الموقف من المرأة هو المعيار الأول …..في مصداقية معايير الثورة السورية والثوريين (إسلاميين أم علمانيين !!!
طبعا لن أطنب في المقدمات النظرية للإثبات الفكري والنظري والثقافي الانساني العالمي، أن المعيار الفعلي والتطبيقي للموقف الحضاري والمدني والثقافي الثوري هو الموقف من المرأة …!!
هذه الموضوعة التي حسمها الغرب الأوربي في مسألة معيارية الحداثة الثورية والانخراط بها عالميا،وهي المتمثلة بدرجة الاعتراف بدور ومشاركة وحضور المرأة ….حيث صدمتني وأنا شاب صغير (غولدا مائير) الإسرائيلية وصدمت كل منظومات الثقافة البيئية والمدرسية التي تلقيناها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية المفوتة المهزومة كالفيل أمام الفأر الإسرائيلي …
غولدا مائير التي سميت (أم إسرائيل ) بمعادل )، ابن غوريون ( أبو إسرائيل ) الذي اختارها لمدة عشر سنوات لوزارة خارجيته قبل أن تصبح رئيسة وزراء إسرائيل …وذلك بعد أن صمدت خمسة عشر عاما من القسوة على نفسها، بإرادتها الصوانية وهي تتعالج من مرض السرطان سريا، حتى صرعها المرض وهي في ذروة مجدها برئاسة حكومة إسرائيل عام 1978 بعد فترة حكمها لما يقارب تسع سنوات .. وهي الفترة التي تلت حرق المسجد الأقصى عام 1969 …
حيث بنت غولدا مائير على حرق المسجد الأقصى أهم استنتاج عن مستقبل العرب والمسلمين في العصر الحديث !!! وهو استنتاج لا يزال ساري المفعول حتى اليوم ( ان أمة العرب والمسلمين نائمون وأن إسرائيل قادرة أن تفعل أي شيء !!!)، وذلك عندما تحدثت في مذكراتها عن هذا التاريخ …
حيث أنها تتذكر أنها لم تنم الليل يوم حرق المسجد الأقصى، حيث تخيلت أن رد فعل العرب والمسلمين سيكون بتقاطرهم من كل أنحاء الأرض إلى القدس من أجل الأقصى …لكن عند الصباح تأكد لها …أن إسرائيل قادرة على فعل اي شيء بالعرب والمسلمين …فالعرب والمسلمون لا يزالون نائمين …. !!
لماذا تذكرت هذه الواقعة التاريخية، وحكمة قيادة المرأة الإسرائيلية الفولاذية (أنها قادرة أن تفعل أي شيء بالعرب والمسلمين )، وذلك بعد أن حولت شجاعة جنودنا السوريين والمصريين في حرب تشرين 1973 إلى هزيمة لقيادات العرب والمسلمين …!؟
نعود إلى موضوعنا الأساسي والراهني …وهو أني كنت أتصفح اليوم الفيسبوك، وفتحت على صفحة أحد الصحفيين الذين أحبهم وأثق بموهبتهم الصحفية وصدق أخبارهم، ومصداقية ونباهة تحليلاتهم …إذ هو يكفيه أنه ينتمي إلى (داريا )، لنمحضه ثقتنا بذات الدرجة التي نمحضها لداريا (البطولة والصمود والشجاعة والمقبرة الأسدية ) ..
وذلك عندما حاولت التعرف عليه اكثر ..فقد فوجئت أن ثمة صورة على صفحته تضمه مع صديقين له، مع سيدتين .. تم ذكر اسم واحدة منهن بوصفها زوجة واحد من الصديقين في الصورة، لكن السيدة الأخرى الملاصقة لكاتبنا، كانت الوحيدة التي لم يذكر اسمها أوصفتها . بيد أن درجة التلاصق الصميمي بينهما توحي بأنها زوجته …
لكنه مع ذلك لم يذكر الاسم أسوة بذكر الأسماء الموجدودة بالصورة جميعا، أوأن يشير إلى هوية هذا الكائن المجهول الوحيد في الصورة التي يتحرج كاتبنا الحداثي الديموقراطي من الايماء إليها…. لكن قوة صدامه بالفترة الأخيرة مع الاسلام السياسي، جعلنا نستبعد أن يكون محافظا محرجا إلى هذا الحد في التنكر (لذكر الحريم !!! ) …
لأني أعرف الكثيرين من المحافظين في بيئاتنا الشعبية الذي يقدمون نساءهم باسم ( أم محمد !!! ) أواختكم أم أحمد على الأقل …وإذا بالغ (أبو محمد) في شدة ذكوريته وعنتريته “العروبية أو الإسلامية النائمة “، لا يلفظ كلمة الزوجة …بيد أنه يختصر ذلك بكلمة : ” العيلة ” عندنا بحلب (أم الذكورة والذكوريين ) ….
لكن ذلك كان قبل مشهد (ابو محمد الحلبي ) الذي يجره غيلان الشبيحة الأسدية السفاحين ( سفحا وسفاحا )، وهو يعلن باسم الثورة السورية العظيمة …أن زوجته ( ابنة عمه وتاج رأسه )، كما أثبتت السوريات أمهات الشهداء اللواتي تم تبشيرهن (بأن الجنات تحت اقدامهن ) …!!!