عبدالله بن مطلق بن سيف القحطاني/جدة
لم يرد مصطلح نصارى بأي مخطوطة تأريخية معتبرة لدى المؤرخين التأريخيين وانتشر هذا المصطلح بعد ظهور الإسلام وعندما بدأ الغزو الإسلامي ينطلق للبلدان المجاورة عم وانتشر هذا المصطلح بين عامة أتباع الإسلام تبعا لتسمية قرآنهم ولا عجب لأن الأقاليم كلها كانت مسيحية وذكر بعض الباحثين أن في جنوب الجزيرة كان شائعا هذا المصطلح أعني النصارى تحديدا بنجران لكن بعد رجوعي لمراجع تأريخية غير عربية سريانية آرامية وكذلك بالإنجليزية وجدت أن هذه التسمية لم ترد كاصطلاح إلا بعد ظهور الإسلام وإن كان صحيح أن نجران كان شعبه مسيحيا إلا أنهم مختلفون عن الإيمان المسيحي الحقيقي لتفشي الجهل وانقطاعهم عن الكنيسة الأم فعمت الهرطقة وميزهم بعض الباحثين باسم المريميين وقد قضى أمرهم واندثروا بعد قرن من ظهور الإسلام وهدمت كنائسهم ومحيت أثارهم،
من يقرأ مؤلفات علماء الإسلام من متقدميه ومتأخريه يلاحظ ما قلته تكرارا لما أصله ابن تيمية وللإنصاف وجدت مخطوطات إسلامية قد خطها علماء قبله بقرون لاسيما في عصر التابعين ومن جاء بعدهم وتزامنت مع عصر تدريس وتدوين الحديث والفقه الإسلامي وانتشار المدارس الفقهية وشيوع علم المنطق والكلام وبروز علماء أصول الفقه لاسيما بالعصر العباسي حيث بلغ أوج عزه! وكانت الترجمة بلغت المنتهى بذلك العصر ولعل بعضكم يتسآئل لماذا قلت المخطوطات القادحة بالمسيحية بذلك العصر واشتدت بعصر ابن تيمية ومن بعده؟ الحقيقة للإجابة على مثل هذا السؤال المهم نحتاج لعشرات من المداخلات لكن السبب الرئيس هو علة سياسية أكثر منها عقائدية! المسلمون الأوائل كانت لهم الغلبة بعدما أثخنوا قتلا وأسلمة وتعريبا بالبلدان التي تم غزوها وقامت وقويت امبراطوريتهم فاكتفوا بتكفير المسيحيين مكتفين بما ورد بقرآنهم مع بعض الشروحات هنا والحواشي هناك! أما بعصر ابن تيمية فاقتضت الظروف السياسية وحروب الفرنجة العزف على الوتر العقائدي وتم التسخين والتجييش للعلة هذه فاقتضت الحالة التوسع بالقدح والتكفير والتحريض وما أشبه اليوم بالبارحة!
عرفنالماذا بصدر الإسلام وما أعقبه من أزمان كان علماء الإسلام مشغولين عن المسيحيين بالطعن وقلنا إن الغلبة لهم قتلوا منهم أعدادا غفيرة ونهبوا وسلبوا وأخذوا البنات والصبيان سبايا وأسرى واستوطنوا ديارهم وأذلوهم ولم يكونوا بحاجة للشحن ضدهم إذ الغلبة للمسلمين لكن قام العديد من علماء الإسلام بتأليف بعض المخطوطات التي تكفر المسيحيين ويلاحظ أن هذه المخطوطات امتازت بخفة حدة الخطاب لكنها لم تخرج قيد أنملة عما ورد في القرآن أو الحديث وهذا خطأ علمي قاتل للموضوعية ! كيف العدل وأنت الخصم والحكم! ولازال علماء الإسلام بخطئهم سائرين حتى اللحظة! الباحث المنصف يأتي بالمراجع من الجانبين وإذا أراد دحض مسألة ما فالأولى أن يناقشها من مراجع مقابله لا أن يأتي بها من معتقده وكأنه حكم مسبق واجب النفاذ! المهم استمرت هذه السمة حتى عصر ابن تيمية- هذا الرجل لم تسلم منه فرق اسلامية كثيرة فقد كفر الجميع! كفر الشيعة والصوفية والمعتزلة والمرجئة والخوارج وأهل الكلام والمنطق والإسماعيلية والأباضية والأشاعرة والزيدية إلخ طعن بالكل وسفه الكل وكفر الجمع والجماعة بل أهل السنة الحقيقيون لم يسلموا من شره رغم تستره بعباءتهم!
ابن تيمية أول علماء الإسلام الذي وضع أسسا لم تكن قبله معروفة أو متداولة فمثلا مصطلح السلف! عقيدة السمع والطاعة لولي الأمر! التكفير للمسلم وغير المسلم! وجوب شن الحروب الجهادية! العجيب أن هذا الرجل رغم لذته الجارفة بالعبودية والاستعباد لولي الأمر إلا أن شره قد طال بعض ولاة أمره فسجنوه بالشام وعند الحاجة للسانه في الحروب العدوانية ضد غير المسلم فكوه وأكرموه وبالجند ألحقوه! ولكن للأمانة العلمية لابد من الإشارة أن الخليفة معاوية ومن جاء بعده قد اخترعوا مصطلح وجوب طاعة ولي الأمر لإن معاوية قد خرج على عرف المسلمين بإختيار الحاكم فكانت أول ملكية شمولية دكتاتورية مستبدة في الإسلام بعهده! وهذا مبحث آخر قد أتناوله بوقت آخر لكن علينا أن نعي الحقيقة العلمية التأريخية بدقة أن بعصر معاوية ومملكة الأمويين كان غير المسلم أمرا ثانويا بالنسبة لتفخيم عظمة الحاكم ووجوب طاعته والتسليم المطلق لإرادته وحكمه لأن الأمور مستقرة فوجب حماية المملكة الأموية من الداخل واشغال الشباب بالقتال والتوسع بما يسمونه الجهاد وكان لهم ما أرادوا بعدما بقوة السيف أذلوا المسيحيين خرجوا لشعوب وملل أخرى ونعود لابن تيمية!
للإنصاف ابن تيمية أتى بما لم تأت به الأوائل وأقول يقينا لم يأت بعده مثله اللهم من قلده واتخذه قدوة له وأعني محمد بن عبدالوهاب قبل قرون ثلاثة! وقاربه بالمنهج سيد قطب! لكنه بالثمرة لم يباريه!- وهذا أيضا مبحث آخر قد تتسنى لي فرصة معالجته في قابل الأيام - ونعود لذي بدء ونقول: ابن تيمية امتاز عصره بسمتين أثرتا على فكره ومعتقده وتوجه أولاهما أن مملكة الإسلام توسعت حدا أوجب أن نسميها امبراطورية وقطب شبه أوحد إلا أنها بحقيقة الأمر ممالك داخل امبراطورية وأن الخليفة يملك ولا يحكم بعرف عصرنا! الخليفة ودار الخلافة رمزان جامعان ليس إلا! السمة الثانية أن كثيرا من ثورات وحركات التحرر قد قامت وانتفضت وحاول المسيحيون أن يرفعوا سيف وجبروت الإسلام عنهم لاسيما بالشام وفعلا نجحوا برفع الاستعباد الإسلامي عن ديارهم وسجل التأريخ بشرف شجاعة وبسالة الشعب المسيحي السرياني الآرامي بجبل لبنان حيث لقرون أعادوا دولتهم واستردوا هويتهم وكانوا مثالا للشرف والشجاعة والإقدام -وهذابحث آخر- وقد يسأل أحدكم سؤالا مشروعا: ما علاقة فقيه كابن تيمية بهذا التسلسل التأريخي ولماذا ربطت ابن عبدالوهاب وسيد قطب أصلا ببحثك العقائدي؟
للإجابة على السؤال السابق علينا أن نرجع للوراء قروناحتى وقت نبي الإسلام الكريم محمد وهذا سيفسر لنا كثيرا من القضايا الغامضة والخفايا! فمعرفة ظروف تأسيس الإسلام الاجتماعية والتأريخية والإقتصادية وبظل قبائل عربية متناحرة تعشق الحرب والسبي والغزو يحل لنا مثل تلك القضايا ويكشف مستور الخفايا ويفضح الخزايا! وبالتأكيد لن أفصل إنما أشير! لأني أعيش بعش الدبابير! والعاقل لايقترب من عشها مخافة أن تلسعه لسعة قاتلة مالها من الله رادة! المهم الإسلام أعلنها صراحة على لسان إلهه أنه دولة ودين وأن السيف لابدأن يرفع والخيل لابدأن تعد للأبد! وهذا ما حصل بدءا من تأسيس نبي الإسلام محمد نفسه مملكته مرورا بالممالك المتعاقبة من الأمويين والعباسيين والعثمانيين – طبعا كانت هناك ممالك داخل هذه المملكة الكبرى كالسلاجقة والحمدانيين والفاطميين والتوحديين والدولة الأموية بالأندلس التي بدورها كانت طوائف وممالك إلخ لكن أيضا قد يسأل أحدكم سؤالا ذكيا مهما وبمحله: ما علاقة هذا السرد التأريخي بالشأن العقائدي الذي هو محل بحثنا ؟ والأهم ما موقع المسيحيين من هذا كله ؟ أم تتفاخر علينا بكونك باحث تأريخي؟ لأن صاحب بالين كذاب؟
الباحث بالمعتقدات لابد أن يعرف تأريخها وظروف تأسيسها وبدايات النشأة والأحداث المتعاقبة وتأريخ المخطوطات والمقارنة ليكون بحثه دقيقا موثقا بالبراهين التأريخية لذا كل باحث بالأديان لابد أن يكون باحثا تأريخيا بالضرورة لكن الباحث التأريخي لايلزم بالضرورة أن يكون باحثا بالأديان لأنه قد يكون تأخصصه علم الأجتماع أو النظم السياسية أو الوقائع أو علم الجغرافيا أو الجيولوجيا إلخ ، المهم التأريخ يخبرنا أن جل مايعرف بالعالم العربي اليوم كان معتنقا للإيمان المسيحي وبجواره امبراطورية الفرس – ايران – وكان أكثر من نصف مناطقها الشمالية مسيحيون وأغلب سكانها مجوس يعيدون النار وبها بعض الملل الأخرى بأتباع قليلون، إذن الشعوب بتلك الأقاليم وأعني بلاد الرافدين – العراق – والشام وتركيا وشمال وغرب أفريقيا وجل سواحلها كانوا مسيحيين مع تواجد للوثنيين في وسط وأدغال القارة الأفريقية! أنا ذكرت هذه المناطق تحديدالأن سيف الإسلام وصلها! وبالطبع المناطق الجنوبية من القارة الأوربية المعروفة بقرطبة أو الأندلس بالمصادر العربية الإسلامية! أظن الآن بعد هذا السرد التأريخي نرجع لابن تيمية لنسلط عليه الضوء بعد معرفتنا لواقعه!
في عصر ابن تيمية كانت الظروف السياسية معقدة والخلافات مشتعلة على السلطات والممالك وكانت النزاعات بأعلى درجات سخونتها فكان لزاما على ابن تيمية أن يبتدع فكرا جديدا يتواكب وتلك الحقبة فعمد إلى ابتداع فكرة السلف كمنهج عقائدي مقرونا بعقيدة الطاعة للإمام وقد استفاد من عقيدة الولاء والبراء الموجودة أصلا بمعتقده ضد الأخر من غير المسلم! لكن ماذا يفعل بالمسلم المخالف له بالفكر؟ أعاد إحياء فكر الخوارج – طائفة خرجت على الإمام علي بن أبي طالب وهم فرق متعددة الفكر يستحقون لاحقا أن نفردهم ببحث مستقل – المهم استفاد من فكرهم وتوسع بالتكفير ووجوب طاعة ولي الأمر والخروج عليه – لاحظ أن هذه النغمة ازدادت وتيرتها بأيامنا هذه عقب الربيع العربي المبارك المتواصل – ابن تيمية توسع بمنهج التكفير لكل من خالف الإمام أو أعترض على جوره فأصل منهجه الفكري الذي غدى مدرسة قائمة بذاتها واستمرت حتى اليوم – قطعا محمد بن عبدالوهاب مؤسس مايعرف اليوم بالفكر الوهابي التكفيري قد أحياه بعد قرون من وفاة ابن تيمية! المهم ابن تيمية لاق فكره قبولا واسعا لدى حكام الإسلام بعصره وكانت حروب الفرنجة بمثابة طوق نجاة لفكره ومعتقده!!
من باب الإنصاف والأمانة العلمية أورد حقيقة علمية تأريخية اقتنعت بهابعد قضاء سنوات ليست بالقصيرة من البحث العلمي الموضوعي بالمعتقدات أن الكنيسة الكاثوليكية بحاضرة الفاتيكان المقدس قد تم اختطافها إن جازالتعبير من قبل الملوك الطغاة في العصور الوسطى ولعبوا دورا سيئا نسبه بعض الباحثين غير الدقيقين للكنيسة وهذا خطأ علمي وجب التنويه له ولعل ما يثبت هذه الحقيقة العلمية أن حروب الفرنجة رفعت الصليب المقدس شعارا لها ومولت حملاتها مع الضرائب مما عرف بصكوك الغفران ناهيك عن العشور وأملاك الكنيسة الخاصة بأعمال البر والأحسان والخدمة وكانت هذه الحملات لأسباب سياسية واقتصادية ولاعلاقة لاسم السيد المسيح الذي رفعوه ظلما بها، وعودة لابن تيمية الذي كان يتنقل ما بين بغداد ودمشق والقاهرة أقول بظل تلك الظروف السياسية الداخلية والأوضاع الإجتماعية السيئة والأحداث الخارجيةبدأ نجم ابن تيمية يلمع وكثر أتباعه خاصة أن الحكام معه لأنه روج لفكر البيعة والطاعة إياه! فبدأ يكتب المخطوطات القادحة المكفرة المحرضة! وبما أن الحكام الطغاة معه للعلة إياها! راجت مخطوطاته كالنار بالهشيم وكان أسوأ عصر مأساوي مر بمسيحيي الشرق.
قد يستغرب بعضكم لماذا أطنبت بذكر وقائع تأريخية أكثر منها عقائدية بمداخلاتي؟لأوضح حقيقة تأريخية اتسم بها معتقد الإسلام ولأثبت من التأريخ نفسه قبل النقل والعقل – أقصد الأدلة النقلية والعقلية واعتذر هذه الثقافة التي درستها- أن الإسلام انتشر بحد السيف وكان هدفه الأسمى إقامة الممالك والغزو لأجل الغنائم والسبي والتوسع قدر الإمكان لتكثير الأتباع وتكبير الرقعة الجغرافية الإستيطانية على حساب أهل الأرض الحقيقيين من المسيحيين وقد نجح المسلمون وتمكنوا من استيطان وتعريب وأسلمة كافة الأقاليم التي غزوها وأثخنوا سيوفهم بأهلها الآمنين المسالمين من المسيحيين! والتأريخ ياسادة الأسود يعيد نفسه اليوم وإن اختلفت المعايير وتجددت العلل وتفننت طرق المكر وتقاطعت المصالح وتغيرت المسميات-نعود مجددا لابن تيمية الذي عرفناكيف كان عصره وعصر تلميذه ابن القيم الذي فاق معلمه بحقده على المسيحيين حيث نظم قصيدة طويلة بالفصحى لازال السلفيون حتى اللحظة يتغنون بها! ابن تيمية حتى يخدع سذج المسلمين عمد لتلك المخطوطات التي كتبها ونشرها مستغلا الأوضاع فبدأ تأريخ أسود دموي ضد المسيحيين أبسط مايوصف به حرب إبادة وتطهير ديني!
ثبت بالدليل التأريخي أن الكنيسة الأم الكاثوليكية تم اختطافها من طغاة حكام الممالك الأوربية لقرنين وزيادة واستغلوا المكانة العظمى للكنيسة بقلوب ملايين المؤمنين فعمدوا للنهب باسم الكنيسة فسنوا ما عرف بصكوك الغفران ونهبوا العشور وأموال وأوقاف الكنيسة ليمولوا حروبهم التوسيعية وعمدوا لرفع الصليب المقدس تغدغة لمشاعرالسذج من الشباب والجهال وتم لهم ماأرادوا وبدأت حروبهم مع الشرق ! واستغل ابن تيمية الحدث ليصفي حساباته مع المسيحيين بالشرق وقد رأينا كيف خط عشرات المؤلفات المحرضة والمكفرة فأثخن المسلمون سيوفهم بالمسالمين الآمنين من المسيحيين الذي لاناقة لهم ولاجمل أصلا بحروب الفرنجة! وبالفعل استمرت مأسآة المسيحيين قرونا عديدة حتى عصر العثمانيين! الذين في مذبحة واحدة قتلوا أكثر من مليون مسيحي! وهذه المذبحة على أساس ديني وليس عرقي كونهم أرمن! وهذا خطأ علمي وقع به كثير من الباحثين المعاصرين بدليل أن العرق الكردي من المسيحيين ذبحوا أيضا بتلك المجازر! ونعود للب الموضوع! ونقول: من خلال ما سرد من وقائع تأريخية لاحظنا أن العداء لكل ما هو غير مسلم عقيدة عند إله الإسلام! فكيف؟ وهل انقلب السحر على الساحر؟
النصوص الإسلامية التي تكفرغير المسلم كثيرة ويغلب عليها التحريض على البغض والكره وقلها تندرج تحت قاعدة ومبدأ الولاء والبراء وأكثر علماء الإسلام تأصيلا لهذا المبدأهو ابن تيمية وسار على نهجه تلاميذه لكن محمد بن عبدالوهاب قاربه لحد بعيد وإن كان الأخير أثره أشدمن الأول حيث صاهر بين المعتقد والسياسة والحكم! فحلت المصائب ولم يسلم العالم كله من شر الفكر الوهابي التكفيري حتى اللحظة! ومن سوء الدهر أن هذا الفكر التيماوي الوهابي منتشر وينتشر بوسائل كثيرة مستفيدا من الثروة النفطية الهائلة! في سنوات معدودة أنفق الوهابيون مايقارب المئة مليار دولار لنشر معتقدهم ولازالوا بكل البسيطة!- سنعود لاحقا لهذه الجزئية وسنكشف دوهم بشراء أراضي وأملاك مسيحيي لبنان! أعدكم إن سلمت من الإعتقال- نعود لابن تيمية ونقول:الرجل جمع الأتباع على أساس ديني ونجح! أصل لمعتقد الطاعة وفاق علماء الأمويين! لكن المعضلة أن فكره المتشدد لم يقبله البسطاء! ولم يستسغه كثير من العلماء! فعمد للتستر بمذهب أهل السنة! وغازل السلطة بعقيدة الطاعة العمياء والبيعة للإمام وفلح! فغير نهجه وجهده موقتا من غير المسلم للمسلم المخالف لفكره!فماذا فعل؟
عزف ابن تيمية معزوفته! منهج السلف الذي أثبتنا بالدليل التأريخي أنه من ابتداعه وأصبغ عليه هالة القداسة والفخامة المصطنعتين!وأنه خلط هذا المنهج مع ماتوارثه العلماء من علماء البلاط الأموي وأعني طاعة الإمام! وخلط عجينته بأمر ثالث: عقيدة الطاعة ومنهج ومصطلح السلف الذي هو صنعته وربيبه! ثم أضاف فكرالخوارج ليأخذ منه جزئية واحدة لتخدمه وتتواكب مع سلاحه التكفيري للمسلم المخالف له بالرأي والفكر! فعلا شن ابن تيمية حملة تكفير لجميع مخالفيه من خلال مخطوطاته ودروسه! لكن كان بحاجة لقوة تحمي فكره وتروج له! غازل السلطة بالفكر السلفي إياه! ووجوب الطاعة! لاحظ في بداية الثورة المصرية العظيمة المباركة كان أشهر سلفيي مصر المدعو محمد حسان وغيره من مشاهير السلفيين بمصر يحرمون المظاهرات وعدم الخروج على الإمام- حسني مبارك إمام وخليفة بنظرهم!- وعندما اقترب نصر الثوار والشعب المصري العظيم من خلع مبارك قلبوه له ظهر المجن وشتموه! وتغير منهجهم معه على النقيض! قبح الله النفاق وأهله! وكذلك فعل سلفيو الساعدي القذافي وسلفيو الشام والخليج واليمن! إذن ابن تيمية غازل السلطة وكفر المسلمين المخالفين لكنه كان بحاجة لغطاء!
قلنا إن ابن تيمية كان بحاجة لغطاء شرعي! هو ضمن السلطة الحاكمة فعمد في الأمور الفقهية لتبني مذهب الإمام أحمد بن حنبل ليوحي للأتباع أنه من أهل السنة! إختياره لمذهب الحنابلة ليس عبطا بل لذكاء فأحمد بن حنبل توارث أهل السنة والجماعة محبته وتعظيمه ولم يبلغ أحد مبلغ قيمته لا في متقدمي ولا متأخري علماء السنة وقدره حتى هذه اللحظة فالرجل مشهور أنه أسد أهل السنة وإمامها الأوحد! إذن ابن تيمية صوريا تبنى في الفقه من عبادات ومعاملات وأحكام فقهية مذهب الحنابلة لكنه بحقيقة الأمر يالعقائد مختلف عن الإمام ابن حنبل! واذكرعندما كنت أدرس بكلية الشريعة بالرياض في الفقه أن مجلدات الإنصاف في معرفة الراجح من مسائل الخلاف على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل- هذا عنوان المجلدات- أذكر أن الفتاوى الكبرى لابن تيمية بمجلداته كانت تخالفه! بالمجمل! إذن حتى في الفقه خالفه! لكنها عباءة كان يكتسيها! ولازال أهل السنة من الفقهاء يعدونه منهم ليس في العقيدة بل والفقه وأنه حنبلي المذهب ومجتهد! وهذا خطأ علمي واضح للباحث المنصف كما هو حال محمد بن عبدالوهاب!إذن نجح ابن تيمية في مبتغاه واكتملت لعبته وأخذت طابعا شرعيا فماذا فعل؟
قديستغرب بعضكم لماذا أطنبت بذكر ابن تيمية ولمحت وأشرت وصرحت عن محمد بن عبدالوهاب! ولاشك أنه استغراب بمحله! لكن كان معرفة منهج ابن تيمية مهما وتأريخه مع المسيحيين هو الأهم لأربط بين الماضي والحاضر! فما يحصل للمسيحيين وحصل في العراق على وجه الخصوص كان نتاجا طبيعا لمثل هذه العقيدة التي إكتوى بأتون جحيمها السنة قبل الشيعة والصوفية وغيرهم! الأدهى أن محمد بن عبدالوهاب نفسه لم يخرج قيد أنملة عن فكر ابن تيمية لكنه في باب البراء والولاء فاقه تشددا -كلمة خفيفة عن وصف حقيقة فكره لأني في عش الدبابير- وفاقه بعشرة أمور مكفرات للمسلم نفسه إذا فعل إحداها! ولعل بعضكم الآن بدأ يعي غرضي من السرد التأريخي الموثق! إذن محمد بن عبدالوهاب وارث مدرسة ابن تيمية فاق استاذه في العقيدة وكان أثره شديدا لاسيما أن إقليم نجد يتسم أغلب سكانه بالبداوة والغلظة والتقوقع للذات والقبيلة كما هو حال العرب في بداية دعوة نبي الإسلام الكريم محمد، فمن هو ابن عبدالوهاب؟ وكيف كان أثر دعوته على المسلمين من غير التيماويين -نسبةلابن تيمية- وكيف أثرت دعوته على المسيحيين بعصرنا هذا؟ وهل مايحدث لمسيحيي العراق من تهجير بسبب الوهابيين؟
التحدث عن الوهابية فكرا وسياسة ومنهجا وواقعا ذوشجون وفنون! لكنه بذات الوقت ذو محاذير ليس على الآخرين بل علي أنا شخصيا وأعتقد أن جميعكم يعرف العلة ولايجهل الملة! سأطلب من الجميع بمودة أن يقرأ كل منكم كتب التوحيد التي ألفها محمد بن عبدالوهاب وهناك كتاب واحد مختصر في التوحيد له وحينها ستعرفون كنه الرجل وفكره وللأسف درسنا كتبه ولازالت مقررة في مناهج مدارسنا حتى اللحظة! كان الحديث عن ابن عبدالوهاب سيأخذنا للتحدث عن سيد قطب وفكر الحاكمية في الإسلام وتكفيره للمجتمع ناهيك عن التحدث عن الجماعات الإسلامية في القرن الماضي كالإخوان والشوقيين وجماعة التكفير والهجرة والسلفية بأنواعها والمنظمات الإرهابية لكن لم يكن الحديث عنها يتأتى إلا بالتحدث عن المحذور وأعني الوهابية لاسيما الآن وربط مايحصل لمسيحيي العراق والشام ومصر بأرض الواقع ،فافعلوا النصيحة وافهموا القصة الصحيحة واتعظوا من النتيجة.،
بداية تحياتي لك ياعزيزي رعد ولكاتب المقال وتعقيبي ؟
١: منذ انبثاق دعوة محمد الشيطانية المريضة في شبه جزيرة العرب والتي سماها بالإسلام ، وهى في الحقيقة استسلام وابعد من ان تحمل اي قيم إلهية كال محبة والسلام ؟
٢: لم يكن من ديدن محمد وديدن اتباعه لغاية اليوم الا الحط من فكر وقدر ومعتقد الآخرين والاستخفاف بهم ، والأقبح من كل ذالك هو إسقاط كل أمراضها وتخلفهم على الآخرين ؟
٣: ومن المضحك المبكي ان لازال لليوم الكثير من الأقليات والقوميات التي استسلم ذات يوم أجدادهم رغم أنف لهذا الداء والوباء لازالت تسوق لهذا الباطل رغم جلاء الحقيقة ، تلك حقاً لكارثة ؟
٤: ان آجلا ام آجلا معركة جوج ومأجوج على الأبواب ، وقوم جوج ومأجوج ليسو سوى الصينيين ، سلام ؟