطيء مع يران !!! هذه ليست المرة الأولى التي فيها ننتقد قناة الجزيرة حتى عندما كان نظهر على شاشتها الجزيرة ، خاصة ( برنامج الاتجاه المعاكس ولمرات عديدة ….
ولم يتغير راينا في الجزيرة بمثابتها وريثة حديثة تكنولوجيا، لخطاب إعلامي شعبوي متقادم ومفوت يعود إلى الستينات، خطاب (عروبو إسلاموي أخواني)، هوتجديد لخطاب الناصري أحمد سعيد، لكنه خطاب مصبوغ بالأخوانية المتصالحة شعبويا مع الايديولجيا القوموية التقليدية ( ناصرية -بعثية )… …حيث موقفنا منها اليوم يحكمه العدوان الإيراني الأخطر من الإسرائيلي على العرب ، وهكذا نحن نميز بين الدور السعودي المتصدي لإيران و والقطري المتأمر مع إيران …