الطيبة و (العنفوان) الوطني …في مواجهة (الأفعوان) الأسدي
الحوار المتمدن
بعد البيريسترويكا السوفياتية عاشت العصابة الأسدية برئاسة قرصانها التنين الأكبر الأب (الجيفة المتأسنة ) حالة ذعر رهابي من السقوط …
وهو رغم أنه عمم -كعادته – أنه سبق عبر (حركته التصحيحية إصلاحات البريسترويكا السوفياتية!! ..)
لكنه ظل قلقا …فكان لنا في قلقه مساحة نسبية للترويح عن النفس،حد التجرؤ عليه ، وكان حينها قد بدأ يرفع شعار (التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل )، وكان ثمرة هذا التصعيد أن أندربوف القائد السوفيتي الجديد وافق على إعطائه صواريخ إس-إس 21 …
لكني في حينها كتبت مقالة أتساءل فيها حول صدقية شعار التوازن الاستراتيجي هذا ..هل هو توازن مع إسرائيل أو معنا نحن الشعب السوري؟؟؟!!!
وصلتني رسالة من المرحوم يوسف فيصل الأمين العام للحزب الشيوعي ،بعد أن تفاصل مع العائلة البكداشية ، إلى حلب يدعوني فيها إلى ضرورة لقاء معه في أقرب فرصة ….
وفعلا ذهبت إلى موعده في أول سفرة لي من حلب إلى دمشق … وإذا بالرجل (يوسف فيصل -أبو خلدون) يريد أن يوصل لي رسالة من (الأفعوان الأسدي) ،بعد لقاء له معهم في قيادة (الجبهة الوطنية التقدمية ) ..وفحوى هذه الرسالة : أن على مثقفي اليسار الجديد المتأثر بليبراليات الغرب الديموقراطية (المزيفة ) ،أن يعرفوا بأنه لكي يحقق التوازن الاستراتيجي مع الشعب، فأنه ليس بحاجة لطائرات الميغ 29 – ولا لصواريخ سكود …ولا لدبابات (73) السوفياتية الحديثة، ولا لصناعة السلاح الاستراتيجي (ربما يقصد تالكيماوي ) حينها ..
وأن مواجهة الشعب لا تستدعي كل هذه التجهيزات ..وكان الراحل (أبو خلدون ) يعرض وجهة نظر الأسد (مؤمنا مصدقا بمنطقيتها ) ورغم عدم ثقتي بصدق الأسد ومصداقيته …ما كان لي سوى أن أهز الرأس موافقا …حيث لم يخطر على بالي حينها أن اجازف عقلانيا وأسأله عن ضمانة ذلك ، وإلا ستتثبت علي تهمة التطرف والجنوح والطائفية في معاداة النظام ،التي أطلقها علي ليس (شيوعيو الجبهة التقدمية)، بل وشيوعيو المعارضة التي كانت تطمح للحاق برفاقها الجبهويين (البكداشيين ..
بهذه الطريقة كان (الأفعوان ) يكذب علينا وطنيا،عندما نرى عيانيا أن هذا السلاح لم يستخدم إلاضد الوطن وشعبه فقط، ولم يكذب على إسرائيل أبدا !!!
وبهذه الطريقة كان صادقا (مخلصا ) مع إسرائيل بأن هذا السلاح ليس موجها ضدها …بل موجها ضد شعبه الأصولي التكفيري الإرهابي …
وهذا المنهج (الباطني ) ذاته، هو الذي تستخدمه إيران وحزب الله مع إسرائيل لتقبل الحرب (الصوتية الكلامية ضدها ،…) من أجل الحصول على الموافقة الإسرائيلية في دخول التحالف (الحالشي- الجاحشي-الداعشي ) إلى سوريا وتحطيم الكيان السوري كوطن دون أن تحرك إسرائيل ساكنا ،لتتحول سوريا إلى محمية طائفية إيرانية تفاوض عليها إيران بوصفها جزءا من ميزان قواها …تعزز به حربها الإلهية (بوصفها شعوبا، ضد القبائل العرب .. وهي هكذا تفسر الآية الكريمة ( خلقناكم شعوبا (فرسا ) وقبائل (عربا )…وهم (الفرس -الشعوب) الأفضل لأنهم الأتقى، من خلال حاكمية الولي الفقيه للدولة الدينية الذي هو الأولى الأجدر ببيضة الإسلام … وكل ذلك يتم بصمت إسرائيلي وأمريكي وغربي عجيب غريب ..