المطالبة بفتح معركة دمشق

مركز قاسيون للدراسات الاستراتيجية العسكرية والأمنية والسياسيةdamascus2

تصاعدت كثيرا في الآونة الأخيرة المطالبة بفتح معركة دمشق

فإلى كل من يطالب الثوار بدخول مدينة دمشق هل تعلمون ماذا تعني هذا الجملة؟؟ وماهي ابعادها؟ وهل قمتم بدراسة مستفيضة؟ او هل سألتم أهل العلم العسكري والسياسي من اصحاب الاختصاص عن مدى امكانية تنفيذ هذه الجملة؟

لقد اجبرتمونا بأن نوضح لكم الاسباب وأن نضع بين ايديكم هذه الرؤية المتخصرة جدا من الواقع العسكري والأمني بما يخص عملية دخول دمشق، وإن أي معركة لا يتم الإعداد الجيد لها فإن مسؤوليتها كبيرة من حيث الدماء والدمار، ولذلك أمر ربنا بالإعداد، وأول خطوات الإعداد أن تعلم ماهي القوة التي يمتلكها العدو، ولذلك قمنا بدراسة استراتيجية توضح هذا الجانب ونحن إذ نعرضها عليكم لا ندعو للإحباط، وإنما نريد رفع الهمم وندعو لتوحيد الصفوف لكل فصائل الثورة السورية فإذا ما تم ذلك، فقد حققنا ما أمرنا به ربنا من أسباب النصر وسيتكفل لنا بالباقي من العامل النفسي وقذف الرعب في قلوب المجرمين ووقتها لن ينفعهم عتادهم بل سيكون غنيمة لنا بإذن الله، وإن لم يجرِ الإعداد الجيد وتتوحد الصفوف وتتكامل الجهود فإن أي طرف أو فصيل يقوم بالمعركة منفردا فإن ذلك ضرب من مساعدة النظام وتقويته وكما قيل (ضرب العدو إن لم يقصم ظهره قوّاه)

وهذه الدراسة تشمل المحور العسكري فقط، دون التطرق للحالة الإنسانية، أو السياسية فلها مجالات أخرى ولها أهلها.

الدراسة العسكرية:

الناحية العسكرية يجهلها الكثير من الأشخاص، فالقتال علم وفنون ولا بد له من تخطيط استراتيجي سليم، وهو المأمورين به شرعا وعقلا للأخذ بأسباب النصر الشرعية والمعنوية والمادية.

وتعلمون أنه ورد في السيرة إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم العيون لمعرفة حجم العدو وأخباره، مع أنه مؤيد بالوحي، ولذلك لا بد في أي عملية عسكرية ناجحة أن تأخذ بالاعتبار أمورا غاية في الأهمية لتصل إلى رؤية استراتيجية عسكرية صحيحة.

تقدير الموقف العسكري يتطلب ما يلي:
1.تقدير العدو
2.تقدير الصديق (فصائل الثورة)
3.تقدير الجوار
4.تقدير ودراسة طبيعة الارض والتضاريس

* أولا تقدير العدو: من خلال وجودنا بالجيش سابقا فإن لدينا معرفة تامة بكل القطع العسكرية الموجودة في سورية وخاصة في دمشق وريفها، وهو يفوق في امكانياته النارية والسلاح التدميري وكمية الذخيرة بشكل كبير امكانيات فصائل الغوطة مجتمعة (القيادة الموحدة، وغيرها ) فقد استعد اربعين عاما لهذه المعركة، وبنى دفاعاته في محيط دمشق وفق اصعب الانظمة القتالية الدفاعية في العالم وهي عبارة عن خطوط صد متتالية بحيث ان خط الصدّ الاول يخفف من قوة الصدمة والخط الثاني يضعفها والخط الثالث يوقفها ويعيد الوضع الى ما كان عليه، مستفيدا من خطة الدفاع عن موسكو في الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور والمقارنة للتوضيح البسيط .

– تأمين خطوط امداد بالسلاح والعتاد والذخيرة بشكل مفتوح داخليا ودوليا فهناك اسطول جوي بين مطار موسكو ومطار دمشق وبين مطار طهران ومطار دمشق.

– الفرق في نوعية السلاح كسلاح الطيران والصواريخ المدمرة والبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ والمدفعية المنتشرة في نقاط حاكمة لمدينة دمشق كالجبال والأبنية المرتفعة.

وما حولها وقدرة هذا العدو من هذه النقاط او غيرها الى رصد وضرب كافة التحركات باتجاه الداخل.

– وجود مجموعة من الحواجز بعد خطوط الصد الدفاعية المعادية باتجاه الداخل وانتشار كبير لمجموعات الشبيحة المتوزعة في كل انحاء دمشق.

* ثانيا: تقدير قوة الصديق: إن طبيعة الموقف القتالي لقوات الثورة داخل الغوطة الشرقية والقلمون وبعض الأحياء الدمشقية والغوطة الغربية، فإن القوة الكبرى بينها موجودة داخل طوق محكم على كافة الاتجاهات ومحاصرة بشكل كامل اي بالمصطلح العسكري (القتال ضمن التطويق)

وهو يعد من أصعب أنواع القتال في العالم لعدم وجود مساحات واسعة يمكن الانتشار عليها لقوات الثورة من اجل المناورة بالقوات والعتاد، وكذلك عدم وجود خطوط امداد كافية تؤدي الى استمرارية الاعمال القتالية.

* ثالثا تقدير الجوار والذي يشمل التقدير العسكري للفصائل العسكرية وماهي امكانياتها وهل هي مستعدة لعملية دخول دمشق ؟

ان عملية دخول دمشق تتطلب قيادة عسكرية موحدة وغرفة عمليات عسكرية مركزية لكافة الفصائل والقوى واندماجها تحت قيادة عسكرية منظمة ولا تتبع لاي اجندات لان اي عمل عسكري صحيح على هذا المستوى الكبير والاستراتيجي يتطلب توحيد الموقف العسكري والسياسي من اجل انجاح هذا الهدف.

_ان هذا الامر يتطلب توحيد القوى في المناطق الخمسة على المستوى التكتيكي (الغوطة الشرقيه _الغوطة الغربية _القلمون_ وادي بردى _دمشق الجنوبية) وعلى المستوى العملياتي (درعا _القنيطرة) وعلى المستوى الاستراتيجي (المنطقة الوسطى ).

* رابعا طبيعة الارض والتضاريس الموجودة في دمشق وما حولها الذي هو عبارة عن كثافة بالأبنية التي هي عائق كبير في عمليات الهجوم ويتطلب تحضيرا وامكانيات كبيرة وضخمه جدا وعامل نجاح كبير في عمليات الدفاع وهذه الحالة هي الموجودة على الواقع ولا يمكن لأي شخص من اصحاب الاختصاص الخبير بموقع مدينة دمشق نكرانه، وهذا كله في ظل فرق الامكانيات وطبيعة اختلاف الهدف بالنسبة للثورة وهو الحفاظ على المواطن والدفاع عنه وعن ممتلكاته والمرافق العامة والمؤسسات المدنية الا اذا اضطررنا الى ذلك، وبين هدف عصابات الأسد وشبيحته التدميري الذي يقوم على سياسة الأرض المحروقة ولو كلفهم قتل الشعب وتدمير المدن.

_ ان استيلاء العدو وتموضعه في نقاط حاكمة والتي هي معروفة لدى الجميع ووجود اجهزة رؤية حديثة متموضعة على هذه النقاط والخدمات اللوجستية والعسكرية المقدمة من قبل بعض الدول المعادية للشعب السوري وخاصة في مجال الرصد سواء عن طريق الاقمار الصناعية او عن طريق تقديم المعلومات كل ذلك عوامل كبيرة تشكل عائقا أمام عملية الدخول.

*_ وعدا عن كل ما سبق فإذا أوجدنا مقارنة بسيطة بين الطرفين وهي مقارنة خاطئة بسبب فرق الامكانيات وفترة التحضير لهذه المعركة

نجد ان تركيز القوة الرئيسية للعدو على مستوى سوريا وتموضعها يبلغ حجمه الاكبر في مدينة دمشق ومحيطها.

_ ان الخريطة العسكرية للمواقع العسكرية للعصابة الأسدية توضح لكل ذي بصيرة أن اغلب قوات النخبة موجودة في دمشق والطوق العسكري حولها وتشكل نسبة 60% من قوة الجيش السوري قبل الثورة، وقد حرص النظام مع بداية الثورة إلى مزيد من تحصين العاصمة ليبقى بأمان، وهذا سرد لأهم القطع العسكرية:
1.الحرس الجمهوري حيث بلغ تعداده قبل في بداية الثورة الى 18000مقاتل والذي يتكون من (لواء104مشاة محمول_لواء105 دبابات حديثة_لواء106 ميكانيكي _الفوج 101وهو امني ويعتبر من اقوى القطع العسكري ومعظم افراده من المتطوعين والموالين للنظام ومن طائفته_ الفوج 102 وهو نفس قوة الفوج 101_ الكتائب المستقلة وجميعها مزودة بأسلحة حديثة ومتطورة وبالإضافة الى مجموعات من الشبيحة والحرس الثوري الشيعي وحزب الشيطان)
2.الفرقة الرابعة حيث بلغ تعدادها في بداية الثورة 17000 مقاتل والتي تتكون من (لواء 138 ميكانيكي_ ل40 دبابات _ل 41 دبابات _ل 42 مشاة محمول _فوج المدفعية 154_الفوج 555 انزال جوي _الفوج 666 مهام خاصة _الكتيبة الانتحارية_الكتائب المستقلة بالإضافة الى تعزيزها بالشبيحة وعناصر من الحرس الرافضي وحزب الشيطان)
3.القوات الخاصة بكل مكوناتها والتي تسمى الوحدات الخاصة واغلبها موجود حاليا في دمشق من (الفرقة 14 _الفرقة 15_الافواج والالوية المستقلة: لواء 77 دفاع جوي الباردة والفوج 87 استطلاع، لواء 39كيميا عدرا، لواء 75 دفاع جوي، لواء 55 دفاع جوي مخيم، لواء 155القطيفة (صواريخ سكود)، الفوج الأول والثاني والتاسع حرب إلكترونية، الفرقة السابعة ميكا منطقة زاكية والفرقة الأولى دبابات منطقة الكسوة والفرقة العاشرة ميكا منطقة قطنا والفرقة الثالثة دبابات القطيفة، إدارة المركبات حرستا، وإدارة الوقود نجها، الفرقة 24 دفاع جوي الفوج 157 والفوج 156 و 158 كلها صواريخ ارض –ارض.
4.المطارات: هناك 9 مطارات عسكرية بدمشق وريفها هي الأكبر والأقوى والأحدث والأكثر عددا في الطريان وانظر جدول بالمطارات ومحتوياتها.
5.فروع الأمن وكتيبة حفظ النظام وكتيبة المهام الخاصة، وفروع الامن هي إدارة أمن الدولة، والأمن العسكري : فرع فلسطين وفرع 291 ، وفرع 292، وفرع 293وفرع التحقيق وفرع المنطقة وسرية المداهمة فرع القزاز، والمخابرات الجوية وفرع 279 وفرع المعلومات ، الأمن السياسي شعبة الأحزاب، شعبة الملاحقة شعبة الطلاب فرع المدينة، شعبة أمن المؤسسات، مكتب الأمن القومي لحزب البعث..
6.وجود المليشيات الشيعية الإرهابية الطائفية من عناصر حزب الشيطان والمليشيات العراقية كلواء أبو الفضل العباس ويا لثارت زينب ودماء الحسين وأسد الله الغالب وهي أكثر من 12 فصيل من دول مختلفة جاؤوا لقتل السوريين، وخاصة المسلمين السنة.


This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.