النعل …آخر تقليعات الشباب في اللطم

rodenyباشرت اللجنة الوزارية المكلفة بتوزيع النعل المستخدمة في اللطم في بعض مواكب العزاء في ايام عاشوراء الحالية الى جمعها مرة اخرى في نهاية العشرة الاوائل غدا بعد انتهاء واجب الشباب فيها.
وكانت هذه اللجنة قد استوردت اكداسا من النعل الحديثة من عدد من دول الجوار ودول اخرى متخصصة في صناعة النعل الحديثة مع نعالات “ابو زنوبة”.
وتم خلال الاسبوع الماضي توزيع هذه النعل الحديثة مع البطاقة التموينية لمن يرغب ان يشترك في اللطم في مواكب العزاء العاشوري.
ولم تحدد هذه اللجنة اعمار الذين حصلوا على هذه النعل رغم ان المتابعين لعملية التوزيع تأكدوا ان الكثيرين من الشباب لم يستعملوها في اللطم وانما لأغراض اخرى لم يكشف عنها.
وكانت بعض المواكب العزائية قد ارتأى مسؤوليها ادخال النعل في اللطم من اجل مسايرة العصر واحداث التغيير المطلوب.
وكانت ظاهرة اللطم بالنعل قد بدأت منذ اربع سنوات، كما يشير احد المراقبين من اولاد الملحة، ولكن النعل المستعملة لم تكن بالمستوى المطلوب مما حدا بالجهات المعنية الى استيراد النعل الحديثة.
وعلم احد المقربين من هذه اللجنة والذي لم يشأ ذكر اسمه ان خبير صناعة النعل في اللجنة قد زار احدى الدول المجاورة عدة مرات مما يطلق عليها اعلاميا بالزيارات المكوكية ليشرف بنفسه على صناعتها والتأكد من ادخال المواصفات الفنية التي وردت في العقد الذي يقع في 55 صفحة بحجم (آي فور).
ولم يعلن عن هذه الزيارة الا قبل اسبوعين حيث دعت اللجنة ممن يرغب الى قبول هذه الهدية بمناسبة ايام محرم بغية دعم المواكب الحسينية بالمستحدثات الجديدة.
وجاء في الفقرة الخامسة والعشرون من العقد مايلي:
“يشترط ان تكون جلدة النعال من الاسفل مغطاة بنسيج خشبي من الخشب لكي يحدث الأثر المطلوب اثناء الضرب بها على الرؤوس .ورغم ان مقرر اللجنة تحاشى ذكر نوع النسيج المستعمل الا انه يعتقد ان نسيج خشب الصوان الذي يعتبر من انواع الخشب الثمينة قد استعمل في تلك النعل.
وفي ملحق للعقد كتب على صفحته الاولى (سري للغاية) اشترط المقرر ان يعلن سعر التصنيع مع تكاليف الاستيراد بمناقصتين يحدد في الاولى السعر المعلن وفي الثانية السعر المطلوب من اللجنة الوزارية.
ورغم ان عددا من المرجعيات وقفت بشكل محايد امام هذه الظاهرة الا ان الهمس الذي دار بين المرجعيات الاخرى اشار الى ضرورة ان تمر هذه التقليعة بسلام لحين انتهاء مراسيم العزاء.
فاصل قندرجي:احتج العديد من صنّاع الاحذية والباعة على هذه التقليعة وأكدوا انهم على استعداد لتزويد اللجنة باحذية ضمن المواصفات الفنية في السنة المقبلة.
راحت عليكم يازبلوق وباتا.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.