لم يكن في سوريا لا “جبهة نصرة” ولا اي من التنظيمات المتشددة، باستثناء تلك التي كان النظام يفبركها ويستعملها للتخريب في دول الجوار. اساساً كان هناك اطفال درعا الذين سحق النظام اصابعهم لمجرد كتابة كلمة “ارحل”، ومنذ ذلك التاريخ بدأ بتصويرالمعارضين إرهابيين وتكفيريين يجب القضاء عليهم!
المبالغة في الوحشية وتدمير الاحياء على رؤوس الناس والتعامي الاميركي عن المذابح والانحياز الروسي الى القتل والتورط الايراني في القتال، كل ذلك ادى الى تسلل عناصر من المتشددين الى سوريا، لكن نسبة هؤلاء كما يقول “ائتلاف” المعارضة لا تزيد عن 2% قياساً بعديد “الجيش السوري الحر”، في حين يحرص النظام وسيرغي لافروف طبعاً، على الزعم انها ثورة ارهابية وان الثوار ارهابيون ومن عناصر “القاعدة”!
قبل ستة اشهر شكلت دعوة هيلاري كلينتون “الجيش السوري الحر” الى ضرب “جبهة النصرة”، حجة استعملها النظام لتبرير وحشيته في تدمير الاحياء على رؤوس المدنيين، وهو ما زاد من استقطاب المتشددين الذين تسللوا الى سوريا، والآن عندما تعلن “جبهة النصرة” مبايعتها زعيم “القاعدة” ايمن الظواهري وتنأى بنفسها عن فرع “القاعدة” العراقي، الذي كان قد قام اساساً على المتطرفين الذين ارسلهم النظام السوري لمقاتلة الاميركيين، سيجد الاسد وحلفاؤه ما يدعم اصرارهم على الحل العسكري حتى آخر نقطة دم في سوريا!
النظام يواصل ايضاً قصف الذين يؤيدون المعارضة بالاتهامات والمزاعم التي توازي القذائف التي يقصف بها شعبه، فيمضي في التزوير والاكاذيب وقرع الطبول: “الارهابيون قادمون. المتطرفون قادمون… والتكفيريون قادمون “، في هذا السياق وصل التزوير قبل ايام الى درجة تثير السخرية، عندما سرّب النظام ما زعم انها “وثيقة سعودية” معدّلة وممهورة بتوقيع وزير الداخلية الامير محمد بن نايف، وفيها انه يوافق على اطلاق عدد من عناصر تنظيم “القاعدة” المحبوسين في السعودية وإرسالهم للقتال في سوريا!
جاء هذا في حين كان الامير محمد يفتتح في الرياض مركزاً جديداً لتأهيل مجموعة من “المغرر بهم” المتهمين بالارهاب وهم من 41 جنسية، وذلك في اطار سياسة “الرعاية والمناصحة”، التي سبق لأميركا ان اعترفت بأنها نجحت اكثر منها في معالجة مشكلة الارهاب، ورغم ان الخبراء سخروا من الوثيقة المزعومة عندما تبين لهم انها مزورة وبوسائل الكترونية بدائية على طريقة “الفوتوشوب”، يمضي النظام في العمل لتشويه صورة المعارضة ومن يؤيدها!
في لندن سارع وفد “الائتلاف” الى التأكيد لوزراء الدول الثماني الكبرى التزامه فرض القانون وإقامة الدولة الديموقراطية وهزيمة المتطرفين، وذلك في رد فوري على بيان “النصرة” وعلى مزاعم النظام واكاذيبه، وخصوصاً عندما يزوّر “الوثائق” ويفبركها ولكأن احداً لم يتعلم من دروس “الافغان العرب” الذين ذهبوا لمقاتلة السوفيات وعادوا ليقاتلوا اهلهم!
نقلاً عن صحيفة “النهار اللبنانية”