اولا وقبل كل شيء (حفاظا على حياتي) انا أشجب واستنكر كل ما سوف يجيء في هذا المقال وانا اعتبر هذا المقال هو مؤامرة صهيونية إمبريالية أمريكية صفوية مهلبية من الغرب والموساد والمخابرات المركزية الامريكية ومخابرات بوركينا فاسو للنيل من المرأة المصرية وما قدمته لزوجها من تضحيات ونكد، وكذلك للنيل من ثورتي ٢٥ يناير و ٣٠ يونيو ودور المرأة المصرية فيها، وفيه احتمال كبير ان تكون مؤامرة من جماعة الاخوان “الارهابية” للضغط على المرأة المصرية لارتداء النقاب طول الوقت حتى تخبيء وجهها في حالات النكد المعروفة!
ولمعرفة المزيد عن ملكة النكد في العالم يمكن قراءة ما جاء في جريدة الأهرام انقر هنا
او ما جاء في احد نشرات الأخبار التليفزيونية : انقر هنا
وطبعا كل هذا الكلام كما ذكرت هو مجرد افتراء ، فالمرأة المصرية هي أمي، “ومصر هي أمي” وليس من المعقول ان تكون مصر نكدية؟؟
ولمعرفة معنى كلمة “نكدية” ذهبت الى احد المعاجم العربية للتأكد وعلى أمل ان يكون هناك اي معنى اخر أفضل من مفهوم النكدية والذي يعرفه كل متزوج، ولكني للأسف لم اجد اي أمل في تغيير مفهوم النكد
1.النَّكَدُ : كلُّ شيء جرّ على صاحبه شرًّا
رَجُلٌ نَكَدٌ : شُؤْمٌ عَسِرٌ
أَرْضٌ نَكَدٌ : قَليلَةُ الخَيْرِ والعَطاءِ
نكَدُ الحظّ : قِلَّته ، سوءه
…
ودراسة النكد المذكورة عاليه قامت بها هيئة فرنسية في ٢٠٠ دولة وخلصت الى نتيجة مفادها بان المرأة المصرية هي ملكة النكد؟؟
فكيف تسنى لتلك الهيئة الفرنسية ان تعرف المرأة المصرية؟ وكيف ان تصدر هذا الحكم القاسي، فالمرأة المصرية بصفة عامة لا تعرف اللغة الفرنسية، فكيف استطاعت الهيئة الفرنسية ان تفهم المرأة المصرية هي ليست فقط نكدية بل ملكة النكد علما بان النكد بالفرنسية يختلف تماما عن النكد باللهجة المصرية، يعنى لو واحد مصري مراته بدأت بالنكد عليه بالفرنساوي لربما أخدها بالاحضان؟؟
…
ومن اجل التحقق من صحة هذا التقرير الفرنسي المشبوه قررت عمل بحث ميداني لعدد من النساء المصريات لمعرفة مدى كفاءتهن في النكد وهل ان النكد يأتي نتيجة التعليم والتدريب ام انه موهبة الهية؟
الحالة الاولى:
قابلتها بجوار الترعة تحمل على كتفها طفل رضيع وتحمل (كما يبدو) طفل اخر في بطنها وتمسك بيدها طفلة في الرابعة من عمرها، ووجدتها تضع حلة فارغة أسفل طلمبة يدوية تحركها صعودا وهبوطا لملا الحلة بمياه نظيفة. واقتربت منه اكثر لكي اتحدث معها
– سلامو عليكو
– وعليكم السلام
– ممكن أتكلم معاكي شوية؟
– تتكلم معايا بمناسبة ايه ؟ لو ليك كلام كلم جوزي؟
– لا انا عاوز أتكلم معاكي انت بالذات.
– بالذات ده ايه يا اخويا ، انت باين عليك مع الحكومة، احنا ناس ماشيين جنب الحيط وما لناش دعوة بالحكومة.
– لا يا ستي انا مش مع الحكومة، انا صحفي وعاوز اعمل معاكي تحقيق
– تحقيق ليه كفا الله الشر، كنت سرقت منك حاجة لا سمح الله؟
– لا ستي انا بأعمل تحقيق عن النكد.
– نكد ايه؟ الله ينكد عليك!
– الله يسامحك… انا بأعمل تحقيق عن الست المصرية وهل هي فعلا نكدية؟
– نكدية؟؟ ينقطع لسانه اللي يقول كده
– يعني إنتي مبسوطة مع جوزك وهو مبسوط معاكي؟
– الحمد لله مستورة
– طيب مش فيه أوقات تحبي تنكدي على جوزك
ابتسمت لأول مرة وقالت :
– ده هو اللي بيحب ينكد على طول الوقت وعمره ما يبقى كويس معايا الا لما نيجي ننام بالليل!
– ايوه لكن انا باتكلم عليكي إنتي لو هو بينكد عليكي. مش برضه بتحبي تنكدي عليه
– ده انا غلبانه، وهو لما يرجع من الغيط كل يوم يلاقيني محتاسة بالعيال زي ما انته شايف، اللي على كتفي واللي في بطني واللي بيعيط واقعد أقوله يخلي باله من العيال وهو ولا هو هنا واتعلم شرب الشيشة وبيبقى نفسي اكسر الشيشة فوق دماغه، وطبعا ضروري انكد عليه ،ده اقل واجب.
وتركتها قبل ان تنكد على شخصيا!!
…
الحالة الثانية:
جلست أمامها في عربة المترو وكانت ترتدي النقاب وممسكة بيديها كتاب “اهوال عذاب القبر” وعرفت ان عمل تحقيق مع ابو بكر البغدادي (أمير المؤمنين بدولة داعش) سيكون أسهل من التحقيق مع هذه السيدة عن نكد الزوجة المصرية وخاصة انها تقرا موضوعا غاية في النكد عن عذاب القبر ولا بد انها في فصل الثعبان الاقرع الان!
واستجمعت كل شجاعتي وسألتها :
– حضرتك متزوجة
فأشاحت بوجهها (اقصد أشاحت برأسها لأَنِّي لم أر وجهها) ولم ترد بالطبع
وعدت اسألها :
– انا مش باعاكس والله ولكني أقوم بعمل تحقيق صحفي عن المرأة المصرية.
وكانت مفاجاة عندما ردت بصوت أنثوي :
– يا أستاذ انا مش فاضية، روح اتسلى مع حد تاني ، ثم اني ست متجوزة ولا أتكلم مع رجال اغراب وغير محارم
– غير محارم يعني ايه حضرتك؟
– يعني سيادتك رجل غريب وممكن ان تحل لي كزوج فأنت غير محرم.
– اتجوزك ازاي ؟ حضرتك متجوزة!
– يوووه .. (وهمت بترك مقعدها) ولكني تجرأت وأمسكت يدها وقلت لها:
– اتفضلي حضرتك الموضوع مش حياخد اكثر من خمس دقايق ، حضرتك سمعت ان المرأة المصرية فازت بلقب ملكة النكد في العالم؟
ولم اعرف ان كانت قد ابتسمت او عبست عندما سمعت السؤال ، وفوجئت بها تقول:
– مين اللي قال لك الكلام الفاضي ده؟
– ده كلام هيئة فرنسية تهتم بشؤون المرأة
– قصدك تهتم بشؤون الرجل، المرأة المصرية أنجبت للرسول الكريم ابنه الوحيد ابراهيم، وامراة فرعون المصرية هي من اعتنت بسيدنا موسى عليه السلام
– طيب ده ايه علاقته بالنكد؟ انا بأسأل حضرتك سوْال صريح هل حضرتك تنكدين على زوجك باستمرار ؟
– زوجي هو اللي بينكد على باستمرار ، ولعلمك هو اللي أجبرني على ارتداء النقاب القبيح ده!
(ولوهلة صعبت على)
واستأنفت تقول:
– انا واحدة ست متعلمة أفضل من زوجي ومعايا ماجستير في هندسة الجينات، وجوزي لا يعرف الجينات من كوز الذرة، ورغم ذلك هو يتحكم في حياتي، فمن الطبيعي ان انكد عليه، تصور انه مرة قال لي:” ان المرأة اي مجرد وعاء يفرغ الرجل فيه شهوته” تخيل قلة الأدب ، يبقى يستاهل اني انكد عليه ولا لا؟
– لا والله عندك حق
وتركتها وانصرفت بعيدا قبل ان تنفجر في البكاء وتلم على الناس!!
…
الحالة الثالثة:
وجدتها في نادي الجزيرة تضع سماعة الآي فون على اذنيها وترتدي زي التنس وتجلس في حديقة النادي تحتسي عصير جريب فروت كما يبدو، واقتربت منها قائلا :
– هاي
– هاي
– ممكن اقعد معاكي شوية
– اووه اوف كورس اتفضل
– مش حا خد من وقتك كثير
– نو بروبلم (no problem)
– حضرتك متجوزة؟
– ليه عندك عريس لي (قالتها ابتسامة جميلة)
– لا .. ما عنديش عريس … رغم انك الف واحد يتمنوا يتجوزوكي
– مرسي قوي… ايوه طبعا متجوزة، والخاتم أهو !!
(ومدت يدها لكي ارى الخاتم السوليتير)
– ما شاء الله يا أفندم ، كنت عاوز اعرف اذا كنتي قريتي عن موضوع ان الزوجة المصرية فازت بلقب ملكة النكد في العالم
ضحكت بصوت عال لفت إلينا الأنظار ، وقالت:
– آه طبعا قريته ده شيء تيريبول terrible
– ليه يا أفندم؟
– لان المرأة المصرية مظلومة وتعيش في مجتمع ذكوري يتحرش بها في كل مكان ويعاملها معاملة مواطن من الدرجة الثانية.
– طيب حضرتك مش بتنكدي على جوزك
– هو انا بأشوفه ، ده اما مسافر على طول او مع أصحابه ويقول لي انه عنده بيزنيس، وانا معظم الوقت اما مع مامي او في النادي
– طيب أكيد إنتي لما بتشوفيه برضه بتنكدي عليه، كنوع من الانتقام؟
– ابسوليتلي absolutely
…
وأختم بالنكتة الشهيرة عن الزوجة التي كانت دائمة النكد على زوجها والذي تعب من الحياة معها واتفق معها بان تنكد عليه يوم واليوم التالي من غير نكد، ووافقت الزوجة غصبا عنها، وكانت تنكد عليه يوم النكد عادي، ولكن في اليوم التالي كانت تجيء أمامه ترقص وتغني قائلة :
بكره النكد بكره!!