تخبرنا كتب التراث الإسلامي أن حفنةً من المسلمين الأوائل هربوا إلى بلاد الجبشه عندما زاد اضطهاد قريش لمحمد وأتباعه، وأن محمداً قال لهم اذهبوا إلى الحبشة فإن فيها ملكاً لا يُظلم لديه أحدٌ. وتفنن مؤرخو الإسلام في التزييف وقالوا إن اسم ذلك الملك كان النجاشي وأنه أسلم عندما سمع من ذلك النفر من المسلمين عن محمدٍ ودينه الجديد. وعندما مات هذا النجاشي طوبت الأرض لمحمدٍ ورأى موت النجاشي في الحبشه فصلى عليه صلاة الميت في المدينة وسط احتجاج أتباعه وسؤالهم له كيف بصلي على عبد قد هلك.
والآن دعونا ننظر إلى الحقائق التاريخية المعروفة. الحبشة الحديثة ليس لها حدود مع البحر الأحمر حتى يصلها المسلمون الأوائل بقواربهم. مملكة الحبشة القديمة، وكانت تُعرف بمملكة
Axum
(أكسوم) كانت تضم الحبشة الحالية والصومال وأريتريا، ثم أضاف لها ملكها
Ezana
مملكة مروي السودانية التي غزاها وهزمها في القرن الرابع الميلادي. وقد أعلن هذا الملك في العام 331 ميلادي أن المسيحية هي الديانة الرسمية للمملكة، وقد اعتنق المذهب الأرثودوكس الشرقي وأصبحت الكنيسة الحبشية تابعة للكنيسة الأرثودوكسية المصرية بالاسكندرية حتى العام 1959، وكان بابا الكنيسة بالاسكندرية أثانيثيوس يبعث القساوسة المصريين إلى مملكة أكسوم. وقد أصبحت الممالك السودانية كذلك مسيحية واستمرت كذلك حتى القرن الرابع عشر الميلادي عندما تحولت للإسلام.
ببداية القرن السادس الميلادي كانت الكنائس قد انتشرت في كل الجزء الشمالي من الحبشة، وقد أرسل الملك الحبشي غالب Kaleb القائد أبرهة إلى اليمن ليحتلها ويوقف اضطهاد المسيحيين الذي كان يمارسه حكام اليمن الذين بدأت تنتشر عندهم اليهودية.. وعندما جاء الإسلام ذكر هذه الواقعة في سورة البروج المكية عندما قال (قُتل أصحاب الأخدود. النار ذات الوقود. إذ هم عليها قعود). وقد كانت اليهودية تُمارس في الحبشة قبل ظهور المسيحية وقد دخلت إلى الحبشة قبل الميلاد واعتنقتها العائلة المالكة وجعلتها الديانة الرسمية للبلاد. وقد ألّف حاخاماتها سِفراً مقدساً يُدعى
Kebra Nagast.
هذا السفر كان مصدر فخر للأثيوبيين لأنه جعلهم شعب الله المختار. وكان هذا السفر مصدر ميثولوجيا الملك سليمان وملكة سبأ أو شيبا، كما في العهد القديم. فقد جعل هذا السفر الملكة
Makeda
تسافر إلى أورشليم القدس لتتعلم من الملك سليمان أصول الحكم الرشيد. وأنجبت منه ولداً أصبح فيما بعد إمبراطور أثيوبيا.
فما الذي حدث عندما جاء الإسلام؟ يقول سبنسر تريمننجهام في كتابه (الإسلام في اثيوبيا):
J. Spencer Trimingham. 1952. Islam in Ethiopia. Oxford: Geoffrey Cumberlege for the University Press, p. 44.
يقول: وصل المسلمون الأوائل إلى الحبشة بعد الهجرة الأولى عندما كان القرشيون يضطهدون محمداً وأتباعه واستقبلهم ملك مملكة أكسوم
Armah
الذي اسمته المصادر الإسلامية أسامة بن أبجار وأسكنهم في منطقة
Nagash
نجاش في أقصى شمال الحبشة الحديثة. هذه المنطقة يحدها من الشمال والشرق الصومال، ومن الغرب يحدها السودان. أغلب سكان هذه المنطقة الآن من المسلمين الأحباش.
من الواضح أن المصادر الإسلامية كانت تجهل اسم ذلك الملك الذي استقبل المسلمين الأوائل وأسكنهم منطقة نجاش فنسبوا الملك إلى المنطقة وسموه النجاشي ثم زعموا أنه انبهر بسماحة الإسلام فأسلم دون أن يقابل محمداً أو يسمع منه. الحكمة العربية الخالدة التي أصبحت مثلاً تقول إن الناس على دين ملوكهم. وظهر هذا جلياً عندما اعتنق الامبراطور قسطنطين المسيحية في العام 313 فأصبحت المسيحية الديانة الرسمية لجميع أرجاء الامبراطورية الرومانية وأصبحت روما وحتى الآن مركز المسيحية الأول. وكذلك عندما اعتنق ملوك اليمن اليهودية فأصبحت اليهودية الديانة الرسمية لليمن فاعتقلوا وعذبوا وأحرقوا المسيحيين باليمن حتى أرسل ملك الحبشة المسيحي القائد أبرهة فهزم اليمن واحتلها وأنقذ المسيحيين من العذاب. فكيف يُغقل لأقدم مملكة يهودية مسيحية في أفريقيا، والتي اعتنق ملوكها المسيحية وأعلنوها الدياتة الرسمية للمملكة في العام 330 ميلادية وما زال حوالي الثلثين من سكانها مسيحيين، كيف يُعقل أن يستقبل ملكها حفنة من المسلمين الأوائل في القرن السابع الميلادي فيقتنع ويسلم دون أن يقابل محمداً أو حتى يستلم منه كتاباً ولم يكن هناك أي شيء مكتوب عن الإسلام، ولم يكن هناك مصحف ولا حتى تشريع إسلامي معروف. حتى الصلاة لم تكن قد شُرّعت بعد ولا الصيام. كان الإسلام وقتها مجرد شهادة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
يتضح جلياً أن المصادر الإسلامية فبركت قصة إسلام ملك الحبشة الذي لم يكونوا يعرفون حتى اسمه فسموه النجاشي وزعموا أنه أسلم. وبالطبع الفبركة الكبرى تظهر عندما زعموا أن الأرض طويت لمحمد يوم موت النجاشي فصلى عليه محمدٌ صلاة الميت. فالتاريح الإسلامي كله كُتب بعد حوالي مائتي سنة من وفاة محمد وبعد أن غزا المسلمون فارس والعراق والشام ومصر وهيمنوا على الناس في تلك البلاد وأدخلوهم الإسلام عنوةً. وبما أن التاريخ دائماً يكتبه المنتصر، فقد حاول المؤرخون تجميل وجه الإسلام القبيح ووضعوا عليه كثيراً من المساحيق المصطنعة التي بدأت تتساقط عن ذلك الوجه الكالح فظهر لنا على حقيقته المخزية. فلم يكن هناك ملك اسمه النجاشي ولم يسلم ذلك الملك وما زالت المسيحية هي الديانة الغالبة في الحبشة.
١: هؤلاء المعوقين عقلياً وتاريخياً وحضارياً لم يتركو شيء إلا وجعلوه مسلماً ، حتى الأنبياء الذين سبقوا محمد واسلامه ؟
٢: نشكر الله اليوم العم كوكل وإخوانه عرو كل ذالك الزيف الرهيب ، وهاهى أوراق ذالك التاريخ الاجرامي البغيض تتساقط ، كما نشكر ألله لوجود الكثير من المسلمين المتنورين الذين لم تعد تقنعهم تلك الخرافات ، فلا الارض طلعت مسطحة ولا وحمل المرأة اربع سنين طَلَع صحيح ولا النجاشي اسلم ولا أرمسترونك ؟
٣: وأخيراً …؟
أهلا بعودتك للموقع بعد غيبة طويلة ، فالمسلمين قبل الاخرين بحاجة الى قول الحقائق والوقائع الصادقة والصحية ، فالغش والخداع والجور والظلم والغدر والقتل ليست من صفات عُبَّاد الله ، سلام ؟