المسلم متأمر على نفسه ؟

abdelrahmansharafشاهدت بعض التعليقات ووجهات النظر لأشخاص مسلمين نتيجة العمل الأرهابي الأخير الذي أضجع فرنسا من سلامها وأسقرارها .
جوهر هذه تعليقات يقول بأن العالم يتأمر على المسلمين بسبب الأرهاب وهذه وجهة نظر ربما تكون صائبة أو خاطئة .وأحترمها بكل الأحوال إذا عرفنا كيف نتعامل معها بالشكل الصحيح والعقلاني والمنطقي.
ولكن عندما ينظر المسلم أن هناك مؤامرة عليه وعلى دينه ويتخبط بهذه الفكرة شمال وغرب ويمين ويسار دون أن يصل إلى حلول أو أية فكرة مقنعة أتجاه هذه المؤامرة وخطة عمل للحد من المؤامرة فهناك خلل كبير في عقليتنا ورؤنا الدينية والسياسية والأجتماعية وهذا أمر لا بد منه في مجتمعتنا العربية المشوهة عبر تاريخ ولكن كيف لنا بأن نتجاوزه؟
المسلم وغيره بالشكل العام ينقاد وراء هذه الفكرة بتأثره بشخصيات وأنظمة زرعوا هذه الفكرة في مجتمعتنا العربية بطرق محتلفة . وأيضا هناك افكار أخرى للأسف زرعت وباتة بدمائنا كفكرة المقاومة والممانعة والقضية الفلسطينية والقومية العربية؟
أن هذه الأفكار التي روج لها بطرق مختلفة أصبحت وسيلة لتبرير أي أخفاق وفشل وتقصير نتعرض له ونواجهه ونريد أن نحشد لها تأيد الشعبي والمحلي.
لا بد أن نعرف بأن كل الدول لها مصالح وعلاقة بين بعضها البعض من كل النواحي ولكن كيف لنا بوعينا ومسؤوليتنا ونضوجنا دينيا وسياسيا وما إلى هناللك من قيم أيجابية تساعدنا بأن نتواصل مع هذه الدول لحلول ومصالح مشتركة بقيم تتجه لخطوات أفضل لنا ولهم على كافة المستويات.
وان تركيزنا على فكرة المؤامرة على الدين بأسم الارهاب وغيرها من التسميات التي شاعت يبعدنا عن أي اصلاح ديني وتنويري للمعتقد وللمجتمع
ويبعد المسلم أو غيره عن الأستقلالية في مجتمعه بل ينقاد وراء هذه الفكرة الجماعية ويبتعد عن نفسه ومعرفة ذاته في حال بقي تركيزه على المؤامرة على دينه أكثر من سعيه للأصلاح وأنتاج معتقد جديد لا ينتج أرهابيين وتكفيرين.
وسيبقى الجهل وعدم الأصلاح والأستغلال للدين ونصوصه. فلو كان هناك أصلاح حقيقي وجدي وفاعل للنصوص الدينية الأسلامية لما أستغلت وأنتجت الجماعات الجهادية والتكفيرية وإذا كان هناك مؤامرة ف لأنه نحن بأنفسنا تأمرنا على بعضنا بالحجج المختلفة وأبتعدنا عن أي أصلاح جدي وحقيقي وأنتجنا مجتمعات وقادة غير واعين بهذا ستخترق المؤامرة ليس فقط واقعنا بل مفاصلنا.
الشعوب الواعية بمعتقداتها والثائرة للحرية ستتدرك هذا و ستنتج قادة واعين وستفكك أي مؤامرة تحاك ضدها فنحن متأمرين على أنفسنا وحتى متأمرين على المؤامرة لأننا بهذه المنهجية نحن ليس ضدها بل معها وتتسلى بنا.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.