المسخرات في زمن ذوي العاهات

المسخرة الاولى:
وصل الحال في تفشي الرشوة في كربلاء حتى القاضي يعطي رشوة حتى يمشي أموره.
هذا القاضي معروف بنزاهته وسمعته الطيبة.وهو مشهود له باستقامته وصرامته في تطبيق القانون،
هذا القاضي بن ريف ولا يزال يسكن بالريف,بيته مظلم مثل البيوت الاخرى حيث لاكهرباء ولا ماء.
قبل ايام جاءه احد كبار السن ليقول:معقولة انت القاضي ومازلنا نعيش في الظلام بحيث لانستطيع
تشغيل ثلاجه أو مكيف.
وعندما تسقط الامطار يغوص القاضي بالوحل حتى يصل الى بيته ,سكان منطقته يسخرون منه ويقولون له “أنته شلون قاضي شديد ونزيه وكلوب بالمنطقه ما نكدر نعلك؟”.
يقول احد الثقاة: ان هذا القاضي النزيه قرر ان يعرض الامر على مدير الكهرباء وفي اليوم التالي زاره
,رحب به المدير وجلب له الشاي والقهوة الصباحية وشرح القاضي له قضيته,أستغرق جلوسه معه نصف ساعه وبعدها ،والكلام للقاضي، “جائتني السكرتيره وهمست في أذني (أستاذ تره أنته طولت بالجلوس وبنفس الوقت قطعت رزقنه ,تفضل يمي بالغرفه وانا ألبي كل طلباتك)ودع المدير وذهب خلفها الى الغرفه وقص عليها المشكلة,فأعطت ورقه الى موظف أخر وقالت له اليوم هذا الموظف مجاز غدا تعال ويصير خير,في اليوم الثاني جاء الى الموظف وأعطاه الورقة فرحب به وقص عليه مشكلته,فقال له ذلك الموظف: هسه الساعه، كم فرد عليه القاضي الثامنة والنص فرد عليه الموظف الساعة العاشرة صباحا اليوم سوف تنصب محولة في باب بيتك وتنور الريف كله ,بس على شرط تورق لنا,كله شكد ,كله عشرين ورقة أمريكي ,فأعطاه عشرين ورقة وعندما عاد الى بيته وجد المحمولة في باب بيته والكهرباء فل,وعرض على العمال أن يكرمهم بالشاي أو الفطور رفضوا وقال نحن قادمون لخدمتكم ,يابه زين ضلوا على الغده ,لا يابه احنه ما نريد نزحمكم .
وبقدرة قادر اصبحت منطقته منورة.
اللهم صلي على محمد وآل محمد.
المسخرة الثانية:
ناحية بهرز جنوبي مدينة بعقوبة حالها حال النواحي العراقية الاخرى اهلها يحتاجون الى خدمات مزودة بوعي بيئي وهذا تتحمله وزارة البيئة(صلاة النبي عليها).
في هذه الناحية ايها السادة يسكن 75 ألف مواطن معرضون الى مختلف الامراض بسبب تلوث نهر”خريسان” الذي تحول الى مكب للنفايات والقناني الفارغة حتى اطلق عليه لقب”نهر المليون بطل”.
هناك اطنان من النفايات تسبح في هذا النهر الذي كان مصدر ري لمزارع الفلاحين.
هذا النهر يمر ب 30 قرية وتخيلوا ماذا سيحدث بعد هذا التلوث الخطير.
سينبري الناطق الرسمي باسم وزارة البيئة(من اجل النبي صلوا على هذه الوزارة) ليقول: شنسوي ياناس، اذا ماكو وعي بيئي والاهالي يرمون كل نفاياتهم بالنهر وكأنه برميل زبالة.
كلامك زين ياشاطر ولكن انتم ماذا فعلتم في مجال نشر الوعي البيئي وتنظيف النهر والانهار الاخرى بالعراق.
سيجيب بصوت عال ويمد اصبعه:ولك ترى انت بطران وزارتنا جاءت بسسب المحاصصة وهي تحصيل حاصل حتى تسد”حلوك” بعض الكتل.. أي بيئة بابا.. اي وعي .. اي خرابيط.
المسخرة الثالثة:
لاحظ مدرس التربية الفنية في احدى المدارس الابتدائية التابعة لمحافظة المثنى ان معظم طلابه لم يحلقوا شعورهم منذ وقت طويل رغم انه كرر عليهم طلب الذهاب الى الحلاق, ولكنه تفاجأ بان الطلاب لايملكوا ثمن الحلاقة.
بادرهذا المدرس بالتعاون مع المديرالى فتح صالون حلاقة داخل المدرسة من اجل مساعدة الأطفال الذين لا يملكون مالا لدفع اجرة الحلاقة.
شلون وطن هذا. وطن التريليونات من الدنانير وابنائه لايملكون ثمن الحلاقة،بينما مؤخرة الساعدي واسنان احمد العلواني ورسغ نائب آخر لا اتذكر اسمه كلفوا الدولة اكثر من 200 مليون دينار.
والمصيبة يدعون انهم مسلمون.
فاصل حزين: امس مر احدهم على آخر مقال منشور بعنوان “داعش العراق غيرة وشرف على اعراض النساء” وعلق المسكين بهذا القول (كنت اظنك كاتب محترم وتحترم عقول القراء ؟وللعلم فاني لست من انصار داعش ولا ماعش).
وكان امامي خياران اما ان اكسر الكي بورد واعتزل الكتابة لأن هناك من يقرأ العنوان فقط وهو يعيش في برميل غباء او احاول ان استمر على مضض، فقررت ان اختار الثاني وامري لله.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.