قد يبدو العنوان غريباً لكن الحقيقة ان إيران كانت حاضرة فى المسيحية منذ البدء ففى مشهد ميلاد السيد المسيح كان موجوداً المجوس الثلاثة الإيرانيين الذين اتوا من المشرق حاملين هداياهم وعادوا لإيران دون الرجوع إلى هيرودس لأخباره عن مكان الصبى يسوع ليهلكه، وهؤلاء الثلاثة هم من قديسى الكنيسة الإيرانية وما تزال أجسادهم محفوظة لديها
ووفقا لسفر أعمال الرسل فإن فرتيون و ماديون بين أول من اعتنقوا المسيحية في عيد العنصرة. ومنذ ذلك الحين كان هناك وجود مستمر للمسيحيين في بلاد فارس (إيران). وخلال العصر الرسولي تثبت المسيحية اقدامها في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط بما فيها إيران. لكن ايضاً تم إضطهاد الكنيسة الإيرانية الناشئة من قبل السلطات الذرادتشية
يذكر أن المسيحية أن رغم انتشارها في إيران منذ بدايتها إلا أنها لم تصبح في يوم من الأيام الدين السائد في البلاد (مثل مصرمثلاً ) سواء عندما كانت العقيدة الزرادشتية هي الطاغية، أو بعد غزو العرب لإيران وقد تم ذلك الغزو خلال عدة حملات إستعمارية خرجت من صحراء الجزيرة العربية لإحتلال هذا البلد المتحضر ، وكانت أولى هذه الحملات سنة 635 م ” غزوة القادسية ” بقيادة سعد بن أبي وقاص، ثم تلتها حملة ثانية بعد ست سنوات فى 641م كانت الفاصلة فى غزو المسلمين لإيران وهى”موقعة نهاوند” بقيادة النعمان بن مقرن . وبوجود العرب عاد الإضطهاد يطارد المسيحيين الإيرانيين من جديد وقد كانت ابشع مراحل هذا الإضطهاد خلال القرنين العاشر والثالث عشر الميلادى
أما اليوم فوفقا لإحصاءات تقرير الحرية الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2004 فإن عدد المسيحيين فى ايران يبلغ نحو 300 ألف نسمة آى أنهم يشكلون ما هو أقل من 1 في المائة من تعداد السكان
وبالإضافة لكونهم أقلية ضئيلة، فالمسيحيون الإيرانيون غير موحدين فى الانتماء لمذهب واحد، فمنهم من ينتمي إلى
الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية وهى أكبر الكنائس الإيرانية، كنيسة الشرق الآشورية، الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، بينما تقدر أعداد الإنجيليين في البلاد بنحو 15 ألف شخص
يذكر أنه مسموح للطوائف المسيحية في إيران بالدخول في الجيش، ولهم قوانينهم الخاصة من جهة الإرث والأحوال الشخصية كما أن لهم ثلاثة ممثلين فى البرلمان
وكما هو الحال في الشرق الأوسط الذى يعيش منذ السبعينات حالة من بروز التطرف الإسلامى ، فقد لوحظ زيادة واضحة في معدلات هجرة المسيحيين الإيرانيين، وهو ما أدى لتقلص نسبتهم إلى ما دون الواحد في المائة من عدد السكان، بينما كانت نسبتهم 1.5 في المائة عام 1975. وقد تركزت هجرة الإيرانيين المسيحيين فى أميركا وكندا ودول أوروبا ، وبينما يرجع سبب هذه الهجرة للتعصب وممارسات الثورة الإسلامية ، فإن محللين قريبين من الحكومة يروجون لأن هذه الهجرة كانت هربا من الظروف الاقتصادية فقط . كما تبث وسائل الاعلام الحكومية من حين لأخر مشاهد تبويس اللحى الشهيرة للتدليل على عمق الوحدة الوطنية الإيرانية
وعلى الرغم من وجود حظر على التبشير بالمسيح فى إيران وتخوف الكنائس المضطهدة اصلاً من التبشير صراحة تنفيذاً لوصية المسيح إلا ان عدد المؤمنين في إزدياد خاصة بعد ظهور الإنترنت والفضائيات المسيحية الناطقة بالفارسية الحقيقة أن الحكومة الإسلامية تعيش فى رعب من إنتشار المسيحية فى إيران وتزايد أعداد المتنصرين ، فقد حاولت سنة 1993 إجبار كافة الطوائف المسيحية على توقيع إعلان ينص على أنهم سيمنعون أى مسلم من الإنضمام لكنائسهم وسيرجعونه للإسلام من جديد ؟؟!!! لكن قادة الكنائس رفضوا ذلك وقالوا كيف نرفض من يأتى للمسيح
وقد دفعوا ثمن هذا الموقف ففى عام 1994 إستشهد المطران “حايك هوفسيبيان مهر” رئيس كنيسة “جماعتي رباني” الإنجيلية والذى كان مشهوراً بقوته فى الدفاع عن العقيدة المسيحية والذي رفض مع آخرين توقيع الإعلان ، وقد حاولت السلطات الإيرانية إلصاق إغتياله بحركة مجاهدي خلق المعارضة ، إلا أن المراقبين رفضوا هذا الزعم، واعتبروا أن مقتله جاء ضمن اغتيالات سياسية لكتاب ونشطاء من قبل المخابرات الإيرانية بأمر شخصى من “سعيد إمامي” نائب وزير المخابرات الإيراني
وتقدر منظمات حقوق إنسان غربية مهتمة بحرية العقيدة عدد المتنصرين بحوالى عشرة آلاف إيرانى وهم الذين إستطاعت رصدهم. كما ظهر على الساحة العالمية بعض حالات المتنصرين الذين صارت قضاياهم عنوانأ لمعضلة الحرية الدينية فى إيران ومنهم العقيد /حامد بورماند القائد بالجيش الإيراني، والذي حوكم أمام محكمة عسكرية وأدين بالسجن لمدة ثلاث سنوات يوم 16 فبرايرعام 2005، بتهمة خداع السلطات لتحوله من الإسلام إلى المسيحية!! وهو الأمر الذي أدى إلى تسريحه من القوات المسلحة وحرمانه من معاشه العسكري ، كما أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن العقيد حامد كان قد تمكن من إبراز وثائق أثناء محاكمته تؤيد معرفة قادته لتنصره حيث سمحوا له بعدم الصيام في شهر رمضان
في 21 سبتمبر 2005 تم إعتقال متنصر إيرانى وزوجته المسيحية الآشورية عندما كانا يحضران الصلاة فى إحدى كنائس البيوت وظلا معتقلين حتى حكمت المحكمة الثورية عليهما بالجلد فى يوليو 2007
وبعض المتنصرين تم كشف امرهم بالمصادفة ففى 4 مايو 2007 إصطدمت سيارة شرطة بسيارة مواطن إيرانى وبعد بهدلته من قبل رجال الشرطة الذين كانوا فى السيارة قاموا بتفتيشه وتفتيش سيارته فعثروا على الكتاب المقدس و DVD فيلم يسوع مدبلج باللغة الفارسية، فسألوه عن دينه فأجاب بشجاعة أنه كان مسلماً وأصبح مسيحياً، فتمت إهانته وحبسه وجلده وتعذيبه لكى يرجع للإسلام، وأخيرا بعد ثلاثة أيام من التعذيب المستمر دون توجيه أي تهم قانونية، تم إطلاق سراحه بكفالة مالية نتيجة لجهود عائلته التى كان من الواضح انها كانت تعرف بتنصر إبنها
تينا راد وزوجها آريا
فى 25 يونيو 2008 تم القبض على المتنصرة “تينا راد” 28 عاما ووجهت إليه تهمة “القيام بأنشطة ضد الدين الإسلامي الحنيف” لأنها كانت تقيم جلسات لدراسة الكتاب المقدس للمتنصرين والراغبين فى الدخول للمسيحية في منزلها الواقع شرق طهران. وقد اتهم زوجها المتنصر “آريا” 31 عاما بممارسة “أنشطة ضد الأمن القومي”
وبعد عدة أيام من الضرب والتعذيب تم الإفراج عنهما بكفالة قدرها 50 ألف دولار وقد خرج “آريا” وهو غير قادر على المشى أو الوقوف على قدميه من شدة التعذيب ، وتم تهديدهم بالإعدام وبإنتزاع طفلتهما منهما “4 سنوات” وتسليمها لدرا رعاية إذا عادا للتبشير بالمسيح مرة اخرى
وقد تم خلال السنوات الماضية إعتقال عدد كبير من القساوسة والوعاظ الإيرانيين – خاصة من الإنجيليين – بتهمة التبشير وتم تعذيبهم والتضييق عليهم خلال سجنهم
فى عام 2008 وضعت الحكومة الإسلامية – التى روعتها الأعداد المتذايدة للمتنصرين – قانون (ردة) أسمته “قانون العقوبات الإسلامي”، والذي ينص على تطبيق عقوبة الإعدام على كل رجل ايراني يترك الإسلام، والسجن مدى الحياة للمرأة التى تترك الإسلام حتى تعود إليه، وهو الأمر الذي دفع رؤساء الكنائس الإيرانية بالدعوة للصوم ابتداء من يوم21 إلى 23 نوفمبرعام 2008 رفضا لهذا القانون
وفى سبتمبر عام 2008 مررت الحكومة هذا القانون بأغلبيتها فى البرلمان التى صوتت للقانون الجديد: 196 صوتا مع القانون مقابل سبعة فقط ضده. ويشير ذلك الى وجود رغبة قوية لدى “مرشد الجمهورية الاسلامية” آية الله علي خامنئي في تمرير القانون بشكل نهائي
وتم بالفعل تقديم متنصرتان للمحاكمة بتهمة الردة وفقأ لهذا القانون وهما مريم رستم بور 27 عاما، ومرزية أمرى زاده 30 عاما، يوم الأحد 9 أغسطس 2009
حيث مثلتا أمام ‘المحكمة الثورية في طهران بتهمة اعتناقهما المسيحية وذلك بعد عدة شهور من الحبس الانفرادي، والاستجوابات المتصلة لعدة ساعات وهن معصوبات الأعين، وغيرها من صور سوء المعاملة في سجن “ايفين” سئ السمعة
ونتيجة لظروف الإعتقال السيئة فقدت مريم خلال فترة حبسها كثيراً من وزنها وأصيبت مرزيه بألام مزمنة فى عمودها الفقري وأسنانها بينما منعت إدارة السجن الدواء عنهما. وعلى الرغم من ذلك ففى خلال جلسة المحاكمة سألهما ممثل الإدعاء إذا كن قد عادوا لصوابهما ولدين الإسلام فأجابتا “نعم نحن مسيحيين ” “نحن نحب يسوع”، كما قلن انهن”لا يشعرن بالندم”، بالرغم من سجنهن. وطلب الادعاء منهما “نبذ” إيمانهم”شفهيا بنطق الشهادتين وخطياً بكتابة إقرار بالإسلام” لكنهما رفضتا قائلين
“نحن لن ننكر إيماننا بالمسيح”
ماقل ودل … والسؤال لكل ذي عقل ؟
١: أيعقل هذا يا أمة لا اله الا الله أن يكون الدين بالعافية ونحن في القرن ال ٢١ ، أليس هذا دليل على الإفلاس الدين والخلقي ؟
٢: أين قول ربك يافقيه الشعوذة والدجل من انه يهدي ويضل من يشاء ؟
٣: يكفي رعبكم من الحقيقة المرة التي تدلل على نهايتهم ان عاجلا او آجلا ، فما الإعدامات المستمرة بحق المناضلين والمفكرين والثوار والأبرياء الا دليل على خواء ثورة الدجال خميني المزعومة ‘ وان كان دجالكم القابع في البيت الأبيض سندكم في مسرحية هزلية بزمن الضحك على العقول والذقن لن يدوم وغدا لناظره لقريب ؟