الاعلامي توفيق حلاق كتب في موقعه في الفيسبوك:
إلى إخوتنا في جبل العرب , إلى إخوتنا من كل مكونات الشعب السوري .
ما جرى في ثكنة سد العيّن ( صلخد )بالتفصيل:
صدر عفو من الرئيس المخبول عن الشبّان الدروز الذين امتنعوا عن الالتحاق بجيش النظام و عن الشبّان الذين فرّوا من ثكناتهم و قطعهم العسكرية و التزموا بيوتهم رافضين معاودة الالتحاق و المشاركة في قتل الشعب السوري لوعيهم التام بأن إشراكهم في المعارك الدائرة هي محاولة لزجّهم في آتون الحرب الطائفية لأنهم وكما قالوا: يتم زجّهم في مقدمة المعارك كي يُقتلوا…
عندما صدر هذا العفو اشترط هؤلاء الشباب لكي يعودوا إلى الخدمة العسكرية أن يكملوا خدمتهم العسكرية في السويداء وعلى أرضها و ضمن ثكناتها رافضين الالتحاق بالقطع العسكرية خارج نطاق المحافظة وقالوا على حد تعبيرهم: أننا لن نقاتل أحدا ً خارج أرض السويداء و لكن من أراد دخول السويداء و الاعتداء على أهلها فسوف نكون له بالمرصاد ، و فعلا ً أخذوا وعدا ً بذلك، بأن يكملوا خدمتهم العسكرية داخل السويداء.
فكان مركز الالتحاق والتدريب هو ثكنة سد ّ العيّن القريبة من مدينة صلخد.
التحق بثكنة سد العيّن قرابة الـ 400 مجند ، وبعد التحاقهم بأيام قليلة هبّت عاصفة ألكسا و وصلت سماكة الثلوج إلى 50 سنتيمتر تقريبا ً و خلال فترة العاصفة عانى هؤلاء المجندون من البرد و الجوع لأن النظام لم يؤمن لهم حاجياتهم من الطعام و الملبس و الخيام , فساءت أحوالهم الأمر الذي دفعهم إلى محاولة الخروج من الثكنة و العودة إلى بيوتهم و لكن تم منعهم من مغادرة الثكنة بالقوة .
استطاع بعض هؤلاء المجندين الاتصال بأهلهم الذين ذهبوا إلى أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية و هو الشيخ يوسف جربوع و أخبروه بحال أولادهم فوعدهم خيرا ً. قام الشيخ يوسف بالاستفسار عن الوضع في الثكنة وعلم بطريقته الخاصة أن النظام ينوي القيام بمهاجمة الثكنة متنكرا ً بزي جبهة النصرة و قتل الـ 400 مجند , فجهز فرقة من المشايخ و سلّحها بالسلاح الخفيف و أرسلها إلى ثكنة سد العين لفك أسر المجندين .
وصلت الفرقة إلى الثكنة فمنعها الحراس من الدخول فهدد المشايخ الحراس بحرق الأخضر و اليابس إن لم يتم السماح لهم بدخول الثكنة ، وفعلا ً دخلوا الثكنة عنوة عن حراسها و التقوا العقيد قائد الثكنة و هددوه إن لم يقم بإرسال الـ 400 مجند إلى بيوتهم . في البداية رفض و لكن تحت ضغط القوة و التهديد سمح للـ 400 مجند بالخروج مع المشايخ إلى منازلهم.
و فعلا ً تم لهم ذلك و لكن قام هذا العقيد بإرسال تقريره إلى الجهات العليا ذاكرا ً فيه أن مشايخ الدروز اعتدوا عليه و سبّوا النظام و كانوا يريدون السيطرة على الثكنة. فصدرت مذكرات توقيف بحق هؤلاء المشايخ و احمرّت عين النظام على الشيخ يوسف جربوع . وبعد أن فشلت محاولة النظام بارتكاب مجزرة بحق شبابنا في ثكنة العيّن و بعد أن انكشفت نيته أمام أهالي السويداء ، وعد الشباب بالأمان و عدم المس بهم و أن ما انتشر من نيته في قتلهم كان كذبا ً و افتراءً ووعدهم نيته بعدم إخراجهم من حدود السويداء إن هم التحقوا مجدداً بالثكنة و قام بجلب المؤونات من طعام و لباس لهم . و للأسف صدق بعض الأهالي وعوده و أرسلوا أبناءهم مجددا ً إلى الثكنة . كان النظام المجرم يريد تنفيذ مجزرة بحق 400 مجند درزي و يتهم النصرة بها لولا انكشاف مخططاته على يد الشيخ يوسف جربوع الذي سارع لإفشالها، ولكن من يدري فقد ينفذها مرة ثانية فمثل هكذا نظام لا يردعه عن الإجرام وارتكاب المجازر إلا الله تعالى . هذه هي القصة كاملة أستاذ توفيق و لك جزيل الشكر.