النظرية النسبية
يروي الصحافي و الأديب أنيس منصور الطرفة التالية :
كنت شاباً متحمساً في الخمسينيات من القرن الماضي، و كانت تلك المرحلة، بداية عهدي بالصحافة، وأذكر أني كنت في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، حين علمت بأن العالم الكبير ألبرت أينشتاين يصعد كل يوم في حافلة عمومية متوجهاً إلى مقر عمله.
في صباح اليوم التالي، توجهت باكراً إلى موقف الحافلات، وانتظرت قدوم العالم الكبير ..
أتى أينشتاين بعد قليل، فاقتربت منه بحذر وأنا أسمع خفقان قلبي، ولا أكاد أصدق عيني، وحينما استقلّ الحافلة، صعدت خلفه وتبعته إلى أن جلست بجانبه وبالكاد التقط أنفاسي من حالة الإنبهار التي أشعر بها، كنت أريد أن أفتح معه أي موضوع لمجرد التكلم معه، فالتفتُّ نحوه وقلت له: لا تتصور مدى سعادتي سيدي، فأنا لا أكاد أصدق بأني أجلس بجانب العالم العظيم أينشتاين ! .. التفتَ نحوي ونظر في عيني وقال: من أين أنت أيها الشاب؟ فأجبت بحماس : أنا من مصر يا سيدي . فقال : أوه .. توقعت هذا، ثم أدار رأسه نحو النافذة، فأردفت : هل لك أن تشرح لي النظرية النسبية يا سيدي؟
نظر إلي باستغراب وقال: تود أن أشرح لك النظرية النسبية الآن، وهنا ؟! فأجبته بحماس : نعم ، نعم إن كان ذلك ممكناً. فقال: حسناً .. سوف أشرحها لك ببساطة وباختصار شديد، هل ترَ تلك الشقراء الجميلة التي تجلس وحدها؟ … أجبته: نعم أراها.
فقال : لو كانت تلك الفتاة الجميلة هي التي تجلس بجانبي، لمرّ الوقت الذي أستغرقه في الذهاب إلى عملي كومضة، أو كرمشة عين، أما وأنك أنت الذي تجلس بجانبي، فسوف يمر نفس الوقت كدهر لا ينتهي ! … تلك هي النظرية النسبية بإختصار شديد.
ساد صمت طويل، وقلت له بعدها وأنا أتصبب عرقاً : حسناً سيدي، الآن فهمت … أشكرك.