الموقف التركي بين انقاذ كوباني وانقاذ سوريا

erdoghan2هل يغدو السوري عميلا لتركيا إذا أيد الموقف التركي بالربط بين انقاذ كوباني وانقاذ سوريا ؟؟؟؟
د.عبد الرزاق عيد
لو كانت سوريا بخير لأحلت ملفات عشرات (القاذفين شتما بذيئا بما فيها تصوير أعضائهم التناسلية على صفحاتنا الداخلية إلى القضاء تعليقا على مقالاتنا السابقة …ناهيك عن تهديداتهم العلنية والمضمرة بالقتل التي لم تتوقف حتى اليوم …وهؤلاء (أغلبهم من البي كيكي)، وهم يفعلون كل هذه الموبقات تحت راية التحرر الوطني على الطريقة العربية البعثية الطائفية الأسدية في رفع شعارات الحرية والتحرر للشعب الذي عليه أن يصبح قرابين لها !!!
من الجدير بالذكر أني قلت مرات عديدة لممثلي السلطة الأسدية ولكل السلطات الحزبية والسياسية (الشيوعية العميلة للنظام الأسدي)، بأني لا أريد منهم سوى حريتي التعبيرية والكلامية، فأنا لست بحاجة لصداقتهم ولا لمناصبهم حتى أجاملهم ، لأن تعريف المثقف بالنسبة لي، هو المحافظ الدائم على مسافة ضرورية من سوء التفاهم الدائم والاختلاف المتدرج في قربه أو بعده مع السلطة ( دولة أو معارضة )، سلطة سياسية أم ثقافية …
ولهذا قضيت حياتي وأنا أختلف مع الجميع، وأنا أتمثل بنصيحة شيخنا نيتشه بضرورة تغيير الأصدقاء بشكل دائم، حتى الاختلاف مع النفس وذلك لكي لا نتأسن ونتعفن..
ولهذا تعرضت لكثير من الحروب من اليسار واليمين والإسلاميين والعلمانيين، حيث كنت دائما أغير أصدقائي لكي لا يفسد عقلي في مستنقع الركود…لكني لم أتعرض لنقاش حضيضي (مزابلي ) إلا مع مثقفي السلطة الأسدية من جهة ، ومثقفي سلطة البي كيكي ) من جهة ثانية، ولست مفاجأ في ذلك كونهما حليفن من ذات خصائص النوعية الحثالية الرعاعية الدهماوية الواحدة سوسيولوجيا وسياسيا وثقافيا، في موقفهم من الثقافة والمثقفين وفي ممارسة السياسة زعرنة وبلطجة وزعبرة …كما هو تحالفهم اليوم ضد الثورة السورية !!!
إذا أزحنا أكوام الزبالة الكلامية عن وجوه ما يأخذونه علينا …فهو أنهم يجمعون على أني عميل لتركيا وأقبض منها ثمن موقفي أموالا …لماذا ؟؟؟ لأني أؤيد الموقف التركي الداعي إلى (التلازم بين محاربة ارهاب داعش، ومحاربة الإرهاب الأسدي بوصفه هو الأصل، وهذا موقف فرنسا بالمناسبة بل والعالم الذي يحترم الحدود الدنيا للعقل دون عمى المصالح ) !!!
هذا الموقف الدولي العلني الصريح لتركيا، هل يمكن أن يرفضه و يعاديه سوري (إسلامي أم علماني ، يساري أم يميني ) إلا أن يكون طائفيا شبيحا أسديا، أو (حزب لاتيا) أي من الشجرة الخبيثة ( الإيرانية ) !!…
ونحن لا نظن أن أخواننا الأكراد في الوطن لا يشاركونا الراي في أن (داعش وحالش هما وجهان لعملة واحدة ويرضعون من صدر واحد، وهو الهمجية الرعاعية الأسدية العميلة إيرانيا .. وأن كل عميل للنظام الطائفي الأسدي، هو عميل بالضرورة لداعش وإيران ، وإن ادعى اليسارية الشعارية والتحررية الوطنية الكاذبة والزائفة، إن كانوا يسارا عربيا أو كرديا (بككيا ) !!!
هل يمكن أن يكون هناك وطني سوري (بغض النظر عن هويته الدينية أو السياسية) بحاجة للعمالة والدفع له من قبل تركيا ليؤيد ويحيي موقفها السياسي الأخلاقي النبيل نحو الشعب السوري، الذي تتحمل تركيا من أجل موقفها الداعي لمواجهة (داعش وحالش وجاحش) الضغوطات الأمريكية والأطلسية … ومن ثم استخدام زبالة المعارضة (البككية ) والطائفية الأسدية لإحراج الدولة التركية ، وذلك وبتوجيهات مباشرة من قوى خارجية تحرك قواها (العميلة ) في تركيا ..، لدفعها باسم عين العرب ( كوباني) لخوض حرب في خدمة نظام العصابات الأسدي الطائفي العميل بالخيانة الوطنية العظمى لإيران، وذلك بحربه المشتركة معها ضد الشعب السوري الذي يفترض أنه شعبه وأبناء وطنه !!!
هل يمكن للشعب السوري الذي قدم هذه التضحيات الاستثنائية بشاعة وهولا، في تاريخ الانسانية قتلا وتدميرا الوطنه وهجرة نصف سكانه وقتل أطفاله بالكيماوي واغتصاب نسائه …أن يرفض هذا الموقف التركي، حتى ولو كان نظريا ، بل ويدين تركيا وأردوغان وذلك كرمى لعيون (البي كيكي ) الذي لا يحب تركيا (مرضيا وذهانيا )، بل وأن يقدم الشعب السوري كل تضحياته هذه هدية للهذيانات (القوموية العصبوية الغريزية المجنونة للبيكيكي) لكي ترتاح أعصابه القومية المتهيجة …وذلك بأن نطالب كسوريين تركيا أن تقاتل داعش وتبقي لنا ابن الأسد يلتهم أطفالنا، لأن إسرائيل وأمريكا لا زالت بحاجة له حتى ولومؤقتا …وأن هذا الأمر سيسر ويفرح قلوب (البي كيكي) !!!

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.