حلم الانسان مهما يحمل من عقلية او سنوات عمرقضى و عافية يتمتع بها يكون محض قبول واهتمام ووجاهة لدى الاخرين لان طابع الانانية فيه منذ ولدت الخليقة , وهذه الصفات تضمر في اوقات وتظهر في
احيان اخرى تبعا للظرف والواقع , والتسلط ولغة الانا ملازمتان للانسان انثى كان او ذكر , ولاحظنا في وقتنا الحاضر وبعد الاحتلال طفت وجوه غير معروفة على ساحة الواقع كل يدعي وصلا بليلى وهو المناضل والقائد
(وجيب ليل وخذ عتابه) , مستغلا الفراغ و الهرج والمرج الذي ساد في اركان الدولة عموما ووجد
البعض منهم موطىء قدم له في زوايا المركب ليكون ربان سفينة التائهين في بحر لجي , لامن تاريخ يذكر او فعلا يؤثرأومجد يشار له به , الاانه لعبها بذكاء كما يقولون واستغل الفرصة( وما فازباللذات الا الجسور) واتكأ بعدها ليجند صلاحياته وامكانيات دائرته لجهة فاعلة او تكتل معروف او حزب قوي لينضوي
تحت لوائهم ويسير بمركبهم لامن يحاسب و يأمر و سارت سفينة الكثيرين في بلدي الذي تعوزه الخبرة
والكفاءة واساليب القيادة , وللحقيقة نقول ان البعض طور نفسه وبنى مؤسسته من خلال الاستفادة من تجارب الاخرين والارث الموجود فيها , كردت فعل واحيانا تخدمه الظروف ليكون بارزا في انجاز عمل
او انشاء صرحا ومثلما يقولون (الدنيا جايه وياه )ويستمر الحال بهذه الشاكله طيلة السنوات الماضية لينعكس
الواقع على الحاضر والمستقبل , ولذلك نرى بين الفينة والاخرى احباط هنا وفساد هناك لانهم ليسوا اصحاب خبره ويعوزهم الكثير من العلاقات وتراكم الخبرات والامور الفنية والدبلوماسية والاتكيت , ان الرغبة في
التملك والوجاهة قد تحققت بين ليلة وضحاها فاما ان يبقى متنعما بهذه الخيرات او يفتح عليه النيران. اصبح
لزاما عليه ان يعمل لغيره ( جادود معدل )) ساترا عيوبه برقعة قد تكون صغيره او من غير لون , فتراه لايستقر على حال ولايهدأ له بال متنقلا بين زوايا حادة واخرى منفرجه ليبقى في مكانه مدة اطول لانها حققت احلامه
وضمنت مستقبله واتت له بما لايحلم (وشوكت ماتجي هلا بيها )لانه لم يخسر شيء من( لحم ثوره واطعمه) لان
هذا لايرضي غروره بعد ان شعر بان البديل آت لامحاله ليس افضل منه فهو ابن العشيرة المعروفة وابو الولائم المهوله وابو الهله والمرحبه( شلون يبدلونه ) وابو الدفع الذي لايبالي لان مو من جيبه
اما الخبرات والانجازات ورجاحة العقل والاناقة والسلوك السوي فلن تخطر على باله لانه لايمتلكها اصلا , ومع ذلك نقول بالعافيه عليه
لانه كسبها بدمه كما يقولون , اذن عليه ان يتحرك ويطور نفسه لخدمة اهداف بلده وسعادة شعبه و يفهم ان المنصب ليس ترافة تذكر او وجاهة تؤطر او وسامة تحسب او ابتسامة ترسم لا انها فعل وقول وتصرف ورجاحة عقل و صدق ووضوح رؤيا ورسالة اصلاح وهدف اسمى وغاية عظمى وثقافة عالية هو لايمتلكها
عليه اذن ان يكون سباقا لاعداد خطط لمستقبل دائرته واصلاح المفسد منها ومحاسبة المقصرين وتكوين فريق
عمل لاصلاح الواقع وبناء المستقبل ليعلو البنيان ويعمر البلدان و هي الرسالة الحقيقة التي نسعى جادين لايصالها
لاصحاب المناصب والقياديين في بلد يعيش الالام والمعوقات والازمات يوميا وفي دقائق زمنه ولحظات عمره
سنوات عجاف تسير ببطىء لتمر باشلاء جسد محتضر وبطالة لاتعد وخدمات لاتذكر وحصة غذائية
مسروقه وتيار كهربائي مشلول وخطة عمل معطوبه وسرقات عينك عينك من المتنفذين على رقاب الناس او مؤسسة امنية مخترقه وجهاز استخباري مشلول , من الواجب ان ننبه وننتقد ونكتب ونتظاهر لحين تحقيق مانصبو اليه من مسؤول عارف لحقوقه ملتزما بواجباته تجاه دولته وشعبه وليس لحزبه وطائفته وكتلته متى
يتحقق ذلك ؟ سؤال يبقى في الذهن لنستذكره في حياتنا اليومية ,الااننا لن نبخس الناس اشيائهم فهناك الكثير منهم قارع النظام البائد وتغرب عن بلده ودفع ضريبة الخوف والعقاب طويلا لانقصدهم بكلامنا هذا انما هناك حيتان
مختبئة تحت مظلتهم وتعمل باسمهم ونعتقد بدون علمهم الا ان الاساءة تحسب عليهم مزيدا من الحركة والدوران
حول النفس وستكتشفون الكثير من بطانة السؤ وصيادي الفرص والمتملقين .
صبيح الكعبي
Alkaape2007@yahoo.com