تتلاعب أصابع النسوة بالملابس الرثة على عربة البالة..تفوح رائحة الضجر من بين الأصابع..مجرد تقليب عشوائي لتؤكدن لبعضهن أن لاشيء يستحق الشراء..تتذرعن بنوع القماش الرديء او بالمقاس الخاطئ، لا نقود في محافظهن للشراء ..
تنتقلن لعربة الملابس الرجالية..كل قميص يصبح رجلا..كل بنطال تنبت فيه الروح..تتهامسن،تتضاحكن،ترمين الملابس بغضب يثير حنق البائع، يشتمهن في قلبه، يشتمن القدر الذي أخذ الرجال بعيدا وأبقى من لا قياس له ، او من تتوه المقاسات على عدم وجوده.
هي الحرب تستبدل الرجال بملابس مرمية على عربة باهتة تفوح منها روائح المعقمات والمواد الحافظة ، ملابس تستثير
حنين النساء وغضبهن والغياب سيد الحاضرين.
والمدينة غارقة في الضجر.مكفوفة الأصابع،تتسول جديدا على جسد غير خامد.
سلوى زكزك
…………..
Salwa Zakzak
اذا ما خبطت بالشخص يللي بوجهك رح يخبطك يللي وراك..عجقة بتحجب النفس..عربايات ولاد ، بسطات مزروكة عالأرصفة زرك ، ومافي طريق لحدا.
بدوار البيطرة الناس مفترشة الأرض وجايبة ضوها معا..كل ضو حواليه عيل ..مافي دربكة ولامشاوي..غازات سفاري وطابات صغيرة لتسكيت الولاد.
الولاد عم يدوروا عدخلة يلعبوا طابة ، او زاوية يلعبوا دحل، قشر بزروار القمر عم يهر من البر ندات..محل أمية للبوظة فول عالآخر..كلو عم يدخن..من ٧ سنين وفوق..كلو عم يحكي عالغلا، عجروح ما عم تطيب وعن إجرين مكسورة…
ولاصوت دافي، والعشاق عيونن عالبشر وعالطريق، نظراتن باردة وفيها ملل…
كلو كان بلا روح مبارح..تدفيش ومناهدة تعب..حتى ماحدا ألو حيل يفاصل…
اكتر شي بكرهو ببضاعة رمضان، كياس النايلون يلي فيها زيت زيتون او سائل جلي أو شعيرية أو سمنة ووو، كلو جنب بعضو ملقح متل الحجار عطرف الطريق، مافي وزن، مافي اسم، مافي تاريخ انتاج، ادفع وامشي وانت وحظك..
بتحس حالك محاط بكياس النايلون..بالعربايات..بسيبة علاقات الأواعي يللي بنص الطريق..بالآرمات البلاستيك أم بورية حديد من تحت وممكن تفوت فيها او تضربك…
الفوضى متخباية ومستحية بحالها..لانو يللي صاير اكبر من كلشي..فلتان مسعور..سهال بشع ومقرف…بشاعة مالها حدود وضجة من هون لعند الله….
وهلق من نكتة كنا عايشين لنكتة شوفونا ما أحلانا تايهين ومعبين الشوارع متل جحافل الجراد….