الشيزوفرانيا: مرض انفصام الشخصية, هل هو مرض حقيقى, أم هو جزء من نظام الكائن الحى؟
هو إحدى مكونات الشخصية ألإنسانية و ليس بمرض يظهر عند جميع البشر قاطبة و بتفسير بسيط له لغوياً: تلك هى مجموعة الظروف, الأنماط و السلوك التى يؤثربها العالم و المحيط الإجتماعى و الإقتصادى و ثقافة الخوف التى ينقلها الجيل الأول للجيل الثانى, ففكرة إله الخوف هى الفكرة المسيطرة على العقل البشرى (الخوف من المجهول) الخوف من القادم .. الحياة هى مسلسل قلق لا ينتهى و صراع بقاء لا طعم فيه و إذا قسنا عدد الأيام الجميلة فى الحياة مع عدد الأيام الغير مفرحة, نجدها قصة كانت فى زمن الطفولة المبكرة و حتى الوليد عندما يبكى بشدة ورغم انه لا يستطيع الكلام و لكن بكائه يقول لنا “لقد تورطت عندما تنفست هواء الدنيا” و هذا هو الجانب المظلم من الحياة, أما الجانب الجميل فهى النرجسية, الكل يعلم أن النرجسية كثقافة هى حب الذات و الغرور.
النرجس هى (وردة و لون), وردة فوّاحة محبوبة للجميع, فلماذا إذن لا يحب الإنسان نفسه فهو سر بقائه و ليس سر نهايته
فالنرجسية سمة استمرارية صراع الفرد مع المجتمع و إثبات الوجود و هى حركة ديناميكية جميلة .. نسير بها الى الأمام حتى الاصطدام بحاجز الأنانية فتفقد الوردة عطرها و لونها الزهرى الجميل.
إذن هى الأنانية و هى أول خصلة فى خلق الإنسان, و تأتى من كلمة ((أنا)). أما القديسون و أقصد بهذه الكلمة الناس الذين يقدسون الآخرين فى ثقافة الكفر البشرى, و إنما القديس هو من يمتنع أن تلبسه الأنانية و يكون دوما جسراً للإنسانية و معبر لحديقة الأمل لكى يزور البشر حديقة النرجسية حديقة الأمل المعطرة.
” وَ نَفسٍ وَ مَا سَوَّاهَا فَأَلهَمَهَا فُجُورَهَا وَ تَقوَاهَا ” صدق الله العظيم (سورة السَمش, الآية 7 و 8) يعنى الإلهام الربانى قوة, قوة مجهولة للبشر, مضافة الى الجسد الذى يفنى و الروح التى تبقى و تنتقل الى …
إنى لا أحب مخالفة الناس بالتفكير و لكن دوماً أنظروا ما بعد النهاية و خلف الأبواب, فالتأمل هى صفة الصوفية الفكرية, هى ثقافة امتصاص الحدث و مشاهدة ألوان الكون و هضمها و إطلاق الإلهام و الأفكار المحبوسة فى الذات البشرية التى خلقتها الذات الإلهية التى لا نستطيع تفسيرها, فالإنسان يأتى من المجهول و يذهب الى المجهول. لا يعرف رحلة الحياة و لكن سوف يكتشف رحلة الموت فى حديقة النرجسية الجميلة “جنة عدن”.
فلكى تكون فرح فى الحياة الثانية “جنة عدن” لا تكون أنانياً, فمفتاح تلك الجنة هى النفس البشرية الطيبة المعطاءة !
الأنانية هى الشجرة الخبيثة, و الشجرة الخبيثة لا يمكن أن تكون فى الجنة.