المسلمون في بريطانيا

ahlamakramكنت في زيارة إبنتي في نيويورك، حين تعرفت على زميلتها الأميركية الفلسطينية الأصل، التي تدرس معها ويتشاركان في شقة واحدة. وإقترحت الفتاة أن نشاهد معا حفل خطوبة أختها التي تعيش في ولاية أخرى، لأميركي من أصل فلسطيني أيضا.. سعدت حين رأيت مظاهر الأفراح الفلسطينية والأثواب الفلسطينية الرائعة تلبسها معظم الحاضرات. ولكن ما أذهلني إنعدام وجود صديق أمريكي واحد أو صديقة للعروسين في الحفل أو أي من أصدقاء أو جيران العائلة الأميركيين. وحين سألت الفتاة قالت بأن عائلتها ’تفضل الإحتفاظ بجذورها وعاداتها دون تشويه. بينما الحقيقة التي لمستها أن الفتاة تعيش حياة مزدوجة ما بين فلسطينيتها وبين تمتعها بالحريات الأميركية.

في يوم الأربعاء السابق، قامت القناة البريطانية الرابعة، ببث وثائقية تستند إلى إستطلاع رأي أجراه معهد اي سي ام المشهور على 1081 شخصا مسلما ” بمّ ’يقكّر فعلا المسلمون البريطانيون ” ’يبيّن من خلال إجاباتهم، الهوة الساحقة التي تفصل بينهم وبين البريطانيين، في قضايا تتعلق بالحريات والقيم البريطانية التي تمس المجتمع وتحافظ على تماسكة وتثبيت سيادة الفانون الواحد؟

قام بتقديم الوثائقية المسؤول السابق عن لجنة “المساواة في الحقوق ” تريفور فيليبس الذي إشتهر في السابق وخلال رئاسته اللجنة، بمعارضته لفكرة التعددية التي طرحها وعمل عليها رئيس حزب العمال السابق توني بلير. فتحت شعار إثراء المجتمع البريطاني في التعددية وتنوع الحضارات إستغل البعض مبدأ حرية التعبير وحرية الإعتقاد لترويج قيم أخرى وعملوا بعاداتهم وروّجوا لثقافة جديدة تتعارض كليا مع القيم والحريات البريطانية.

بداية إستند فيليبس على إستطلاع سابق كشف وجود هوة بين طلاب المدارس البريطانية وزملائهم المسلمين. الهوة التي أكدها مكتب أوفستيد للتعليم. وإلى تحقيق سابق يقول بان ” مسلما بريطانيا واحدا من خمسة يتعاطف مع الإنتحاريين الجهاديين بما معناه بأن هناك ما يقارب 100 ألف مسلم بريطاني يتعاطف مهم ويعتبرهم يقاتلون من اجل العدالة؟؟؟

في موضوع الحريات والقيم البريطانية فالإستطلاع بيّن التالي

يتقبل المجتمع البريطاني المثلية الجنسية والتي تقبّلتها الكنيسة حين أكد البابا حقهم في خياراتهم وحقهم في الإحترام لكرامتهم الإنسانية، بينما 52 % من المسلمين البريطانيين يتمنى حظر المثلية الجنسية بالقانون؟

القانون البريطاني إعترف وأكد على حقهم حتى في الزواج حتى وإن رفض الفكرة ولم يستطع إستساغتها البعض. بينما يرفضه ويؤكد على ضرورة منعه قانونيا 56% من البريطانيين المسملين؟

القانون البريطاني يؤكد ويعمل حثيثا على تحقيق المساواة بين الجنسين، المجتمع البريطاني والقيم البريطانية تؤكد على ذلك وتتقبله كأمر طبيعي. بينما 39% من المسلمين البريطانيين يرفض هذه المساواة ويؤمن بأن على المرأة إطاعة زوجها على الدوام لأنها إرادة إلهية.

القانون البريطاني يمنع تماما تعدد الزوجات. بينما يلجأ المسلمون إلى المجالس التشريعية الإسلامية للزواج مرة وأخرى ويرى 31 % منهم أنه يمكن بل ويحق للمسلم البريطاني الإقتران بأكثر من زوجة؟؟

سيادة الدول على جغرافيتها تقترن دائما بسيادة قانون واحد يخضع له جميع المواطنين. وهو الأساس لبناء المواطنة من خلال الإيمان بعدالة القضاء. بينما 23 % من البريطانيين المسلمين يرون إمكانية تطبيق الشريعة في بعض أنحاء البلاد؟؟؟

الأرقام السابقة أوضحت للرأي العام بمدى إنخداع الرأي العام البريطاني الليبرالي بإعتقاده بأن كل المسلمون مواطنين كسائر المواطنين الاخرين !! وهي الأساس الذي أكد بخطأ الحكومة البريطانية وليونتها في التعامل مع القادمين بدون نظرة مستقبلية لحثهم على الإندماج من خلال التأكيد بالقانون الواحد. وأن هذا السبب أدى إلى وجود أمة معزولة ثقافيا وجغرافيا تعمل على إثبات إختلافاتها والحفاظ على قيمها من خلال الإنفصال الجغرافي والمدارس الإسلامية والمجالس التشريعية. وهو الخطر الذي يهدد النسيج الإجتماعي والقيم البريطانية !!

أهم ما جاء في التقرير، ما خلص إليه تريفر فيليبس دعوته للحكومة البريطانية بتبني سياسة تعليمية جديدة تمنع فيها زيادة عدد أفراد أو طائفة معينة عن 50% من مجموع الطلاب وهي سياسة تحمل في طياتها هدف الإندماج وتبني القيم البريطانية.

فهل سيكتب لهذه السياسة النجاح أم سيرفضها المسلمون مرة أخرى؟؟؟؟

’ترى ما رأي القراء؟؟؟؟

المصدر ايلاف

About أحلام اكرم

كاتبة فلسطينية تهتم بحقوق الانسان منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية سعدت كثيرا حين وجدت مقالاتي منشورة على منبر المفكر الحر .. ولكن ما أود أن ألفت إنتباه المرحرر والقراء وللصدق فقط بانني وإن كنت أعتشق مصر وأكن الكثير من الحب والإحترام لمصر ولشعبها الكرام .. ولكني لا ولن أتنكر لأصولي الفلسطينية .. فأنا من أصل فلسطيني .. درست وتخرّجت من جامعة الإسكندرية .. وإن ندمت على شيء فهو عدم معرفتي أو علمي بما تحمله الإسكندرية من تاريخ عريق قرأت عنه في كتب الأستاذ يوسف زيدان .. أعيش منذ سنوات كثيره في لندن .. فيها تعلمت الحب .. والإنسانية والحياة .. ولكني لم أغلق عيني وأذني عن رؤية الجوانب السلبية أيضا في الثقافة الغربية .. وبكن تحرري وتحريري من العبودية التي شلّت تفكيري لزمن طويل .. هو الأساس الذي ثني على الكتابة علّني أستطيع هدم الحواجز بيننا كبشر .. وهي الحواجز التي إخترقتها حين إستعدت إنسانيتي وأصبحت إنسانة لا تؤمن بالحواجز المصطنعه .. وأروّج للحقوق العالمية للمرأة .. مع شكري العميق للمفكر الحر .. وتقديري للقراء ..
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.