(( المخابز ))
في قرية الخير والتمر ، ومع مرور الزمن كثر الوافدين عليها بسبب الرزق الوفير فيها ، واستجاروا بهم وأصبحوا أهلا لهم وعاش الجميع سوية تحت خيمة التمر والماء العذب .
ومرت سنين عجاف مما زاد التجاء الغرباء للمدينة ، وأصبحت مرتعا للعيش ، ولذلك ظهر الفقر بين الناس .
لهذا قرر أصحاب المخابز ترك الخبز الذي لايباع وحصة منهم خارج الخبز للفقراء يوضع على مكان مرتفع مع كلمات قليلة تعلن الخبز للجميع ، ولكن خذوا حاجتكم فقط لكي يحصل الجميع على حصته .
وعندما سمع تجار الحي والمدينة قاموا بوضع بعض النقود في فتحة حائط مع إعلان خذ حاجتك فقط فالمال لله ( تعالى ) ، وللجميع .
وهكذا حصل الفقراء على مال الأغنياء ، وقام العم حمدان بإكرام التجار وأصحاب المحلات على هذا الفعل الطيب وبعد مدة حصل شيئا غير صحيح اختفت كل الأموال مرة واحدة وتكررت الحادثة .
فلقد هرع الجميع لبيت العم حمدان وبعد الاجتماع قال : قبل ظهور القمر سوف يكون لدي خبر بإذن الله ( تعالى ) ، وقام العم حمدان بوضع نقود بها علامة وابلغ كل التجار وأصحاب المحلات .
ولم تمض مدة حتى سقط السارق بيد تاجر الذهب سلمان الذي تعرف على العملة وطلب من المشتري الجلوس قليلا لكي يجهز له طلبه حسب ما قال هو لعروسه ، وارسل صانعه من الباب الخلفي للعم حمدان والشرطة .
وكان رأي العم حمدان للشرطة عدم إلقاء القبض عليه ومتابعته فقط وبعد المتابعة تبين بأن السارق هو احد ضيوف المدينة الجدد.
وألقي القبض عليه وجلبته الشرطة لمضيف العم حمدان ، وبعد جلوس الجميع تم سؤاله : ياضيف لماذا تخون القرية المستضيفة ؟
فلم يرد … فقال له العم حمدان لك الأمان إذا نطقت بالحقيقة ؟ … فسكت وبدأ بالبكاء …. فقالوا له ياضيف لماذا تبكي ؟
قال للضيافة وقلت الأمانة ….. فقال له العم حمدان : تكلم ولك الأمان ؟…..فقال سأقول الحقيقة : أنا سارق الغنم في البراري وهربت من فعلتي ولجأت لكم وغيرت اسمي وسكنت بضيافتكم ، ….. فقال له العم حمدان : مرحا ولكن لماذا سرقت ؟…. فقال : أنها في دمي ….. فال له العم حمدان ماهي ؟ …..قال : كلا يعمل بأصله ، انتم تكرمون الناس ، وأنا اسرق الناس ، هذا فعلكم وهذا فعلي ….. فقال العم حمدان : وماذا تعتقد فاعلين بك ؟ ….. فقال : رقبتي لكم ….. فقال العم حمدان : لا يا ضيفنا ، ابو عادة مايغير عادته ..!.. فقال رئيس الشرطة ماذا تأمر يا عم حمدان .؟. فقال العم حمدان : اقطعوا ….وسكت ،… فقالوا ماذا.؟.
فقال العم حمدان : اقطعوا دابره ..!.. فرد الجميع : كيف ؟ …. فقال العم حمدان : أعطوه عشرة أغنام ، ودعوه يذهب في حاله ، فإذا أكرمه الله ( تعالى ) بالنسل اصبح تاجرا ، اما إذا عاقبه الله ( تعالى ) فهذا ليس شأننا .
وسقط الضيف أرضا وحاول تقبيل قدم العم حمدان ، ولكنه طلب منه الرحيل …
وتم إعطائه عشرة أغنام ، وترك المدينة ، فماذا كانت نهاية القصة .؟.
بعد ثلاثة أيام وصل للمدينة رجل من القرى المجاورة يروون القصة … الذئاب التي أكلت الأغنام والغنام ، وان الصحراء غرقت بدماء الأغنام والغنام . وهنا اجتمع الجميع في بيت العم حمدان ، فقال : الحمد لله ( تعالى ) ، نحن لم نقم الحد عليه فهي مشيئة الله ( تعالى ) ، نحن اكرمناه والله ( تعالى عزوجل ) أكرمه بهذه النهاية .
الشر لايدوم وهو القدر المحتوم ، فقال العم حمدان : صلوا عليه عسى الله ( تعالى ) ان يغفر له …